«الوعر» يلفظ آخر مسلّحي المدينة... وأبناؤه يتحيّنون الفرصة للعودة

  • 0
  • ض
  • ض

عاد الأمل يخيّم على أحلام الحمصيين الذين غادروا منازلهم في حي الوعر، غربي المدينة، على خلفية الصراع المسلح الذي شهده الحي على مرّ أربع سنوات مضت. أصبح الاستيقاظ صباح يوم قريب، بهدف العودة إلى الحي الذي طوى مرحلة الصراع في المدينة، أمراً وارداً. الحكومة السورية أخلت الحيّ من مسلحيه المتشددين، خلال ساعتين فقط، بهدوء وسلامة، من دون أيّ عراقيل، مع دعم لوجستي قدمته الأمم المتحدة والهلال الأحمر. 14 حافلة أقلّت المسلحين وعائلاتهم منطلقين من جوار الفرن الحديث باتجاه حاجز الشؤون الفنية الذي يعتبر خط التماس السابق بين الجيش السوري ومسلحي الحي، استعداداً للخروج من المدينة، باتجاه الشمال. وإذ أغلقت الحكومة الباب على أمان مدينة حمص وخلوّها أخيراً من المسلحين، فإن بلدة قلعة المضيق، المشرفة على سهل الغاب، والخارجة عن سيطرة الدولة السورية، كانت على موعد، أمس، مع 720 شخصاً، بينهم 300 مسلح، من الرافضين للتسوية، وبين هؤلاء أيضاً 172 مسلحاً خرج من المدينة محتضناً سلاحه الفردي، أملاً في «استخدامات» جديدة له، ضمن الوجهة الجديدة.

بقيَ ملف مخطوفي المدينة الذي يصل عددهم إلى 2000 شخص معلّقاً
المسلحون الرافضون للحلّ السياسي لم يخرجوا من غير عائلاتهم، إذ خرج برفقة المقاتلين مدنيون، بينهم 400 من النساء والأطفال، إضافة إلى 30 إصابة أشرفت على إخراجها سيارات الهلال الأحمر. الحافلات ضاقت بمسلحين ملتحين، بعضهم ملثّم، يشدّ على سلاحه، وبعضهم الآخر يظهر وجهه وقد اكتسته ملامح عدائية لمهزوم منكسر. بعضهم يكسوهم الأمل، والبعض الآخر يلوح التعب واليأس على محيّاه. وإذ يعتبر ملف التسوية القائمة في حي الوعر إنجازاً مهماً لمصلحة الحكومة السورية، تستعد محافظة حمص لتسلّم مسؤولياتها الإضافية، في تأهيل الحي وخدمة أهله، واستعداداً أيضاً لاستقبال النازحين من الحي طيلة سنوات الحرب. غلق الباب على الحرب في المدينة يترك الكثير من الأسئلة معلّقة من دون إجابات، أبرزها: ملف مخطوفي المدينة الذين يصل عددهم إلى 2000 شخص، بينهم عسكريون ومدنيون مجهولو المصير، في حين استطاعت الدولة أن تستعيد 75 ألف مدني من أبنائها، يسكنون الحي الحمصي، بحسب إحصائيات محافظة حمص، وتحقن دماء من أراد السلام من أبنائها. ويتوقع أن يعود أبناء الوعر لتفقد منازلهم، خلال الأيام القادمة، حيث يأمل المسؤولون أن تكون المدة التي تتطلبها عودة أبناء الحي لتفقد منازلهم أقل من 60 يوماً، وهي المدة التي حددها الاتفاق المبرم داخل الحي، والكافية لتسوية أوضاع 2000 مسلح محليّ من أبناء الحي، وأبناء حمص عموماً، ممن أرادوا العودة إلى سيطرة الدولة، وطيّ صفحة السلاح. وكانت الأيام الفائتة قد شهدت إدخال قوافل مساعدات الأمم المتحدة إلى الحي، والتي تضمنت مواد غذائية وصحية، تزامناً مع وقف إطلاق النار أخيراً.

0 تعليق

التعليقات