آمال خليل مرّ التحالف الانتخابي بين حركة أمل وحزب الله بامتحان صعب في بلدات الزهراني أمس. فالهدوء الذي ساد أجواء المنطقة عموماً، جعل من بعض القرى «المتمرّدة» على التوافق محطّ أنظار المتابعين، وخصوصاً أن التمرّد كان أحياناً ضمن البيت الواحد. وهذا ما أدى إلى معارك خاضها «حركيون» مصرّون على الترشح بوجه اللائحة التوافقية، وإلى انسحاب حزب الله من بعض القرى، إضافة إلى تنافس انتخابي بين لواح التوافق واللوائح المعارضة لها.
ففيما تنافست أحزاب الزرارية مع عائلاتها ضمن لائحتين، انسحب حزب الله قبيل بدء العملية الانتخابية من اللائحة التوافقية في الخرايب، بسبب عدم التوصل إلى تسوية مع العائلات، ما صبغ المعركة البلدية باللون الأخضر. ساعات الليل الأخير كانت قد غيّرت الموازين في عدلون أيضاً، إذ انقلبت التزكية التي قامت على تقاسم مقاعد البلدية الـ15 بين الشيوعيين والتحالف والعائلات، إلى معركة حادة بين التحالف من جهة، والشيوعيين والعائلات ورئيس البلدية حمزة عبود من جهة أخرى. وفي أنصارية، فرض مرشحان شيوعيان الانتخابات في مواجهة لائحة التوافق.
أما الصرفند فقد نذرت كل أحيائها للمعركة بين لائحة التوافق التي تضم 11 حركياً وبعثياً واحداً و3 من حزب الله و3 مستقلين برئاسة رئيس البلدية حسين جواد خليفة، ولائحة تضمّ 8 حركيين معترضين، من بينهم 3 كوادر ومستقلّ واحد. التنافس الحادّ بين اللائحتين الخضراوين، انعكس إقبالا كبيراً على الاقتراع تجاوزت نسبته 55%.
أما البيسارية التي منعت قيادة الحركة من تكرار التمرّد الأخضر فيها على غرار جارتها الصرفند، فقد عمد المعترضون إلى تشطيب الأسماء التي رفضوا تسميتها من «المصيلح»، من بينها رئيس البلدية علي مشورب. وما أسهم في زيادة نسبة التشطيب وانتشار اللوائح الملغّمة وجود نصف توافق داخل لائحة التوافق المؤلفة من 10 حركيين و5 من حزب الله في مقابل لائحة من 5 مستقلين و3 منفردين. المشهد مشابه في النجارية ذات التنوّع السني والشيعي في مقابل أقلية مسيحية. فقد تمثلت الحركة باللائحتين المنافستين على 12 مقعداً.
في تفاحتا، ترشح 3 قوميين و4 مستقلين في لائحة واحدة واثنان من تيار الانتماء اللبناني وآخر مستقل بوجه اللائحة التوافقية المؤلفة من 9 حزبيين بينهم الرئيس و6 حركيين بينهم نائب الرئيس. المرشح المستقل محمد كوثراني قال إنهم والقوميين أصروا على الاستمرار بخوض المعركة، رغم اليقين بالخسارة «بهدف تسجيل رفضنا لطريقة تأليف اللائحة التي همشت قرار الآخرين». أما في الغسانية، فقد أدى عدم الإجماع من الأهالي على تسمية المستثمر عباس فواز المقرّب من أمل، الذي وافق عليه حزب الله أيضاً، إلى فرض معركة بين اللائحة التوافقية ومرشحين منفردين.
بالنسبة إلى العدوسية، البلدة المسيحية الوحيدة في المنطقة، فقد تنافست فيها العائلات بين لائحتي الإنماء التي ضمت مؤيدين للتيار الوطني الحر برئاسة كتائبي سابق، ولائحة أخرى ضمت مؤيدين للقوات اللبنانية. وقد برزت نسبة الاقتراع التي سجلت حتى العصر تصويت 440 ناخباً من أصل 690، قدم العشرات منهم من بلاد الاغتراب.
صعوداً نحو المروانية التي مثلت نموذجاً سباقاً، إذ فشل التوافق في البلدة التي تضم في عقاراتها مقرّ الرئيس نبيه بري حيث طبخت معظم اللوائح، بالرغم من تدخل القيادات العليا لحلها حتى فجر الأحد. فقد أدى إصرار الحركة المسيطرة على البلدية السابقة، على تسمية المسؤول التنظيمي فيها محمد حجازي، إلى انسحاب حزب الله من اللائحة التوافقية، وانحصرت معركته بمختارين اثنين.
وكانت بلدات كفرملكي وكفر بيت وبقسطا وزيتا وعنقون والغازية وقناريت وكوثرية السياد، السكسكية واللوبية قد فازت بالتزكية.