بعد فشل العديد من المحاولات السابقة، سجّل العالم ولادة أوّل طفلة من أمّ خضعت لعملية زراعة رحم، كانت قد تبرعت به سيدة متوفاة. الإنجاز الطبي العالمي كشفت عنه، أخيراً، مجلة «ذي لانست» الطبية، التي أكدت ولادة «أول طفلة بصحة جيدة عام 2017» في عملية زرع رحم لسيدة لا تُنجب أُخذ من امرأة متوفاة، وتحدثت بالتفصيل عن مراحل العملية الجراحية التي استغرقت 10 ساعات.وفق تقرير المجلة، قام الأطباء في عام 2016 بنقل الرحم لسيّدة برازيلية (32 عاماً) في مدينة ساو باولو، كانت تعاني من متلازمة «ماير روكيتانسكي كوستر هاوزر» (Mayer-Rokitansky-Küster-Hauser syndrome). وهي متلازمة نادرة تُبقي رحم الأنثى طفولياً إن وجد، وفي بعض الحالات لا يكون موجوداً، من دون أن تؤثّر على مستوى الهرمونات الأنثوية الذي يبقى ثابتاً وطبيعياً. وفي وقتٍ لاحق، أعطى الأطباء السيدة علاجاً للعقم، بالإضافة إلى أدوية لإضعاف الجهاز المناعي لديها لمنع رفض جسمها لعملية زرع الرحم.



حدث علمي؟
بعد نحو سبعة أشهر من عملية زرع الرحم، بدأت الدورة الشهرية لدى السيدة، ثم زرع الأطباء البويضات الملقّحة، لتولد بعدها طفلة وزنها 2.5 كلغ في عملية قيصرية أجريت في 15 كانون الأول/ ديسمبر 2017. الدكتور داني إيززنبرغ من مستشفى «داس كلينكاس» في ساو باولو، الذي انضمّ إلى الفريق الطبي، قال في تصريح لموقع «بي بي سي»، إن «عمليات نقل الرحم الأولى كانت تتم من متبرعات أحياء، مما كان يعتبر علامة فارقة حينها، أتاحت ولادة أطفال من نساء يعانين من العقم بعد حصولهن على متبرعات مناسبات». وأوضح داني أن «الحصول على متبرعة على قيد الحياة يعتبر أمراً نادراً، وغالباً ما تكون المتبرعات من أفراد الأسرة أو الأصدقاء المقربات».
كذلك، رأى الطبيب سردجان ساسو من «أمبريال كوليدج لندن» (Imperial College London) أن «النتائج مثيرة للغاية»، مضيفاً أنها «ستفسح المجال للحصول على متبرعات من جهات أكبر، وبتكاليف أقل، كما ستجنب المخاطر الجراحية للمانحات الأحياء».
وفي السابق، قام الأطباء بزرع 39 رحماً من متبرعات أحياء، وكانت أغلب الحالات من أمهات تبرعن لبناتهنّ، مما تمخض عنه ولادة 11 طفلاً وطفلة. إلا أن عملية زرع رحم من امرأة متوفاة فشل 10 مرات في السابق، أو أدى إلى حصول إجهاض.