صباح أيوب «نعرض الليلة تحقيقاً قوياً جداً له ارتباطات دولية كبيرة... حول جريمة لم يحلّ لغزها بعد ولم يجر التحقيق فيها كاملاً كما تبيّن لنا». هكذا عرّفت مذيعة الأخبار في قناة «سي بي سي» تقرير «الإفلات من الجريمة» يوم بثّه، مستضيفةً في الاستوديو الصحافي الذي أعدّه نيل ماكدونالد.
بداية عرض الصحافي للوثائق «الحساسة» التي سُرّبت له من داخل المحكمة الدولية وهي وثيقة حجة غياب رئيس فرع المعلومات اللبناني وسام الحسن وورقة أخرى تتضمّن خريطة الاتصالات التي عمل عليها النقيب وسام عيد مع المحققين الدوليين. شرح ماكدونالد على الهواء أن خريطة الاتصالات هي بمثابة دليل على تورّط حزب الله في الجريمة، والمذكرة الداخلية الخاصة بوسام الحسن تشير الى تعاونه وتواطئه مع الحزب.
ماكدونالد أشار مجدداً إلى «حساسية» وأهمية المستندات التي بين يديه كاشفاً عن رسالة بعثها مكتب الشؤون القانونية في الأمم المتحدة «يحذّر» فيها القناة والسلطات الكندية من نشر تلك الوثائق ويطالب المسؤولين في المحطة بإعادتها لهم. وفي أول تعليق لماكدونالد على التقرير قال إن «عدداً من المحققين الدوليين السابقين أكدوا له أن حزب الله اخترق عمل اللجنة الدولية وهو على دراية بكل حركة تقوم بها الأمم المتحدة في هذا الخصوص». وأضاف إن هناك تأكيداً آخر بشأن الدور الذي قام به وسام الحسن كـ«مصدر مسرّب للمعلومات إلى حزب الله». ماكدونالد ركّز في المقابلة على «الدور البطولي» للنقيب عيد وعلى أن الحسن يعدّ من الشخصيات المهمة جداً في لبنان الآن وهو أحد حلفاء رئيس الحكومة سعد الحريري، خاتماً بالقول: «السؤال اليوم هو بمن كان الحسن على اتصال أيضاً؟».

مصدر اول ثم سلسلة أشخاص طلبوا كتمان هوياتهم حفاظا على حياتهم
ماكدونالد (53 عاماً) يشغل حالياً منصب كبير مراسلي «سي بي سي» في واشنطن، هو كندي، عمل في صحف كندية وأجنبية لسنوات عدة قبل أن ينضمّ الى التلفزيون الكندي عام 1988. بين عامي 1998 و2003 عمل مراسلاً للقناة في الشرق الأوسط ثم انتقل إلى واشنطن. حائز جائزتي «جيميني» الكندية لتقارير عن العنف في هايتي وعن الأزمة المالية في الولايات المتحدة الاميركية.
اسم آخر يرتبط بتقرير «الإفلات من الجريمة» وهو منتجة الشريط لين بورغيس. المنتجة روت أمس على مدوّنة القناة كيف حصلوا على المعلومات وكيف عملوا على حماية مصادرهم وفق الشرعة المهنية التي تعتمدها «سي بي سي».
بورغيس أعلنت أن العمل على التحقيق بدأ بمصدر سري واحد من داخل المحكمة الدولية طلب التكتم على هويته لكنه «تكلم بإسهاب عن المشاكل الداخلية التي تعاني منها المحكمة والتي تؤثر على التحقيقات في قضية الاغتيال». وسرعان ما بدأت حلقة المسرّبين تتسع ومعظمهم ممن شاركوا بالتحقيقات في اللجان الدولية المختلفة التي تعاقبت على القضية. وتوضح المنتجة أن معظم اولئك المسربين اشترطوا السرية التامة لأسمائهم ومراكزهم، إضافة الى طلبهم عدم الظهور في الشريط وعدم تسجيل أصواتهم. لذا، تشرح بورغيس، حفاظاً على سرية مصادرهم واحتراماً للمواثيق الاخلاقية للتحقيق الصحافي، أنهم استعانوا بممثلين أدوا أدوار المسرّبين لكنهم نقلوا حرفياً ما ورد على لسان المصادر. توضح بورغيس أن هذه الطريقة في التحقيقات لا تعتمد غالباً لكنها ضرورية إذا كان المصدر سرياً جداً وقد يشكل كلامه تهديداً لحياته أو لمهنته.