غزة | رام الله | اتسعت رقعة الغضب الشعبي الفلسطيني في مواجهة قوات الاحتلال الإسرائيلي في اليوم الثامن ليصل إلى قطاع غزة. ففي الوقت الذي سرقت فيه الضفة المحتلة أنظار العالم، بعد استمرار عمليات طعن المستوطنين فيها وفي الداخل المحتل، قدمت غزة أمس 6 شهداء و145 إصابة في مواجهات مباشرة مع الجنود الإسرائيليين على مناطق في الشريط الحدودي مع العدو.
توجه الشبان بعد صلاة الجمعة الى نقاط التماس، وكانت بداية المواجهات عند معبر إيريز، حيث لم يكن بأيدي الغاضبين شيء لمواجهة العدو سوى الحجارة. اعتلى عدد من الغزيين التلال الرملية الملاصقة للحدود، رد الجنود الإسرائيليون المتحصنون في موقع ناحل عوز بالرصاص الحي، مستهدفين منطقة الرأس والصدر، ما أسفر عن استشهاد 4 شبان وإصابة أكثر من 50 آخرين؛ بعضهم جراحهم خطيرة.
وفي خان يونس جنوب القطاع، استشهد طفل وشاب في المواجهات مع جنود الاحتلال في منطقة الفراحين على الحدود شرق المدينة، وأصيب أكثر من 13 آخرين. وأكّد المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، لـ«الأخبار»، استشهاد ستة مواطنين في مواجهات مع الاحتلال شرق مدينة غزة وخان يونس. وقال إن الشهداء شرق غزة هم: شادي حسام دولة ( 20 عاماً)، أحمد عبد الرحيم الهرباوي (20 عاماً)، عبد المجيد الوحيدي (20 عاماً) وزياد نبيل شرف (20 عاماً)، أما شهداء خان يونس فهم: الطفل محمد هشام الرقب (15 عاماً) وعدنان موسى أبو عليان (22 عاماً)، بالإضافة الى إصابة مصور وكالة الأناضول متين كايا قرب موقع ناحل عوز، والمصور عامر الخطيب.
مع سقوط الشهداء وارتفاع حدة الغضب، تمكن عدد من الشبان من اجتياز السياج الحدودي الأمني في الفراحين، رافعين العلم الفلسطيني داخل الأراضي المحتلة. وقال الناطق باسم وزارة الداخلية في غزة، إياد البزم، إن «قوات الاحتلال تعمدت قتل المتظاهرين في غزة باستخدام الرصاص المتفجر، وإصابتهم في الأجزاء العلوية من أجسادهم».

تمكن شبان من اجتياز
الحدود ورفعوا علم فلسطين داخل الأراضي المحتلة

في الوقت نفسه، استمرت ثورة الضفة والقدس، حيث استشهد الشاب محمد فارس الجعبري (19 عاماً)، بعد طعنه ضابطاً من قوات الاحتلال على المدخل الغربي لمستوطنة «كريات أربع» قرب مدينة الخليل المحتلة. وكانت قوات الاحتلال قد عززت من وجودها في القدس ونصبت الحواجز مع تعزيزات عسكرية في كل المناطق بعدما أصيب مستوطن بجراح خطيرة، جراء عملية طعن نفذها شاب فلسطيني بالشيخ جراح في القدس. وفي رام الله، شارك الآلاف في تشييع الشهيد مهند الحلبي في جنازة وصفت بالأضخم منذ عام 2001. وردد المشيعون عند تسلّمهم جثمان الشهيد «أهلا وسهلا ومرحبتين، مهند يا نور العين، أهلا وسهلا ومرحبتين، بقاتل المستوطنين».
وبعد دفن الحلبي في مقبرة الشهداء في البيرة، اتجهت الحشود إلى حي البالوع بالقرب من مستوطنة بيت ايل، للاشتباك مع جنود العدو الذين أطلقوا الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع، بالاضافة الى رش المياه العادمة. وأصيب في المواجهات بالقرب من مستوطنة بيت ايل، 30 مواطناً بالرصاص، بينهم 8 بالرصاص الحي والبقية بالرصاص المطاطي، وصفت جراح 4 بالخطيرة.
وكانت حدة المواجهات وضرب الحجارة تزداد كلما وصلهم خبر عن شهيد أو جريح. وأكد منسق القوى الوطنية في محافظة رام الله، عصام بكر، لـ«الأخبار» أن «جنازة الشهيد اليوم تظهر لنا أن النضال الشعبي يجب أن يستمر نحو انتفاضة شعبية واسعة».
وفي قلقيلية، تمكن شاب فلسطيني من انتزاع سلاح أحد الجنود ولاذ بالفرار قبل أن يطوّق الجيش منطقة عزون. وقالت صحيفة يديعوت أحرنوت إن أمن السلطة تمكن من إعادة السلاح للجيش الإسرائيلي.
أما في الداخل المحتل، فقد أطلق جيش العدو النار على ابنة مدينة الناصرة إسراء عابد، متذرعاً بحملها سكيناً وتنفيذها عملية طعن. وقد أظهرت لقطات مصورة بثها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أن الفتاة أطلق عليها النار بشكل متعمد بينما كانت ترفع يديها في الهواء. وبحسب المعلومات، فإن إسراء طالبة وأم لثلاثة أطفال.
في السياق، قال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، إسماعيل هنية، إنّ «غزة على أهبة الاستعداد للمواجهة في معركة القدس، ورغم الضيق والحصار وما نحن فيه، فإن معركة القدس معركتنا، ولن نتوانى عن أن نكون في المكان المناسب دوماً». كذلك حمّل المتحدث باسم «حماس»، سامي أبو زهري، في اتصال مع «الأخبار»، الاحتلال المسؤولية عن التصعيد في غزة وقتل الشبان، معتبراً استشهاد سبعة شبان «دليل حضور غزة في الميدان بجانب الشعب الفلسطيني في الضفة والقدس».
وقد اشتدت المواجهات ليلاً في الضفة الغربية بين الشبان وجنود الاحتلال في مخيم شعفاط وشمال مدينة بيت لحم، إذ حاولت قوات الاحتلال للمرة الثانية على التوالي اقتحام المخيم لتفتيش منزل منفذ عملية الطعن في القدس أول من أمس، صبحي أبو خليفة، لكنها فشلت في ذلك بعد مواجهة شديدة مع أبناء المخيم.
أيضاً، صدر تصريح لنائب الأمين العام لـ«حركة الجهاد الإسلامي»، زياد النخالة، قال فيه إن «الشعب الفلسطيني في كافة أماكن وجوده اليوم في حالة حرب (اشتباك) مع العدو الإسرائيلي». وأضاف: «المقاومة سوف تكون في الخطوط الأولى والمواجهة وننتظر موعداً جديداً مع المقاومة».