نادر فوزأثبت حزب الكتائب أمس أنه قوي وموجود في بلدات بعبدا، فاستطاع الكتائبيون أن يفوزوا في الحازمية وكفرشيما، في وجه لوائح تجمع التيار الوطني الحرّ والقوات اللبنانية، ما يضع أيضاً علامة استفهام على جديّة تحالف التيار والقوات.
لم تأت نتائج انتخابات بلدية الحازمية بالحماوة المتوقعة. إذ استطاع رئيس البلدية، جان أسمر، وحلفاؤه من حزب الكتائب والعائلات، حسم المعركة دون تسجيل أي خرق مضاد. فلم يثمر تحالف التيار الوطني الحرّ والقوات اللبنانية في وجه ماكينة الأسمر التي أعدّت لفوزها قبل أيام عبر بناء منصّة للاحتفال في أحد مواقف البلدة. فاجتمع أعضاء اللائحة الفائزة بعيد انتهاء عملية الفرز، وحضر مناصروها الذين أخذوا الصور التذكارية ورقصوا على طبول فوزهم. حتى إنّ لائحة الأسمر فازت أيضاً على المستوى الاختياري، دون أن يتمكّن المنافسون من تحقيق أي مكسب تمثيلي في هذه الدورة، مع العلم بأنّ لائحة الأسمر خُرقت في دورة 2004 بأربعة أعضاء من أصل 12، ما يؤكد تراجع القوّة العونية في الحازمية.
هذه النتيجة لم تمنع كثافة الإقبال على صناديق الاقتراع التي سجّلت 47% من إجمالي الناخبين. واللافت أنّ أهالي الحازمية تهافتوا صباحاً إلى مراكز الانتخاب، بحيث سجّلت زحمة سير خانقة في جوار مدرسة الإليزيه، زاد حدّتها الإجراءات الأمنية لعناصر الجيش وقوى الأمن الداخلي.
بدت ماكينة لائحة الأسمر، لائحة «الحوار والقرار»، متمكّنة من الأرض أكثر من ماكينة خصومها في لائحة «إنقاذ الحازمية»، فتوزّع أنصار الأسمر في محيط مركز الاقتراع وقد توحّدوا في لبس السترات الفوسفورية. ويمكن القول إنّ مناصري الأسمر من الشباب، تحوّلوا في ساعات الصباح إلى موظفي «valet parking»، إذ عملوا على ركن سيارات بعض المقترعين لشدة ازدحام السير.
ومن الجهة الأخرى، شكا مندوبو «إنقاذ الحازمية» من ممارسات عدد من المندوبين المتجوّلين الذين أمضوا وقتهم في أقلام محدّدة مراقبين سير العملية الانتخابية دون «زيارة» أقلام أخرى.
وسرعان ما تبدّلت «العجقة» إلى «كش دبّان» مع مرور الساعات الانتخابية. فبعيد الرابعة من بعد ظهر أمس، خفّ إقبال المقترعين، بحيث أكد أحد رؤساء الأقلام أنّ معدل الاقتراع تراجع إلى مقترع كل عشر دقائق.
ولم تأت النتيجة مفاجئة بالنسبة إلى لائحة الأسمر، إذ أشارت ماكينته قبل أسابيع إلى تفوّق بمئات الأصوات عن أول الخاسرين في اللائحة المنافسة. وكان لافتاً في الحازمية نسبة المسنّين الذين حضروا للاقتراع على الـ«walker» أو محمولين على الكراسي، ليضيفوا نكهة خاصة إلى المعركة.
وفي كفرشيما، تكرّر الفوز الكتائبي رغم حماوة المعركة التي لم تُحسم سوى بفارق عشرات الأصوات. إلا أنّ نتيجتها لم تأت أيضاً مفاجئة. ففازت «لائحة كفرشيما» المدعومة من حزب الكتائب على «لائحة عائلات كفرشيما»، المدعومة من تحالف التيار الوطني الحرّ والقوات اللبنانية. ونفضت كفرشيما أمس كل الأحاديث بشأن المذهبية التي تسيطر على انتخاباتها، مع نفي الجميع وجود أي خلاف بين الكاثوليك والموارنة. وكانت انتخابات كفرشيما هادئة، في ظلّ وجود مودّة بين الأهالي، حتى بين المتنافسين منهم، مؤكدين أنّ أي حديث عن خلافات شخصية داخل البلدة غير صحيح. حتى إنّ أعلام البلدان المشاركة في كأس العام حضرت إلى «الخيم» الانتخابية في القرية، في ظل توزّع النراجيل في محيط مركز الاقتراع، كأن اليوم الانتخابي شبيه بنزهة في الطبيعة. وبهدوء أيضاً، غادر المندوبون والمناصرون مراكز الاقتراع في كفرشيما، منسحبين باتجاه ساحة البلدة للاحتفال جميعاً بمرور الاستحقاق «على خير».