لفّ الحزن بلدة الخيام (مرجعيون)، أمس، غداة الاعلان عن استشهاد ابن البلدة غازي علي ضاوي (28 سنة). أبناء البلدة شاركوا بكثافة في تقديم العزاء لأسرة الشهيد الذي سيشيّع لاحقاً، فيما علّقت في شوارع البلدة وأزقتها صوره ولافتات تدعو الى «مواصلة الدرب». «الشاب الوسيم صاحب الضحكة الدائمة لم يفارق بلدته منذ ولادته سوى في مهماته الجهادية الكثيرة، رغم أن معظم أبناء البلدة هاجروا أو نزحوا بسبب الأحداث الى أماكن أخرى» على ما يقول أحد أقاربه.
لكل من أهل البلدة قصة عن الشهيد ضاوي: عن الأعمال البطولية الكثيرة التي شارك فيها، عن ابنته الصغيرة والوحيدة مليكة التي لا يتجاوز عمرها الثلاثة عشر شهراً، والتي انتظر قدومها أربع سنوات بعد زواجه، وعن إخوته الخمسة الذين ربّاهم على خط المقاومة ونهجها. كل أبناء الخيام المقيمين يعرفون الشهيد ضاوي جيداً، فهو «كان قريباً من الجميع، وحاضراً في معظم المناسبات، ومشهود له بشهامته وبسالته. استشهاده كان فاجعة على أبناء البلدة الذين لم يصدقوا الخبر ودعوا الى التأكد والانتظار الى حين اعلان النبأ رسمياً»، تقول ابنة البلدة زينب عواضة. وتؤكد أن «أبناء الخيام ينتظرون رداًّ سريعاً من المقاومة».
«لا يهمنا ماذا سيحدث بعد اليوم. ننتظر ردّ المقاومة في أسرع وقت». هذا هو حال أبناء القرى الحدودية مع فلسطين المحتلّة، الذين بدت حركتهم، أمس، اعتيادية. استأنف الأهالي أعمالهم المعتادة، ولم تسجّل حالات غياب عن المدارس والجامعات، كما لم يسجل اقبال غير طبيعي على شراء المواد التموينية كما يحصل عادة عند توتر الوضع الأمني في المنطقة. أما على الجانب الآخر من الحدود فقد شلّت حركة المستوطنين، وهجر العمال الزراعيون الكروم والبساتين، بشكل كامل، وتوقفت الدوريات المعتادة لجيش العدو الاسرائيلي الذي اختفى جنوده خلف الدشم المحصنة. وكان هؤلاء قد عمدوا، مساء اول من أمس، الى اطلاق قنابل مضيئة في سماء القرى الحدودية، للمرة الأولى منذ سنوات. وقال مصدر أمني لـ «الأخبار» ان «الوضع الميداني كان طبيعياً جداً من الجهة اللبنانية، لناحية الاجراءات الأمنية، والدوريات المسيرة من قبل الجيش اللبناني وقوات اليونيفل. أما في الجانب الاسرائيلي، فأُخليت جميع مراكز العدو وأماكن العمل المنتشرة على الحدود من الموظفين المدنيين».