عسيري يثير بلبلة في 14 آذار

إيران وراء نصرالله والسعودية تثير لغطاً بين حلفائها

  • 0
  • ض
  • ض

أثار تصريح السفير السعودي علي عواض العسيري أمس حول موقف السعودية من الملفّ الرئاسي لغطاً وبلبلة في أوساط قوى 14 آذار والنائب وليد جنبلاط، وتفسيرات متناقضة لمعنى قوله إن السعودية «مع أي مرشح يجمع عليه الأشقاء اللبنانيون عموماً، والمسيحيون خصوصاً، لأن رئاسة الجمهورية هي الموقع المسيحي الأول في الدولة». وفي مقابل موقف العسيري «الجدلي»، علمت «الأخبار» أن مستشار المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران، علي أكبر ولايتي، أكد أن موقف بلاده من انتخابات الرئاسة في لبنان «يعبّر عنه السيد حسن نصرالله»، في ردّ غير مباشر على ما تردد من سعي دولي لدى طهران للضغط على حزب الله من أجل السير في تسوية ترشيح النائب سليمان فرنجية. وأكّدت مصادر لـ«الأخبار» أن ولايتي سمع من الأمين العام لحزب الله، الذي التقاه ليل أول من أمس، أن «موقف الحزب لا يزال هو نفسه» بتأييد رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون مرشحاً لرئاسة الجمهورية. وأوضحت أن «الايرانيين واعون لأهمية وحدة الموقف الداخلي لدى حلفائهم، بما يحصّن حزب الله أمام الضغوط التي يتعرّض لها من جهات مختلفة». موقف العسيري نزل «برداً وسلاماً» على القوات اللبنانية، التي يسوّق رئيسها سمير جعجع منذ يوم السبت أن «موقفاً سعودياً سيظهر خلال أيام، مغايراً لما يشاع عن رضى سعودي على خطوة (الرئيس سعد) الحريري بترشيح فرنجية». واعتبر جعجع تصريح الحريري انتصاراً له، فيما هرع جنبلاط وشخصيات في قوى 14 آذار إلى الاتصال بالعسيري للاستفسار منه عن فحوى موقفه، ليردّ الأخير بأن «هذا هو الموقف السعودي ولم يتغير». ورفضت مصادر قواتية معنية، في اتصال مع «الأخبار»، التعليق على «كل ما يرتبط بملف الرئاسة حتى الساعة. نحن مستمرون بالصمت»، بينما علّقت مصادر في 14 آذار على كلام العسيري بالقول إن «موقف السفير السعودي يؤكّد اهتمام السعوديين بالدور المسيحي في لبنان. وإصرارهم على أن يكون هناك إجماع مسيحي، يعني أن المكونات المسيحية الأساسية لا تدعم مرشحاً معيّناً، ولا تعتبر السعودية نفسها معنية، وهذا ليس موقفاً عادياً من مصدر، بل موقف السفير الذي يمثّل المملكة في لبنان». وشددت على أن «الإجماع المسيحي هو المهم، بمعزل عن رأي الدول الإقليمية والكبرى، ومن هنا أهمية ورقة إعلان النيات بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية»، مشيرةً إلى أن «أحد الأساقفة الفاعلين يكرّر في الأيام الماضية أنه لولا ورقة إعلان النيات لقضى ترشيح فرنجية على عون وجعجع». في المقابل، قالت مصادر وزارية إن «تيار المستقبل حريص على عدم المواجهة وإثارة أي إشكال مع الدكتور جعجع»، مؤكدةً أنه «لا تغيير في الموقف السعودي، وما صدر عن السفير هو موقف دبلوماسي لا يمكن أن يصدر بغير هذه اللغة، وإن تضمن كلمة فيها بعض المبالغة حول (إجماع) اللبنانيين، لأنه لا إمكانية لأن يُجمع اللبنانيون». وعن سبب الموقف السعودي، لم يستبعد المصدر أن يكون «استيعابياً للسياق السائد داخل 14 آذار، ريثما يتم الوصول إلى تفاهمات ومواقف مشتركة». وكان جعجع قد استقبل في معراب أمس وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق الذي أكّد «وجود اتفاق سياسي حول كل العناوين الاستراتيجية. نظرتنا للبنان وقراءتنا للوضع الخارجي تتطابق في العديد من النقاط، ولكن بطبيعة الحال مستحيل أن يكون هناك اتفاق 100%»، مؤكّداً أن «لكلّ فريق وجهة نظره، ولكن هذا لا يعني أننا أمام مواجهة أو خلاف، بل نحن في مناقشة مفتوحة لا بد أن تؤدي إلى مكان ما لمصلحة البلد ومسيرة 14 آذار، وهي ليست الهزة الأولى في العلاقات». وأكّد أن ترشيح فرنجية «لم يُعلن رسمياً بعد»، وأنه «حين يُعلَن الترشيح رسمياً تجري مناقشته». ووصفت المصادر القواتية اللقاء بأنه «لقاء مصارحة كامل وواضح بكل الأبعاد، وتحليل كامل لوضع الرئاسة والوضع السوري والدولي». من جهتها، رأت مصادر في التيار الوطني الحر أن «الموقف السعودي لا يغيّر شيئاً بالنسبة إلينا. وإذا كان يحمل تغييراً ما، فإن تأثيراته ستكون لدى فريق 14 آذار، وليس في فريقنا، لأن طرح التسوية جاء من الحريري، سواء كان بموافقة سعودية أو لا»، فيما أكدت مصادر وزارية في 8 آذار أن «موقف العسيري دبلوماسي، وهو بكلّ الأحوال لا يعني فريقنا، لأننا لم نسمع حتى الآن المواقف الرسمية من الفريق الآخر». وكان وزير الخارجية جبران باسيل قد أصدر بياناً أمس وصف فيه «المواقف والأخبار المنسوبة» إليه بأنها «من نسج الخيال الفتنوي ولا تمتّ الى الحقيقة بصلة». ولفت في البيان إشارته إلى أنّ التيّار الوطني الحرّ «يريد للبنان رئيساً قويّاً بتمثيله أولاً للمسيحيين واللبنانيين على قواعد الشراكة المتماثلة»، و«قانوناً انتخابياً عادلاً على قاعدة الشراكة المتناصفة»، وأنه «لن يألو جهداً أو يحسب وقتاً للحفاظ على ما أجمع من اللبنانيين، وعلى رأسهم حلفاؤه الذين لم يتخلّ عنهم مرّة»، وهو ما رأت فيه مصادر تأكيداً على أن التيار «غير مضغوط بالوقت وحريص على عدم التخلي عن حلفائه». الى ذلك، علمت «الأخبار» أن خلوةً جمعت المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري والوزير علي حسن خليل، قبل جلسة الحوار في عين التينة بين حزب الله وتيار المستقبل، أول من أمس. وتمّ وضع عناوين عامة للنقاش حول الملفّ الرئاسي في الجلسة على ضوء المستجدات، والتأكيد على عدم وجود أي مواقف أو التزامات تجاه الملفّ، مع تكرار موقف حزب الله بالتزام ترشيح العماد عون.

0 تعليق

التعليقات