العدوان يستهدف منظومة الأمن الغذائي

  • 0
  • ض
  • ض

منذ اليوم الأول للعدوان على اليمن، استهدف طيران «التحالف» منظومة الأمن الغذائي محاولاً إيصال الشعب اليمني إلى مجاعة حقيقية، ولكن تلك المحاولات لم تنجح، فلم تحسم «معركة البطون» المواجهة لمصلحة أثرياء الخليج، بل عززت صمود اليمنيين في وجه العدوان والحصار

على مدى الأشهر الثمانية الماضية، استهدف العدوان السعودي كل ما له علاقة بأساسيات البقاء للشعب اليمني. فبعدما أعلن الحصار على 26 مليون إنسان يمني يفتقر 50% منهم إلى الأمن الغذائي، عمد إلى استهداف منظومة أمنه الغذائي برمتها. ابتدأ بمنع تدفق إمدادات الغذاء والدواء والوقود، ثم استهدف مخازن الغذاء الرئيسية في المحافظات والمديريات، ولاحقاً القطاع الزراعي المنتج للغذاء بشقيه النباتي والحيواني. وتفيد التقارير الأولية الصادرة عن وزارة الزراعة والري، بأنّه منذ أوخر آذار حتى 13 تشرين الأول الماضي، شن طيران العدوان 26380 غارة استهدف فيها 4818 موقعاً زراعياً في مختلف المحافظات، أسفرت عن دمار كبير، وأدت إلى إتلاف وتدمير المنتجات بصورة كلية. وأشار التقرير إلى أن التقديرات الأولية للخسائر التي لحقت بهذا القطاع تتجاوز ستة مليارات دولار، علماً بأنّه يُعدّ مورداً رئيسياً لـ 70% من السكان، ويعمل فيه نحو 2،9 مليون نسمة، ويسهم في 21% من إجمالي الدخل القومي للبلاد.

التقديرات الأولية لخسائر الزراعة تتجاوز 6 مليارات دولار
أما الحقول الزراعية، فكان لها نصيب وافر من الاستهداف، فقد شن طيران «التحالف» 2024 غارة استهدفت 915 موقعاً وحقلاً زراعياً، تنتج مختلف المحاصيل، وخاصة الحبوب والخضروات والفاكهة. فيما تفاوتت نسب الاستهداف المباشر، إضافةً إلى مساكن المزارعين بين المحافظات. أما مراكز تجميع الصادرات الزراعية والتخزين والتبريد، فقد تعرضت للقصف والتدمير بـ 169 غارة استهدفت 11 مركزاً في ثلاث محافظات. كما استهدف طيران العدوان ستة مراكز ومنفذين للصادرات الزراعية و18 مخزناً مبرداً مع وسائل نقل مبردة. شبكات الري الزراعية في الحقول تعرضت أيضاً لـ 97 غارة من طيران العدوان استهدفت 97 مضخة وبئراً وشبكة ري حديثة. كما تعرّض 19 سداً وحاجزاً مائياً وقناة للري للاستهداف المباشر بـ 31 غارة، منها سد مأرب القديم. يُضاف إلى ذلك تعرض خمس وحدات للطاقة الشمسية للري في محافظتي صعدة وإب للاستهداف المباشر بـ 14 غارة. ولأن العدوان يدرك بأن الفجوة الغذائية في إنتاج الحبوب محلياً وخصوصاً القمح تبلغ 92%، تجري تغطيتها بالاستيراد، فإنه أقدم على استهداف مخازن الغذاء في 12 محافظة منذ بدء العدوان. وبرغم الحصار، تمكن اليمن من استيراد مليون و600 ألف طن من مادة القمح منذ مطلع العام الجاري. ووفق تقرير حديث صادر عن وزارة الصناعة والتجارة، فإن إجمالي مخزون اليمن من القمح يتجاوز 650 ألف طن ويكفي لخمسة أشهر. ولم يسلم قطاع إنتاج العسل الذي يعمل فيه 100 ألف نحال، وينتجون سنوياً 25 ألف طن، من استهداف طيران «التحالف». 35 موقعاً خاصاً بمناحل مربي النحل تعرضت لقصف طائرات «التحالف» المباشر بـ 61 غارة جوية وتسببت 15 غارة بنفوق وموت 41500 خلية نحل. أما «اتحاد النحالين اليمنيين»، فأكد مطلع تموز الماضي أن منتجي العسل تكبدوا خسائر جراء الحصار بنحو 600 مليون ريال، أي ما يعادل ثلاثة ملايين دولار، وعزا الاتحاد تلك الخسائر إلى إغلاق منافذ التصدير للدول المجاورة. وتعرضت الثروة الحيوانية المنتجة لـ 47 غارة استهدفت 19 قطيعاً من الماعز والأغنام والأبقار والإبل في المراعي، بالإضافة إلى 28 حظيرة للمواشي التي قصفت في منازل المواطنين. كما تم حصر 52500 رأس من الأبقار تعرضت للموت والنفوق نتيجة المعارك، وخصوصاً في محافظتي لحج وأبين. وكون العدوان والحصار متلازمين، فقد كان للأخير تداعيات كبيرة على القطاع الزراعي، ابتدأ بتعرض عشرات المزارع وخصوصاً منتج المانجو للتلف نتيجة انعدام المشتقات النفطية بسبب الحصار، ثم توقف عملية التصدير للخارج، وارتفع الفاقد في الإنتاج الزراعي من فواكه وخضروات نتيجة انعدام البرادات وتوقف معظمها لفقدان لكهرباء ولارتفاع مادة السولار «الديزل» وانتهاءً بارتفاع العرض من الخضروات والفواكه، مقابل تراجع الطلب في السوق المحلية، وهو ما كبد المزارعين خسائر فادحة.

  • أعلن الحصار على 26 مليون إنسان يمني يفتقر 50% منهم إلى الأمن الغذائي

    أعلن الحصار على 26 مليون إنسان يمني يفتقر 50% منهم إلى الأمن الغذائي

0 تعليق

التعليقات