الأسد: لا نتعامل مع إرهابيين «ضُمّوا» إلى طاولة المفاوضات

  • 0
  • ض
  • ض

في أولّ رد على اجتماع المعارضة في الرياض، أكّد الرئيس السوري بشار الأسد رفض بلاده التعامل مع المجموعات المسلحة ككيان سياسي. الرفض السوري يعرقل لقاءات نيويورك المقبلة، أو جولات التفاوض المفترضة بين الحكومة السورية والمعارضة، لكون مؤتمر الرياض أقرّ لجنة تفاوضية بعدد كبير من ممثلي الفصائل المسلحة. الأسد واصل أيضاً هجومه على الولايات المتحدة «الموفرة الغطاء السياسي للارهابيين»، وتركيا «شريان حياة داعش». والنبرة العالية حضرت أمس في كلام نظيره الروسي فلاديمير بوتين، الذي أمر «بالرد الفوري على أي تهديد للقوات الروسية في سوريا». وأعلن الرئيس بشار الأسد رفضه التعامل مع المجموعات المسلحة المقاتلة في سوريا ككيان سياسي. وقال، في لقاء مع وكالة الأنباء الاسبانية: «بعض البلدان، بما فيها ‏السعودية، والولايات المتحدة، وبعض الدول الغربية تريد من المجموعات الإرهابية أن تنضمّ إلى طاولة المفاوضات... تريد هذه الدول من الحكومة السورية أن تتفاوض مع الإرهابيين، وهو أمر لا أعتقد أن أحداً يُمكن أن يقبله في أي بلد من البلدان». وأوضح الأسد: «مستعدون للشروع بمفاوضات مع المعارضة، لكن ذلك يعتمد على تعريف المعارضة، فالمعارضة لا تعني العمل المسلّح».

