لم تتردّد فاتن حمامة يوماً في إبداء رأيها بالرؤساء الذين تعاقبوا على حُكم مصر. المضايقات التي تعرّضت لها في ستينيات القرن الماضي جرّاء رفضها التعاون مع الاستخبارات المصرية ليست خافية على أحد. على أثر هذه المضايقات والتضييق على سفرها، أقامت حمامة خارج مصر في الفترة الممتدة بين 1966 و1971، متنقلة بين بيروت ولندن، لتعود بعد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر. سجّلت موقفها من الأخير في مقابلات إعلامية عدّة.
في حوار مع الكاتب الصحافي مجدي الجلاد بُثّ عبر قناة «الحياة» في 2010، قالت إنّها كانت تشعر بالخوف في عصر عبد الناصر، إلى جانب حزنها على ما ألمّ بالكثير من معارفها بعد تأميم ممتلكاتهم. وفي السياق نفسه، قالت لحنان شومان من «اليوم السابع» في آذار (مارس) الماضي: «كنت على ثقة بأنّ عبد الناصر شخصياً لا يعرف ما يفعله رجاله من حوله، مما دفعني إلى الهرب. أولادي كانوا صغاراً، وكانت أصعب فترة عشتها في حياتي لأنّ هزيمة 67 وقعت وأنا في لندن». أما أنور السادات، فرأت في المقابلة مع مجدي الجلاد أنّه كان «شخصية لطيفة»، مضيفةً: «يكفي أنّه في عصره استطاع الناس الخروج من منازلهم مرتدين حللهم الذهبية»، فيما قالت لشومان: «في عصره، تغيّرت معايير السياسة والفن، لكن ظلت مصر تعاني مشاكل كثيرة».
في ما يتعلّق بالرئيس المخلوع حسني مبارك، رأت أنّه «طيّب، لديه أصول ريفية. وفي سنوات حكمه الأولى كان البلد يتطوّر، كما أنّ حركة العمران والعمل كانت في ازدياد، ما أدى إلى زيادة الأموال»، لكن المشكلة في رأيها كانت أنّ هذه الأمول كانت «بتطلع لفوق بس»، وفق ما أكدت لحنان شومان.
في المقابلة نفسها، شددت على أنّ فترة حكم الإخوان المسلمين، وتحديداً الرئيس المعزول محمد مرسي، «كانت صعبة وتسببت لي بتوتر وحزن وقلق، لكن الحمد لله انتهت».
لم تكن حمامة تعرف الرئيس المؤقت السابق عدلي منصور الذي كرّمها جيّداً، لكنه في نظرها «خلوق ويقدّر الفن». تأييد «سيّدة الشاشة العربية» للرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي لا ريب فيه، إذ كانت من أشد الداعمين له في ترشّحه للرئاسة. ولبطلة فيلم «لا أنام» مكانة خاصة لدى السيسي، فقد اتصل بها شخصياً أثناء وجودها في المستشفى في آب (أغسطس) الماضي، فيما كان مندوبه على باب غرفتها في المستشفى لتسليمها باقة من الزهور مرسلة من السيسي شخصياً، كما أنّه سبق للرئيس أن قصد منضدتها تقديراً لمسيرتها الفنية الطويلة أثناء مشاركتها مع فنانين في دعمه خلال ترشحه للإنتخابات.