جبيل ــ جوانّا عازارلم يشفع «حلا» مدينة جبيل في تجنيبها معركة بلديّة حامية، ففازت «الحلوة» بلقب «أمّ المعارك»، نحو 57% من الناخبين المسجّلين في المدينة (وعددهم 8900 ناخب) اقترعوا في 17 قلماً للائحتين تنافستا بزخم على 18 مقعداً. اللائحة الأولى التي ترأّسها الوزير السابق جان لوي قرداحي، حملت اسم «الولاء لجبيل» ودعمها التيّار الوطنيّ الحرّ، حزب الطاشناق، القاعدة الكتائبيّة وتيّار المرده، والثانية حملت اسم «جبيل أحلى» وترأسها زياد الحوّاط ودعمها النائب السابق فارس سعيد، النائب السابق إميل نوفل، القوّات اللبنانيّة، وقوى 14 آذار، إلى جانب مراعاة التمثيل العائلي في اللائحتين.
كان قرداحي «الأسرع» في الإدلاء بصوته، إذ اقترع في ثانوية جبيل الرسمية الساعة الثامنة صباحاً، معرباً عن «ملء الثقة بأن يختار الجبيليّون المرشّحين الذين لديهم الخبرة والكفاءة لإدارة شؤون مدينتهم خلال السنوات الست المقبلة»، مؤكّداً أنّ «الاثنين (اليوم) سيكون يوماً جديداً للجميع، وسيكون لمصلحة المدينة وأهلها». قرداحي أشار إلى أنّ «المعركة هي معركة المدينة، لا معركة اتحاد بلديات جبيل»، نافياً وصفها بمعركة الجنرالين، قائلاً «هي بين لائحتين، ومن الطبيعي أن تأخذ القوى السياسية موقفاً». وشدّد على «أنّ رئيس الجمهورية خارج هذا الموضوع. والمقرّبون أو غير المقربين الذين استخدموا اسمه يخطئون في حقّ رئاسة الجمهورية، وهم يخالفون توجيهاته العلنية». وعن زيارة العماد ميشال عون لدارته يوم السبت، أشار قرداحي لـ«الأخبار» إلى أنّ الزيارة «كانت بهدف تأكيد عون أنّه يحترم خصوصية الجبيليّين بممارسة حقهم الديموقراطي بمعزل عن أساليب الترغيب والضغوط مهما كانت انتماءاتهم العائلية والسياسية». وتحدث قرداحي عن «هول الإنفاق الانتخابيّ عند اللائحة المنافسة، الذي تخطّى الحدّ المقبول»، كما قال.
في المقلب الآخر، وصف رئيس لائحة «جبيل أحلى» زياد الحوّاط المعركة في جبيل بـ«الديموقراطية التي ينتخب فيها أبناء المدينة التغيير بالفعل ونحو الأفضل»، ونفى الحوّاط أن تكون لائحته قد وزّعت لوائح ملغومة كما أشيع، مشدّداً على «أنّ البعض يريد أن يحوّل المعركة في جبيل إلى سياسية لتسجيل أيّ انتصار وهميّ، ولكن هي في الواقع إنمائية من أجل جبيل أفضل». وأكّد الحواط ثقته بفوز لائحته و«التزامها بتنفيذ البرنامج، والتاريخ يشهد على صدقنا»، معرباً عن ارتياحه لناحية «تصويت الجبيليّين من أجل التغيير الحقيقي ومستقبل المدينة بعيداً عن السياسة والأحقاد». وردّاً على اتّهام لائحته بممارسة ضغوط على الجبيليّين، قال الحوّاط: «ينطبق عليها المثل القائل ضربني وبكى وسبقني واشتكى».
بعض الإشكالات رافقت اليوم الانتخابيّ الطويل في جبيل، منها بين المحامي جان الحوّاط والنائب عبّاس هاشم على خلفيّة دخول الأخير أحد الأقلام، سرعان ما سوّيت بعد الاتّصال بوزارة الداخليّة، وسجّل عدد من المخالفات منها وجود عدد من المندوبين في العمليّة الانتخابيّة دون تصاريح. أمّا الحادثة اللافتة، فكانت الاعتداء فجر السبت على سيّارة رئيس لجنة الدراسات في التيّار الوطنيّ الحرّ الدكتور أدونيس العكره، الذي أشار لـ«الأخبار» إلى «أنّ الحادث يوضع في خانة الذهنيّة غير الجبيليّة التي بدأت مع الاعتداء على سيّارة المرشّح على لائحة الولاء لجبيل قاسم الحسامي». أضاف إنّ «الاعتداء هو رسالة إلى طروحات التيّار السياسيّة الهادفة إلى الوحدة بين الطوائف والقوى السياسيّة لبناء دولة الحقّ».