على غرار العواصف القوية التي تشهدها المنطقة أكثر من مرة خلال فصل الشتاء، تسببت الأمطار الغزيرة والرياح القوية بأضرار كانت تحت السيطرة في صيدا، حيث أعلن رئيس البلدية محمد السعودي إنشاء غرفة متابعة بلدية لمواكبة العاصفة حتى انتهائها، برغم أن ما بدر منها حتى مساء أمس اقتصر على اقتلاع عدد من الأشجار وأعمدة الإنارة واللوحات الإعلانية وتضرر جزئي لخيمة ملعب صيدا البلدي.
السنسول الذي استحدث في المرفأ التجاري قيد الإنشاء قبالة الكورنيش البحري في صيدا، أعاق وصول الأمواج العاتية التي كانت تصل في العواصف السابقة إلى البوليفار البحري باتجاه ميناء الصيادين، لكن الامواج طاولت بعض المقاهي المنتشرة على المدخل الشمالي لصيدا والرميلة واجتاحت الخيم الزراعية والسهول الممتدة على طول الشريط الساحلي في الزهراني وصور. وكان أحد المواطنين في صيدا قد نجا ليل أول من أمس من سقوط شجرة نخيل في شارع رياض الصلح أثناء مروره بسيارته. الثلوج التي تساقطت على ارتفاع 600 متر وما فوق، قطعت طريق صيدا نحو جزين. القوى الأمنية وفرق الدفاع المدني منعت توجه السيارات نحو المنطقة بسبب تراكم الثلوج، الذي عزل بلدات القضاء. آليات اتحاد بلديات جزين عملت على فتح الطرقات الرئيسية من روم حتى جزين وكفرحونة باتجاه بلدات إقليم التفاح. في الزهراني، عملت الفرق التابعة لاتحاد بلديات ساحل الزهراني لرفع اللوحات الإعلانية التي تطايرت على أوتوستراد صيدا – صور بسبب الرياح القوية. الطريق الساحلية، ولا سيما عند مفرق بلدة تفاحتا، قطعت بسبب تجمع مياه الأمطار. جرافات الاتحاد حاولت فتح الطرقات وقنوات تصريف المياه على جانبي الطرق. حركة الصيادين والملاحة البحرية توقفتا في مرفأي صيدا وصور، فيما علقت باخرتان وسط الأنواء قبالة ساحل الزهراني. وككل عاصفة، تجتاح مياه الأمطار عددا من المنازل في عين الحلوة بسبب عدم اكتمال شبكة البنى التحتية لتصريف مياه الأمطار. العاصفة أحدثت تصدعات في بعض البيوت المتواضعة. وفي صور، فضحت العاصفة مجدداً بعض المباني المتداعية هندسياً، برغم تشييدها منذ أقل من 30 عاماً. الكتل الإسمنتية تساقطت من بعض الأبنية على الشوارع والسيارات من دون إحداث أضرار بشرية. مياه الأمطار حولت بعض مقاطع الطريق بين صور والناقورة إلى بحيرات أعاقت حركة السير. رئيس اتحاد بلديات قضاء صور تفقد مع عدد من المزارعين الأضرار البالغة التي أحدثتها الرياح والسيول في بساتين الحمضيات وحقول الموز.