فُرض الحجر مجدداً، أمس السبت، على البولنديين وثلث الفرنسيين إنما بشروط مخفّفة عن قبل. كذلك، ستحدّ ألمانيا ابتداءً من الأحد حركة المرور عبر حدودها مع بولندا، الدولة المصنّفة عالية الخطورة من قبل معهد «روبرت كوخ» للرقابة الصحية. وفي بلجيكا، قال وزير الصحة، فرانك فاندنبروكي، الجمعة، إن بلاده تسجل منذ أسبوع ارتفاعاً حاداً في عدد الإصابات الجديدة بفيروس «كورونا»، الأمر الذي يتطلّب تعزيز القيود.
فرنسا
الإغلاق الفرنسي هو الثالث خلال عام، ويشمل 21 مليون فرنسي بينهم سكان منطقة باري، ولو أن الإجراء أكثر مرونة من الحجر السابق في آذار 2020، إذ سيكون بالإمكان هذه المرّة الخروج «بدون فرض أي مهلة زمنية» إنما «ضمن دائرة عشرة كيلومترات». كما سيُغلق قسم كبير من المحالّ. وأصبحت هذه القيود الجديدة ضرورية بسبب التدهور السريع للوضع الصحي الذي «يبدو بوضوح متزايد أنه موجة ثالثة» بحسب رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس.

وفي هذا الإغلاق الثالث، شدّدت الحكومة الفرنسية على أن العدوى تنتقل في المساحات الداخلية أكثر منها في المساحات الخارجية. ومع حلول الربيع، ستبقى المتنزهات والحدائق مفتوحة لكن قائمة المحالّ والمتاجر المرغمة على الإغلاق ازدادت.

كذلك، بدأ السبت إغلاق جزئي في بولندا يستمر ثلاثة أسابيع مع فرض قيود جديدة في مواجهة تزايد عدد الإصابات بالفيروس. وخفّفت الحكومة البولندية القيود في شباط، وأذنت بإعادة فتح الفنادق والمتاحف ودور السينما والمسارح والمسابح بنصف قدراتها الاستيعابية.
من الاحتجاجات في ألمانيا (أ ف ب )

ألمانيا
ويتزايد التململ في أوساط السكان بعد عام من انتشار الوباء في أوروبا والعالم. واندلعت صدامات السبت بين الشرطة ومعارضين للقيود المفروضة لمكافحة الوباء في مدينة كاسل بوسط ألمانيا، خلال واحد من أكبر التجمعات منذ بداية العام في هذا البلد. وتجمّع آلاف من المحتجين في ساحة وسط كاسل. وذكر مراسل وكالة «فرانس برس» أن الحشد كان كثيفاً من دون احترام مسافة السلامة ولا وضع الكمامة الواقية. ويتوقع أن تُنظم تظاهرات في النمسا وبلغاريا أيضاً.

بريطانيا
منذ بداية كانون الثاني، مُنع سكان العاصمة البريطانية ومناطق أخرى في إنكلترا، من مغادرة منازلهم وسُمح لهم بتنقلات محدودة نتيجة تفشي الوباء. لكن سكان مدينة الضباب، وعلى غرار ألمانيا خرجوا، أمس، في تظاهرة ضمّت آلاف الأشخاص الذين رفضوا الحجر المفروض لكبح الجائحة. ونتيجة لذلك، اعتُقل 36 شخصاً على الأقل وأصيب عدد من عناصر الشرطة.
من الاحتجاجات في لندن (أ ف ب )

والتظاهرة التي بدأت ظهراً في هايد بارك استمرت في وسط لندن، قبل أن تعود مجموعة من المتظاهرين إلى الحديقة حيث ألقت مقذوفات على الشرطة. من جانبه، كان رئيس الوزراء بوريس جونسون، قد وعد بتخفيف القيود في ظل تحسّن الوضع الوبائي. ومن المُفترض رفع الحجر الصارم في نهاية الشهر.

عودة «أسترازينيكا»، ولكن...
استأنفت دول أوروبية عدة، الجمعة، حملات التطعيم بلقاح «أسترازينيكا» بعدما أوصى به خبراء منظمة الصحة العالمية.

ومن أجل مكافحة الفيروس، استأنفت ألمانيا وفرنسا، على غرار إيطاليا وبلغاريا وسلوفينيا، حملات التحصين بلقاح «أسترازينيكا» الجمعة، وستقوم دول أخرى بذلك الأسبوع المقبل من بينها إسبانيا والبرتغال وهولندا.

من جهتها، هدّدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، أمس، بوقف صادرات لقاحات «أسترازينيكا» إذا لم يتلقّ الاتحاد الأوروبي شحناته أوّلاً، في تصعيد جديد للخلاف بشأن تأخر عمليات تسليم اللقاحات. وقالت في مقابلة مع مجموعة «فونكه» الإعلامية الألمانية: «لدينا خيار حظر كل تصدير مقرّر. هذه هي الرسالة الموجهة إلى أسترازينيكا: نفّذوا عقدكم مع أوروبا أوّلاً قبل البدء بتسليم اللقاحات إلى دول أخرى».

وفي حين لم يلبث اللقاح البريطاني أن تنفّس الصعداء بعد تقارير المنظمات الدولية المؤيدة له، نقلت وكالة «رويترز» عن سلطات الدنمارك، أمس، أن شخصاً توفي بينما يرقد آخر في حالة خطيرة لإصابتهما بجلطات في الدم ونزيف في المخ بعد تلقيهما لقاح «أسترازينيكا». وقالت الهيئة التي تدير المستشفيات العامة في كوبنهاغن إن الاثنين، وهما من العاملين بالمستشفيات، تلقيا لقاح «أسترازينيكا» قبل أقل من 14 يوماً من مرضهما. وأكدت وكالة الأدوية الدنماركية تلقيها «تقريرين خطيرين» من دون الدخول في تفاصيل أخرى. ولم ترد تفاصيل عن الوقت الذي مرض فيه الشخصان.

وتجدر الإشارة إلى أن دولاً عدة تراجعت الأسبوع الماضي عن قرار تعليق استخدام اللقاح، بعد تحقيق في تقارير الجلطات الدموية أجرته هيئة الرقابة على الأدوية في الاتحاد الأوروبي وخلص إلى أن فوائد اللقاح تفوق مخاطره. إلا أن الدنمارك والسويد والنرويج قالت إنها بحاجة إلى مزيد من الوقت للبتّ في شأن اللقاح.

من جهتها، قالت «أسترازينيكا»، التي طوّرت اللقاح مع جامعة «أوكسفورد»، إن مراجعة شملت أكثر من 17 مليون شخص تلقوا الجرعات في الاتحاد الأوروبي وبريطانيا لم تتوصل إلى أي دليل على تنامي مخاطر الإصابة بجلطات دموية.

(أ ف ب، رويترز)

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا