حسن عليقلا شيء يوحي بوجود معركة في المتن الشمالي. نائب التيار الوطني الحر نبيل نقولا، رغم أنه لم يملّ من التجوال في القرى والبلدات المتنية، فإنّ برودة المعركة سمحت له بقضاء جزء كبير من وقته في مكتبه في جل الديب، وفي مركز هيئة قضاء المتن في التيار، قرب نهر الموت. في المركز، ناشطون وناشطات أتوا منذ الصباح الباكر لمتابعة العملية الانتخابية. إلّا أن هواتف المركز بقيت من دون رنين. ماكينة انتخابية من دون انتخابات. لا زحمة ولا شكاوى. نسب الاقتراع لا تكاد تتزحزح طوال الساعتين التاليتين للظهيرة. هدوء يسمح بالنقاش المعتاد في أيّ اجتماع عوني. ماذا سنفعل غداً؟ يجيب نقولا إنّ الإعداد للانتخابات النيابية عام 2013 يجب أن يبدأ من صباح الاثنين (اليوم)، وإلّا فسخسر الأرض. وعلينا أن نخرج من عادات دعوات الترويقة والعشاء في القرى والبلدات، لننزل إلى الأرض.
تسأله ناشطة عن هيكلية التيار التي «وُعدنا بأنها ستكون جاهزة بعد الانتخابات النيابية». يقول النائب المتني إن الانشغال بتأليف الحكومة ثم محاولة تعديل قانون الانتخابات البلدية وغيرهما من المعارك السياسية حالت دون ذلك. لكنها ستظهر بعد الانتخابات البلدية.
يقاطع الحديثَ أحد مساعدي نقولا. يقول إنّ ثمة معلومات بأن مناصري حزب الطاشناق في الزلقا يصوّتون لثلاثة مرشحين فقط من اللائحة التي يدعمها التيار. يشكّك نقولا في ما يسمعه، ثم يُجري اتصالاً بأحد قادة الطاشناق، ليتبيّن حقيقة ما يجري، قبل أن يُفتَح نقاش عن اللوائح. يرفض نقولا القول إنّ التيار تحالف في الانتخابات البلدية مع من اتهمهم طوال السنوات الستّ الماضية بالفساد والإفساد وإذلال المواطنين. يطرح نظرية تقول إن التيار، سيكون في نهاية اليوم الانتخابي قد تمكّن من الحضور في 90 في المئة من المجالس البلدية في جبل لبنان، سواء من خلال التوافق أو المعارك. وهذا الواقع، يضيف نقولا، «سيمكّننا من مراقبة العمل البلدي، وضبط المفسدين بالجرم المشهود. وأيّ عضو بلدية يعرف أن خلفه تياراً يدعمه، ونواباً مستعدين لحمل أيّ ملف وإيصاله إلى الإعلام والجهات الرقابية».
تقاطعه ناشطة لتعود إلى بث الشكوى بشأن الوضع الداخلي في التيار. يتحادثان بالفرنسية. يقول لها نقولا: اكتبوا رسالة للجنرال. وعندما تزورونه، لا تتلهّوا بالتقاط الصور معه. أسمِعوه مطالبكم وناقشوه. وسينصت إليكم.
وحده، ربيع، مساعد نقولا، مشغول بتلقي الاتصالات وتزويد الحاضرين بآخر الأنباء، من دون أن يزيد ذلك من حرارة الأجواء. لا شيء يوحي بمعارك تُخاض في الصناديق.