في الوقت الذي شغلت فيه الحكومة العراقية الإعلام بتصريحات مطالبة بانسحاب القوات التركية من شمالي العراق، أعلن المتحدث باسم "التحالف الدولي"، ستيف وارن، أمس، موافقة رئيس الوزراء حيدر العبادي على إنزال بعض القوات الأميركية في العراق، وذلك فيما رحّبت الحكومة العراقية بإعلان تركيا أنها ستسحب قواتها من قاعدة في شماله، معربة عن أملها في استكمال الانسحاب.
وفي مؤتمر صحافي في مقر السفارة الأميركية في بغداد، قال وارن إن "أية عملية أو قوات تنزل في العراق تكون بموافقة الحكومة العراقية"، مضيفاً أن "العبادي وافق على إنزال بعض القوات الأميركية في العراق، وعددها أقل من 200 عنصر".
من جهة أخرى، أشار وارن إلى أنه جرى تشكيل لجنة تحقيق "بشأن المعلومات عن مقتل جنود عراقيين في ضربات لطائرات التحالف الدولي، قبل أيام"، مضيفاً أن "الطائرات الأميركية وجّهت حتى اليوم 9 آلاف ضربة جوية ضد داعش، 6 آلاف منها في العراق". وفي هذا المجال، ذكرت مواقع عراقية، نقلاً عن مصادر، أن الطائرة التي قامت بهذه العملية كندية.
وذكر وارن أن "تنظيم داعش خسر 40% من الأراضي التي استولى عليها العام الماضي، حيث تمت هزيمته في تكريت وبيجي (شمالي العراق)، وسيهزم في الأنبار (غرب)". ولكنه لفت إلى أن "داعش لا يزال يمتلك القدرة على شنّ بعض الهجمات الصغيرة، إلا أن ضربات التحالف الدولي استطاعت القضاء على 90% من قدراته في تصدير النفط".
ورداً على سؤال بشأن القوات الإيطالية التي نزلت قرب سد الموصل (شمالي العراق)، قال وارن إن "الحكومة العراقية منحت عقد إعمار لشركة إيطالية لصيانة سدّ الموصل، وهذه القوات هي لحماية العمال الإيطاليين"، مضيفاً أنها "ليست جزءاً من التحالف الدولي".
القوات المسلّحة ستبدأ عملية لاستعادة الرمادي خلال ساعات

وفي السياق، أكدت وزارة الموارد المائية العراقية عدم الحاجة إلى قوة عسكرية أجنبية لحماية الشركة المتعاقدة معها لصيانة سدّ الموصل. وقال الوزير محسن الشمري، خلال لقائه السفير الإيطالي في بغداد، ماركو كارينوس، إن "الشركة ستكون محمية من القوات العراقية، وبقدرات تؤهلها للقيام بمهامها، وبشكل كافي"، وأضاف "لا نحتاج إلى أي دعم من أي قوة خارجية، لأن قواتنا أولى من غيرها بحماية أراضينا والمنشآت الواقعة عليها والعاملين فيها".
من جهتها، حذرت النائب عن ائتلاف "دولة القانون" فردوس العوادي ممّا سمّته "إيديولوجية جديدة تقودها الولايات المتحدة الأميركية بمساعدة إيطاليا وكندا".
وقالت العوادي إن "التسريبات الإعلامية حملت إلينا تحالفاً عسكرياً جديداً يضم (أميركا وإيطاليا وكندا)، بدعوى تحرير مدينة الموصل، خارج عن إرادة الحكومة العراقية"، مضيفة أن "هذا التحالف باطل من الناحية الشرعية، وخارج عن إرادة العراقيين، ومحاولة من أميركا وهذه الدول لمدّ حدود نفوذها في داخل العراق عن طريق العزف على أوتار إثارة التوتر بين العراقيين". واستغربت العوادي "موقف وزارة الخارجية العراقية من هذه التداعيات التي من غير المعقول أن لا تعلم بها الحكومة قبل الإعلام".
وكانت وزارة الدفاع العراقية قد أخطرت أهالي الموصل، أمس، بقرب تحرير مدينتهم من سيطرة تنظيم "داعش". وأفاد سكان محليون بأن "طائرات القوة الجوية العراقية ألقت منشورات ورقية على المدينة تؤكد إنهاء الاستعدادات العسكرية للقوات الأمنية وقوات الحشد الخاصة بتحرير مدينة الموصل".
وفي ما يتعلق بعملية تحرير الرمادي، أعلن التلفزيون الرسمي العراقي نقلاً عن رئيس أركان الجيش عثمان الغانمي قوله إن القوات المسلّحة العراقية ستبدأ، في الساعات المقبلة، عملية لاستعادة السيطرة على مدينة الرمادي من متشددي تنظيم "داعش".
وقال الغانمي إن عملية تجري استعداداً للهجوم على قلب المدينة خلال الساعات المقبلة. وكانت طائرات عسكرية عراقية قد أسقطت، أول من أمس، منشورات على الرمادي تطالب الأهالي بمغادرتها خلال 72 ساعة، إلا أن متحدثاً باسم وزارة الدفاع العراقية أعلن أن متشددي "داعش" يمنعون المواطنين من مغادرة المدينة، قبل الهجوم.
في غضون ذلك، كشف رئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية حاكم الزاملي عن إلقاء القبض على خمسة متهمين في قضية اختطاف الصيادين القطريين في العراق، معلناً أن السلطات الأمنية أغلقت المنافذ الحدودية، بغرض الحدّ من حركة المتهمين بالاختطاف، وتسهيل القبض عليهم. وقال الزاملي إنه "لا يزال يجهل عدد المختطفين الذين بحوزة الخاطفين حتى الآن".