قبل الهجوم الذي تعرّضت له «شارلي إيبدو» أمس، كان الإعلام الفرنسي عرضة لهجمات عدة على مدار الأعوام الخمسين الماضية. وفي تقرير نشرته صحيفة «لو موند»، أمس، لخّصت هذه الاعتداءات التي كانت وراء معظمها دوافع سياسية مرتبطة بالوضع الداخلي، أو غيرها مرتبط بالسياسة الخارجية الفرنسية والتغطية الإعلامية لها.
- بين عامي 1961 - 1962 (إبان استقلال الجزائر)، جرى استهداف بعض الصحف من قبل «منظمة الجيش السري» الفرنسية المتطرفة (كانت معارضة لاستقلال الجزائر)، متهمة هذه الصحف بالتخلي عن «فرنسية الجزائر» والسعي إلى السلام مع حزب «جبهة التحرير الوطني» الجزائرية. وفي هذا الإطار، تعرّضت منازل بعض الصحافيين العاملين في «لو موند» لاعتداءات. كما أُلقيت قنبلة على مبنى صحيفة «لو فيغارو» في الفترة نفسها، من دون سقوط جرحى أو قتلى.
_ في عام 1979، ألقت «جماعة غامضة من المقاتلين الفرنسيين ضد الاحتلال اليهودي»، مرتبطة باليمين المتطرف، قنبلة على مبنى صحيفة «لو موند». وفي 31 آذار (مارس) من العام نفسه، تبنّت هذه المجموعة هجوماً آخر على صحيفة «لو ماتان دو باري» (Le matin de Paris).
عام 1985 ألقيت قنبلة
على مدخل إحدى الصحف التابعة لليمين المتطرف

- في نيسان (أبريل) من عام 1985، ألقيت قنبلة على مدخل إحدى الصحف التابعة لليمين المتطرف «مينوت» (Minute)، وتبنّت الهجوم «مجموعة يساريّة متطرّفة». خلال هذا العام، ألقت المجموعة نفسها قنبلة على «راديو فرانس» وعلى «انتان 2» (antenne2)، احتجاجاً على استضافتهما رئيس «الجبهة الوطنية» اليمينية، جان ماري لو بان.
- في عام 1991 (خلال حرب الخليج)، أُلقيت قنبلة أمام صحيفة «ليبراسيون»، أدت إلى جرح عامل الهاتف واثنين من حرس المبنى. وألقي بيان في المكان يشير إلى حرب الخليج ويعلّل سبب الهجوم بتغطية الصحيفة للحدث.
_في عام 2011، تعرّض مبنى «شارلي إيبدو» لحريق بعد إلقاء قنبلة مولوتوف، إثر نشر الصحيفة الأسبوعية عدداً بعنوان «شريعة إيبدو» (Charia Hebdo)، كتعليق على مجريات الأحداث في ليبيا وتونس.
_ في 15 تشرين الثاني (نوفمبر) 2013، دخل عبد الحكيم دخار إلى مبنى «ب. أف أم ــ تي. في» (BFM_TV) وهدّد رئيس التحرير حاملاً بندقية، ثم ولّى هارباً باتجاه مبنى صحيفة «ليبراسيون»، حيث أطلق النار وأصاب أحد المصورين بجروح خطيرة في مدخل الصحيفة. وبعد تعقّبه في شوارع باريس، جرى إلقاء القبض عليه. وبرغم عدم معرفة دوافعه الأساسية، إلا أنه ذكر في رسائل كتبها سابقاً، عن حروب دولية وأمور تتعلق بليبيا وسوريا، شاجباً «مؤامرة فاشية» ومنتقداً «الرأسمالية» و«إدارة الضواحي»، ومتهماً الإعلام بالمشاركة في «التلاعب بالجمهور».
(الأخبار)