يوم بارد انتخابياً في الغبيري، زادته برودة التزكية في جارتها حارة حريك، انعكس حماوة في معركة المخاتير بين العائلات، وكذلك بين أهل التوافق، حزب الله وحركة أمل
منهال الأمين
«بيرشحوا ناس وما بيسألوا عائلاتهم» يختصر اعتراض الرجل الستيني، وسط مجموعة من الأقارب، قرب مدرسة الغبيري للبنات، المشهد الذي أفضت إليه العملية الانتخابية في بلدات الضاحية الجنوبية، بعد التوافق الذي حصل بين حزب الله وحركة أمل، وقضى باعتماد النسبية في توزيع المقاعد البلدية، وفق نتائج الدورة الماضية. وهو ما وضع الحزب تحديداً أمام خيارات محسوبة بدقة، فحلّ الخيار العائلي ثانياً بعد الخيار الحزبي، لضمان وجود مجلس بلدي «باليد»، ودفع الحزب والحركة إلى ترك انتخابات المخاتير «تنفيساً» للجو العائلي المستاء من هيمنة الأسماء الحزبية. وإذ نجحت التزكية في حارة حريك، فإن لائحة منافسة غير مكتملة في الغبيري حملت اسم «الغبيري للجميع»، خاضت المعركة في وجه لائحة الوفاء والتنمية التي يترأسها رئيس البلدية الحالي محمد سعيد الخنسا. أما المخاتير فشهدت معركة عائلية بامتياز، وخصوصاً في حي الجامع الذي أصبح بخمسة مقاعد اختيارية، بعدما كان اثنين فقط في الدورات السابقة، ما أدى إلى زيادة عدد المرشحين الذي وصل إلى 20. كذلك في حي بئر حسن، تنافست لائحتان من 7 أعضاء (بينهم المختار قاسم الخنسا القاسم المشترك بين اللائحتين) لكل من الحزب والحركة، إضافة إلى بعض المستقلين. ولم تشهد المنطقة إقبالاً كثيفاً، مع وجود ماكينة انتخابية لافتة للائحة الغبيري للجميع، من مندوبين متجوّلين وثابتين، وهو ما فسّره بعض الفاعلين في ماكينة اللائحة المقابلة بأنه ناجم عن «تراخي لائحتنا بسبب التوافق، ما انعكس نشاطاً لدى الطرف الآخر، لعلّه يرفع من رصيده». وسُجّلت حادثة وحيدة طيلة النهار الانتخابي الطويل، تمثّلت في اعتداء على مندوب للائحة الغبيري للجميع قرب ثانوية عبد الكريم الخليل، بحسب ما أفاد المرشح أيمن فرحات. وشكا مواطنون ومخاتير ومرشحون من «خربطة» في الأقلام بين مركزي البستان وعبد الكريم الخليل، وتحديداً للسجلات نفسها بين الذكور والإناث، إذ اضطر محمد فرحات إلى الاقتراع في الأخيرة، بينما زوجته لم تجد اسمها، فانتقلت إلى البستان. ولم تتجاوز نسبة الاقتراع في الغبيري 39%، إذ اقترع 7163، من أصل 19837 ناخباً.

لم تتجاوز نسبة الاقتراع في الغبيري 39% وفي حارة حريك المشهد هادئ حتى الملل

أما في حارة حريك، فإن المشهد كان هادئاً جداً حتى الملل، بحسب إحدى المندوبات في مدرسة السان جورج، ولم تتجاوز نسبة الاقتراع في الأقلام المسيحية 33%، إذ اقترع 1500، من أصل 5000 ناخب. وأسهم في هذا الفتور التزكية في البلدية، وكذلك سريان شائعات عن تزكية في حي الرويس، إضافة إلى عدم اقتراع العماد ميشال عون. ومع هذا، فإن مناصري التيار حضروا من أماكن إقامتهم في جونية والزوق وجبيل وكسروان وغيرها. ويعزو زياد واكد (جونية) عدم الإقبال إلى «زعل» البعض من التيار، وتحديداً عائلة واكد، الثانية عددياً بعد دكاش، رغم أن عون اختار رئيس البلدية منها «فقد كنا موعودين بمختار أيضاً. ورغم استبدال مدرسة النخبة لضيقها، إلا أن الصناديق وضعت في الطبقتين الثالثة والرابعة من المدرسة، ما حرم العديد من كبار السن والمرضى الاقتراع، وخصوصاً أن المركز غير مجهّز لذوي الاحتياجات الخاصة، وهذا ينسحب على جميع مراكز الاقتراع في الضاحية. والمرشحون للمخترة في حيّي الرويس والكنيسة، كلّ يدّعي وصله بعون، مع العلم بأن الأخير دعم المرشحَيْن الفائزين في الأول، وهيب أبي نادر ونصر نصر، ونافستهم ميليسا دكاش، وفي الثاني، المرشحين الفائزين أيضاً جوزف النقور وإميل دكاش، ونافسهما 4 مرشحين: المختاران الحاليان سمير النقور وجوزف كنعان وإيلي واكد ويوسف الأبيض. ويجزم أحد المرشحين بأن التيار لم يدعم أحداً، «وكلنا مع الجنرال». أما في ثانوية حارة حريك، حيث نافس أحمد موسى الحاج، المرشح الدائم للدورة الثالثة على التوالي، والرافض لعضوية البلدية، في محاولة منه للفوز بأحد المقاعد الثلاث للشيعة في حي قرانوح. وارتفع صوته عالياً بسبب ما وصفه مخالفات قانونية جرت داخل حرم مركز الاقتراع، لجهة توزيع لوائح على الناخبين، ما استدعى تدخّل القوى الأمنية لمنع المخالفين. وشكا الحاج من الضغط الكبير الذي تعرّض له، من خلال «مصادرة بعض الأصوات المؤيّدة له»، صارخاً في باحة المركز «500 عم يتشاطروا على واحد.. تخنتوها». وهو استطاع أن يحصد 679 صوتاً، من 2316 اقترعوا، من أصل 5365 ناخباً مسلماً، بينهم نحو 700 من السنّة، فيما فاز بالمخترة المختاران الحاليان حسان سليم وفهد قاسم، والمرشح سليم بعجور.