التوافقات السياسية التي جرت بين القوى السياسية في الانتخابات البلدية بالشوف، وحتى التوافق العوني ــ الجنبلاطي، أرخت بهدوئها أمس على سير يوم الاقتراع في العديد من البلدات، ما جعل النائب مروان حمادة يصفها بفاتحة عهد جديد. وعمّ الهدوء بلدات اتسمت معاركها بالسياسة والحماوة كدير القمر التي عاشت في جو تنافسي هادئ
الشوف ــ خالد الغربي
تميزت معركة الانتخابات البلدية في بلدة الدامور بأنها معركة عائلات وإنماء، وقد تنافست لائحتان للفوز بمجلس بلدي جديد مؤلّف من 18 عضواً. «الطبيعة» غير السياسيّة للمنافسة بين لائحة «وحدة الدامور» برئاسة رئيس البلدية الحالي شارل غفري ولائحة «الدامور أولاً» برئاسة إيلي العمار، دفعت بالقوى الحزبية في البلدة إلى إقفال مقارّها.
كلنا «دوامرة»، قالت الفتاة جويل فرنسيس التي كانت توزع لوائح انتخابية بصحبة فتاة أخرى تعمل للائحة المنافسة.
في قلم اقتراع، أبرزت الفيليبينية نواوي حالو لاكال (زوجة طوني سرحال) تصريحها للقوى الأمنية كمندوبة جوالة للائحة «الدامور أولاً»، وقالت لـ«الأخبار»: «من حقي ممارسة اقتناعي، وكل إنسان لديه رأي. نحن داموريون، ونريد أن نغيّر من أجل مستقبل بلدتنا».
ميمي عون ناشطة سياسية التزمت بعدم رفع الأعلام الحزبية، فاستبدلت علم فريقها السياسي بعلم البرازيل، وقالت: «اليوم مرتاحون من السياسة».
مرشح التيار الوطني الحر على لائحة «وحدة الدامور» يوسف رزق الله أكد أن المعركة إنمائية، إذ «في لائحتنا تنوع حزبي، وكذلك في اللائحة المنافسة. إنه تنافس داموري». أما الناشط في ماكينة «الدامور أولاً»، وسام أبو مرعي، فقد حاول إضفاء ما هو سياسي على معركة انتخابات بلدية الدامور، قائلاً إن «اللائحة المنافسة للائحتهم هي لائحة سياسية يدعمها النائب إيلي عون ووليد جنبلاط والتيار الوطني، بينما لائحتنا مدعومة من العائلات».
التنافس الديموقراطي البعيد عن أية مشاكل لم يمنع ثلة من الراهبات أتين ليصوتن من تلاوة «عظاتهن» على المقترعين. قالت إحداهن: «المسيح أوصانا بالمحبة، وصوتوا لمن تجدونه الأفضل، وخلوا ضميركم حُر».
يبلغ عدد ناخبي بلدة الدامور نحو عشرة آلاف، وتوزع المشاركون على مركزين انتخابيين: واحد في البلدية، وآخر في المدرسة الفنية. وكانت لافتة مشاركة نسوة محجّبات في العملية الانتخابية اقتراعاً وناشطات في الماكينات الانتخابية.
أما في عاصمة الأمراء، دير القمر، فإن المعركة اتخذت تنافساً بين القوى السياسية بعدما تعذّر الوصول إلى لائحة توافقية، وهي دارت بين لائحتين على مجلس بلدي يتألف من ثمانية عشر عضواً: الأولى «لائحة دير القمر» برئاسة الرئيس الحالي للبلدية فادي حنين، وهي مدعومة من التيار الوطني والحزب التقدمي الاشتراكي والوزير السابق ناجي البستاني، ولائحة «التوافق» برئاسة أنطوان البستاني، وهي مدعومة من القوات اللبنانية والأحرار.
ورغم كل شيء، رأى كميل دوري شمعون لـ«الأخبار» أن المعركة في دير القمر هي ضد جماعة سوريا، ومَن فرط التحالف هم التيار الوطني الحر والحزب التقدمي الاشتراكي وناجي البستاني.
نينات نسيب نادر قالت إنها تحمل الرقم واحد في عضوية حزب الأحرار في البلدة، راحت تترحم على أيام «كنا نؤلّف فيها لوائح» و«أنا أرفض التوافق. بدنا انتخابات، نحنا الزعما».
ظهراً، كانت نسبة المشاركة لا تزال ضعيفة، ما دفع الماكينات الانتخابية إلى الاستنفار وشحذ همم المناصرين.
منسّق التيار الوطني في البلدة، عبدو نعمة، الذي أكد «أننا لا نريد مجلس أعيان»، سأل: «لم الخوف من الديموقراطية؟ ولنحتكم إلى صوت الشعب»، مبرراً ضعف الإقبال بأنه «حتى الجمعة كانت المعطيات لا توحي بوجود معركة».
في بلدة كفرحيم كان بعض الشبان يتهيأون لحفل زفاف «عريس الانتخابات»، بحسب أحدهم، فالبلدة لن تشهد انتخابات، إذ فاز مجلسها بالتزكية.
في بلدة بعقلين كان الجو هادئاً، فهناك اتفاق على لائحة موحدة أرادها جنبلاط، تضمّ بعض الأحزاب السياسية، والاتفاق كان على إبقاء رئيسة البلدية نهى الغصيني لدورة جديدة. لكن الانتخابات جرت لوجود مرشحين منفردين ولانتخاب مخاترة.