جوانّا عازار«مبروك سلف» عبارة تردّدت طوال يوم الأحد على مسامع رئيس بلديّة عمشيت الدكتور أنطوان عيسى، الذي سُمّي رئيساً للائحة «وحدة عمشيت» بموجب ميثاق شرف بلديّ وقّع بينه وبين النائب الدكتور وليد الخوري. اللائحة التي ضمّت 15 عضواً كانت قد حافظت على صفتها التوافقيّة الائتلافيّة إلى حين ترشّح عدد من العمشيتيّين الذين نافسوها «ديموقراطيّاً» منفردين أو ضمن لائحة «التجدّد البلديّ».
«عمشيت التزمت إلى حدّ كبير باللائحة التوافقيّة من 15 عضواً، وخصوصا أنّها تضمّ التيّارات السياسيّة، إضافةً إلى عدد من العائلات في البلدة»، قال عيسى لـ«الأخبار»، مضيفاً «المعركة ليست سياسيّة، وقد ارتأى عدد من الشباب العمشيتيّين المثقّفين خوض الانتخابات للتعبير عن رأيهم، وبالتالي نحن لا نرى أنّ ترشّحهم يمثّل تحدّياً للائحتنا، بل هو دليل حضارة وديموقراطيّة، وتبقى كلمة الفصل للصناديق التي تعكس إرادة عمشيت». ولم يستبعد عيسى أن يكون للمرشّحين على اللائحة الثانية «انطلاقة جديدة سياسيّة تترجم على الأرض في الانتخابات النيابيّة المقبلة»، كما قال. بدوره، أشار النائب وليد الخوري بعد اقتراعه في مدرسة ثانويّة عمشيت الرسميّة إلى أنّ «روح التوافق سائدة في البلدة، ومهما كانت النتائج فإنّ الخاسر سيهنّئ الرابح، وهذا ما يميّز عمشيت»، الخوري وصف المعركة في البلدة بـ«الهادئة والحبيّة»، مشيراً إلى أنّ «أهل عمشيت يتحلّون بالأصالة ويعرفون كيف يخوضون معاركهم».
أمّا الدكتور عيسى عيسى الذي خاض المعركة البلديّة ضمن لائحة «التجدّد البلديّ»، فأشار لـ«الأخبار» إلى أنّ «وحدة عمشيت دون تجدّد هي موت بطيء للبلدة»، مضيفاً «تحدّث رئيس الجمهوريّة ميشال سليمان عن تداول السلطة وهذا ما طالبنا به في هذه الانتخابات». ويشير إلى أنّ «لائحة وحدة عمشيت لم تحترم الكوتا النسائيّة (باستثناء امرأة واحدة)، ولا التمثيل الشيعي المناطقي (كفرسالة ـــــ التابعة لعمشيت) الذي راعته اللائحة الأخرى»، خاتماً بالقول: «حاولوا أن يحرمونا العرس الديموقراطي لكننّا لم نقبل ذلك». بدوره، رأى المرشّح يوسف القصيفي على لائحة التجدّد البلديّ أنّ «لائحة وحدة عمشيت لم تراعِ التمثيل الشبابيّ والنسائيّ في البلدة، وقد أُعلنت قبل أسبوع من إقفال باب الترشيحات كأنّها بذلك تقطع الطريق أمام مرشّحين آخرين، وهذا الأمر مخالف لمبدأ الديموقراطيّة»، متحدّثاً عن عدد كبير من المشاريع التي تحتاج إليها البلدة. المحامية لودي مرعب من اللائحة عينها لفتت إلى أنّ «عمشيت هي في النهاية بلدة حضاريّة، وبالتالي فإنّ المرشّحين من الطرفين يتبادلون السلام قبل الانتخابات وبعد صدور نتائجها». ورأت أنّ «التوافق الذي حُكي عنه لم يكن توافقيّاً، وبالتالي المطلوب دم جديد في البلديّة، من هنا حملت اللائحة عنوان التجدّد البلديّ». ورأت أن سبب استمرارها في الترشّح هو «مساندة حق المرأة في حريّة الترشّح».
هذا ووصلت نسبة الاقتراع الإجماليّة في البلدة إلى نحو 65 في المئة، علماً أنّ عمشيت تضمّ حوالى 3400 ناخب. ولفت الإقبال على ترشّح المخاتير، الذين وصل عددهم إلى تسعة مرشّحين، علماً أنّ البلدة تتمثّل بثلاثة مخاتير فقط. وكانت الأجواء الهادئة قد انسحبت انسحاباً كبيراً على البلدة التي كانت على موعد الساعة العاشرة إلّا ثلثاً مع رئيس الجمهوريّة ميشال سليمان، الذي اقترع في أحد أقلام الذكور في ثانويّة عمشيت، وكان برفقته كلّ من السيّدة الأولى وفاء سليمان، ونجلهما شربل، اللذين أدليا بدورهما بصوتيهما.