أمر بوتين الجيش بتدمير أي قوة قد تمثل خطراً عليه
وأشار إلى أنه «في ما يتعلق بالمجموعات المسلحة في سوريا، فقد أجرينا حوارات أصلاً مع بعض المجموعات، كمجموعات لا كتنظيمات، وكان الهدف من ذلك التوصل إلى وضعٍ تتخلى فيه هذه المجموعات عن سلاحها، وإما أن تنضم إلى الحكومة أو تعود إلى حياتها الطبيعية بعد منحها العفو من قبل الحكومة. هذه هي الطريقة الوحيدة للتعامل مع المجموعات المسلحة. عندما تكون مستعدة لتغيير منهجها، والتخلي عن سلاحها، فإننا مستعدون. أما أن نتعامل معها ككيانات سياسية، فهو أمرٌ نرفضهُ تماماً.» وأعلن أن الولايات المتحدة وفرت منذ البداية الغطاء السياسي للإرهاب في سوريا وهي غير جادة في محاربته، مشيراً الى أنّ تركيا هي شريان الحياة بالنسبة لتنظيم «داعش» الإرهابي. وأكد أن الخطوة الأولى للقضاء على التنظيمات الإرهابية في سوريا تكمن في وقف تدفق الإرهابيين وخصوصا من تركيا إلى سوريا والعراق، ووقف تدفق الأموال السعودية ومنع دخول الأسلحة وغيرها من أشكال الدعم اللوجستي لتلك التنظيمات. وقال الرئيس السوري إن نظيره فلاديمير بوتين «لم يطلب شيئاً مقابل المساعدة في محاربة الإرهاب، ذلك أن المسألة ليست مقايضة بل علاقة مصالح مشتركة بين بلدين، فليس من مصلحة روسيا مزيد من الإرهاب أو انهيار الدولة السورية... بل تريد روسيا استقرار سوريا والعراق والمنطقة». ووصف الروس بالبراغماتيين الذين يتبنون في الوقت نفسه سياسة أخلاقية تقوم على القيم والمبادئ، مضيفاً أنه لا تناقض بين قيمهم ومصالحهم، ومؤكدا في الوقت نفسه أن روسيا لا تستطيع ولا تستطيع الولايات المتحدة أو أي بلد آخر عقد صفقة مقايضة كالصفقة التي يروج لها في الغرب لمقايضة سوريا بأوكرانيا. «60 ألف ارهابي» من جهته، حذّر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، «أولئك الذين يحاولون تدبير استفزازات جديدة ضد العسكريين الروس في سوريا»، وأمر الجيش بتدمير أي قوة قد تمثل خطرا عليهم. وقال في اجتماع، لقيادة وزارة الدفاع الروسية، «لقد اتخذنا إجراءات إضافية لضمان أمن العسكريين الروس وقاعدتنا الجوية التي جرى تعزيز قدراتها بوسائل جديدة للدفاع الجوي، كما تنفذ الطائرات القاذفة جميع عملياتها تحت تغطية مقاتلات». وأضاف: «إنني آمر بالعمل بأقصى درجات القسوة. ويجب تدمير أي أهداف تهدد المجموعة العسكرية الروسية أو بنيتنا التحتية في سوريا فوراً». وشدد على أن الأهداف التي تسعى موسكو لتحقيقها في سوريا لا ترتبط بمصالح جيوسياسية ما أو باختبار أسلحة جديدة، بل تكمن في تحييد الخطر الإرهابي الذي يهدد روسيا. من جهته، قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو خلال الاجتماع إن تنظيم «داعش» يواصل تمدده والاستيلاء على مساحات جديدة من الأراضي، مضيفا أن الإرهابيين يسيطرون اليوم على قرابة 70% من أراضي سوريا. وكشف أن عدد الإرهابيين يبلغ نحو 60 ألف شخص، وحذر من خطر تمدد أنشطتهم إلى أراضي آسيا الوسطى وشمال القوقاز. وذكر أن الطائرات الحربية الروسية قامت منذ بداية العملية في سوريا بنحو 4 آلاف طلعة قتالية، ودمرت ما يربو عن 8 آلاف منشأة من البنية التحتية التابعة للإرهابيين، وألحقت أضرارا جسيمة بتنظيم «داعش». إلى ذلك، طالب وزير الخارجية سيرغي لافروف بقطع قنوات تمويل وتسليح الإرهابيين في سوريا، مشدداً على أن ذلك يتطلب إغلاق الحدود التركية-السورية فورا. وقال الوزير الروسي في مؤتمر «حوارات المتوسط» في روما: «لا يجوز أن نغمض عيوننا عندما تعمل أطراف ما كأعوان لتنظيم «الدولة الإسلامية»، وتفتح الممرات لتهريب الأسلحة وتوريد النفط بطرق غير شرعية وتقيم روابط اقتصادية مع الإرهابيين. إننا نطالب بوضع حد لكل ذلك، كما أن ذلك يؤكد على ضرورة إغلاق الحدود التركية-السورية فورا». ورأى أن إنجاح مهمة مكافحة الإرهاب يتطلب من الجميع التخلي عن «اللعبة المزدوجة» ودعم المتطرفين والتستر عن الإرهابيين، علماً أن حادثة إسقاط القاذفة الروسية من قبل سلاح الجو التركي كانت مثالا على مثل هذه اللعبة المزدوجة. وحذر بعض الأطراف من خطر الوقوع في الخطأ عندما تحاول استخدام الإرهابيين لتحقيق أهداف سياسية معينة مثل تغيير النظام الحاكم في دمشق. وأوضح أن التنظيمات المتطرفة والإرهابية تستخدم بمكر انعدام الاستقرار في المنطقة لتحقيق مصالحها، وتحاول نشر «خلافتها» لتمتد من البرتغال إلى باكستان. كما لم يستبعد الوزير الروسي أن تجتمع «مجموعة دعم سوريا» مجددا في فيينا الأسبوع المقبل في حال نجاح الأطراف المشاركة في المفاوضات في تنسيق قوائم التنظيمات الإرهابية وفصائل المعارضة الوطنية التي تحارب في سوريا. وأكد أن موسكو ما زالت ترفض أي خطط لتقسيم سوريا إلى كيانات تحمل طابعا إثنيا أو طائفيا. لكنه أقر بأن الدستور السوري يجب أن يضم بنودا تعطي ضمانات أكثر متانة للأقليات داخل المجتمع السوري. (الأخبار، أ ف ب، رويترز)

0 تعليق

التعليقات