أكدت مصادر عسكرية إسرائيلية أن كل الاحتمالات والسيناريوات واردة في ما يتعلق بردّ حزب الله على عملية القنيطرة، ومن بينها إطلاق صواريخ أو زرع عبوات أو عمليات من أنواع أخرى. وبحسب المصادر، اتخذ الجيش سلسلة من الإجراءات الاحترازية على طول الحدود مع لبنان وفي الجولان لاحتواء الرد المرتقب. وأبلغت هذه المصادر القناة العاشرة العبرية: «نتوقع رداً مؤلماً، وكل الخيارات مفتوحة، ومن بينها عمليات أسر لجنود أو مستوطنين». وبحسب المصادر نفسها «صدرت الأوامر إلى سكان المستوطنات القريبة من الحدود بضرورة الابتعاد عن منطقة السياج مع لبنان إلى أجل غير مسمّى، خشية عملية خطف تطاولهم».
ونقلت القناة العاشرة العبرية عن مصادر أمنية أن «السؤال المتداول حالياً ليس ما إذا كان حزب الله سيرد، بل ومتى واين وكيف»، مشيرة إلى أن المؤسسة الأمنية بكافة فروعها مستنفرة في الداخل والخارج، وسيستمر ذلك في المدى المنظور لمواجهة أي عملية انتقامية. وأقرّت بأن «هذه القضية (هجوم القنيطرة) هي تجاوز لقواعد الاشتباك بين إسرائيل وحزب الله. نحن الآن أمام قواعد اشتباك من نوع آخر، ولدى الطرف الآخر (حزب الله) حساب مفتوح يسعى إلى إغلاقه».
بدورها، نقلت صحيفة «هآرتس» عن مصادر أمنية أن الهجوم يعدّ حادثاً دراماتيكياً من شأنه أن يؤدي إلى تدهور الأوضاع الأمنية في الشمال، مشيرة إلى أن «تداعيات العملية قد تكون لها أبعاد واسعة النطاق». وأشارت إلى أن حزب الله يرى في الهجوم تحدياً له، وهو ملزم بالرد «كي لا يبدو ضعيفاً في نظر جمهوره»، إلا أنه «قد يؤجل الرد إلى أن تنشأ ظروف تنفيذية ملائمة لاعتماد خياراته، ومن بينها استهداف مصالح إسرائيلية في الخارج، أو عملية هجومية في الجولان، أو عملية نوعية ضد هدف كبير على الحدود مع لبنان، أو في وسط إسرائيل»، لافتة إلى أن الرد الإسرائيلي سيتحدّد وفقاً لمستوى ردّ حزب الله ونتائجه.
لنأمل أن لا يندم
من اتخذ قرار
الهجوم بعد أن خرق قواعد الاشتباك



صحيفة «يديعوت أحرونوت» أشارت، من جهتها، إلى أن السؤال الأخطر يرتبط تحديداً بتوقيت الرد، فـ»صحيح أن حزب الله غير معنيّ بتصعيد الأمور. لكن يتضح من سلوكه في الآونة الأخيرة ومن مواقف (أمينه العام السيد حسن) نصر الله الأسبوع الماضي، أنه معنيّ بخلق توازن ردع جديد مع إسرائيل»، وهذا يعني، بحسب الصحيفة، أن الجيش الإسرائيلي سيواجه بعد أسابيع معدودة عبوة تُزرع بالقرب من السياج على الحدود مع سوريا أو في مزارع شبعا على الحدود مع لبنان، و»هناك إمكانية أخرى، هي إطلاق صواريخ في اتجاه مستوطنات في الجولان أو صواريخ مضادة للدبابات في اتجاه آليات الجيش في المنطقة نفسها، من دون أن نستبعد أيضاً عملية في الخارج ضد أهداف إسرائيلية».
وحول السيناريو الافتراضي للرد والرد على الرد، أشارت الصحيفة إلى أن الهجوم في الجولان شبيه إلى حد ما بسيناريو مناورة عسكرية إسرائيلية حول محاكاة لتصعيد مفترض في الجبهة الشمالية: إسرائيل تنفّذ هجوماً مركزاً ضد مسؤولين كبار في حزب الله، وعندها تبدأ لعبة الحرب، إذ يرد الحزب في الجولان أو على الحدود اللبنانية، والأسوأ من ذلك إطلاق صواريخ نحو إسرائيل، فيما يردّ الجيش بشدة أو بصورة رمزية كي يمنع التصعيد. لكن كل ذلك من شأنه أن يؤدي إلى تدهور الوضع ونشوب حرب.
ورأت «يديعوت أحرونوت» أن هذا السيناريو المتدحرج نحو الحرب شبيه بما حصل في قطاع غزة خلال عملية «الجرف الصامد»، لكن مع فارق جوهري بين غزة والجولان، وهو قوة المواجهة بين الطرفين، مع الإشارة إلى أن قدرات حزب الله هي التي تصنع الفرق. «ومن قرر الهجوم فقد يكون قدر أن من مصلحة الحزب أن يردّ ردّاً معتدلاً، وقد يكون محقاً وقد لا يكون، إذ إن الاستخبارات ليست علماً دقيقاً».
صحيفة «معاريف» أشارت إلى أنّ من السابق لأوانه معرفة ما إذا كان الهجوم في الجولان يستحق بالفعل المخاطرة بالتسبب بحرب، والإجابة عن هذا السؤال ستعرف فقط بعد الرد الذي بات مؤكداً. ورأت الصحيفة أن الحزب لا يميل إلى الرد الفوري، إذ إنه يزن الاحتمالات بعناية». كذلك رجّحت أنه سيبتعد قدر الإمكان عن تنفيذ عملية على الحدود مع لبنان، رغم أنها أيضاً احتمال وارد، خشية التسبب بالانزلاق إلى حرب، و»لهذا السبب فإن الاحتمال الأكثر معقولية هو أن يأتي الرد من الأراضي السورية: صلية صواريخ على مستوطنة ومدنيين، إطلاق صاروخ على وحدات من الجيش الإسرائيلي في الجولان أو زرع عبوات... ولنأمل ألّا يندم من اتخذ قرار الهجوم بعد أن خرق قواعد الاشتباك، وألّا يتضح أنه اتخذ قراراً مغامراً».