العدوان يجهز أيضاً على الثروة السمكية

  • 0
  • ض
  • ض

لم يسلم قطاع الثروة السمكية الغنيّ في اليمن من استهداف طيران العدوان. خسائر فادحة تعرض لها هذا القطاع نتيجة الحرب، حاله كحال القطاعات الحيوية للاقتصاد اليمني التي تعرضت للتدمير بطريقة منهجية في سبيل إفقار البلاد وإخضاع شعبها

أضحى قطاع الثروة السمكية في اليمن هدفاً رئيسياً لطيران «التحالف» في الآونة الأخيرة، بسبب دوره الحيوي ولأنه يعدّ ركيزة أساسية يعتمد عليها معظم السكان في مختلف مناطق البلاد. العدوان السعودي لم يكتفِ باستهداف الصيادين في الجزر اليمنية بل عمد أيضاً إلى استهداف البنية التحتية للقطاع كأحد أهم القطاعات الاقتصادية المتجددة في هذا البلد. ومنذ اللحظات الأولى للعدوان، أعلنت قوات «التحالف» البحرية حظر دخول أي سفن تجارية أو نفطية إلى الشواطئ اليمنية البالغ طولها 2500 كيلومتر. وعدّت تحرك أي سفن أو قوارب في المياه الإقليمية والمحلية اليمنية هدفاً مشروعاً لعملياتها. منذ تلك اللحظة، بدأ استهداف قطاع الثروة السمكية اليمنية ابتداءً بمنع الصيد التقليدي في الشواطئ اليمنية مروراً بتدمير البيئة البحرية وانتهاءً باستهداف تجمعات الصيادين ومراكز الإنزال وقوارب الصيد على امتداد شاطئ البحر الأحمر تحت مبررات مختلفة، منها استهداف مجموعات تابعة للجيش اليمني و»اللجان الشعبية» أو مهاجمة قوارب اتهمتها بتهريب أسلحة إيرانية.

أدى العدوان إلى قتل الصيادين وتدمير البيئة البحرية وسرقة الثروة السمكية
مئات القتلى على السواحل حوّل العدوان حياة الصيادين الذين ينتشرون على امتداد شواطئ البحر الأحمر إلى جحيم. وحكم عليهم بالموت إما جوعاً بسبب الحصار الذي يفرضه على تجمعاتهم السكنية التي تتجاوز الأربعين تجمعاً ومعظمها واقعة في جزر بعيدة عن بعضها، أو الحكم بالموت في حال محاولتهم استئناف نشاطهم في الصيد. ونفذت قوات «التحالف» 11 عملية جوية وبحرية ضد الصيادين التقليديين في شواطئ البحر الأحمر خلال الشهر الحالي أودت بحياة ما يزيد عن 200 صياد وإصابة 100 آخرين. وتنوعت العمليات بين استهداف قوارب الصيادين في البحر وقتل كل من فيها من قبل البوارج الموجودة في المياه المحلية والإقليمية، وبين استهداف مراكز الإنزال السمكية بطيران الآباتشي والموانئ الخاصة بالصيادين في المخا أو في تجمعات الصيادين والجزر التي يقطنون فيها. وعلى امتداد الفترة الماضية، شنت قوات «التحالف» عشرات الغارات على الصيادين التقليديين في سواحل اللحية، الخوخة، المخا، وشواطئ جزر زقر وعقبان وكدمان، وجزيرة حنيش والخوخة وميدي وميون وهجرت العشرات من أسر الصيادين من منازلهم بالقوة. كذلك، توقفت مراكز الإنزال السمكية المنتشرة على امتداد سواحل البحر الأحمر البالغة 93 مركزا بالكامل نتيجة الحصار والعدوان. وأكد رئيس هيئة المصائد السمكية في محافظة الحديدة، المهندس خالد الشمسي، توقف نشاط الصيادين ومراكز الإنزال في البحر الأحمر من الخوخة إلى باب المندب ومن شمال اللحية إلى ميدي. ولفت الشمسي في حديث إلى «الأخبار»، إلى أن مراكز الإنزال السمكي الممتدة من جنوب «اللحية» إلى شمال منطقة الخوخة لا تزال تعمل. العدوان يقتل الصيادين مرتين يقتل العدوان الصيادين مرتين. الأولى في حال استهدافهم وترك جثثهم لتنهشها أسماك القرش، والثانية في إخفاء الجريمة عن الرأي العام العربي والدولي. في نهاية شهر تشرين الأول الماضي، أقدمت طائرات العدوان مسنودة بطائرات «الأباتشي» على ارتكاب جريمة إبادة جماعية بحق الصيادين في جزيرتي عقبان وكدمان في البحر الأحمر قتلت فيها أكثر من 100 صياد وأصابت العشرات بجروح تفاوتت نسبها. ولمعرفة «التحالف» فداحة الجريمة، أقدم على حصار الجزيرتين بالبوارج والسفن الحربية ومنع وصول أي طواقم إسعاف إلى الجزر المستهدفة حتى لا تنكشف الجريمة، وأجبرت الأهالي على دفن الضحايا في الجزيرتين بعدما كادت جثثهم تتحلل لتخفي الجريمة عن المنظمات الدولية العاملة في مجال حقوق الإنسان. وعقب ارتكاب الجريمة تواصلت العمليات ضد الصيادين بشكل مكثف في البحر والبر ولا تزال حتى الآن. كذلك، ارتكب طيران «التحالف» مجرزة بحق الصيادين في منطقة «واحجه» في مديرية ذباب (المخا – تعز)، سقط فيها 135 شهيد في شهر أيلول الماضي بقيت طي التعتيم الإعلامي. استهداف منهجي وأضرار كبيرة الاستهداف المتعمد للقطاع الإنتاجي لم ينحصر بالصيادين وبقواربهم ومراكز الإنزال، بل طال ايضاً استثمارات القطاع الخاص في مجال الاستزراع السمكي كما حدث لمزرعة با مسلم للاستثمار السمكي «مزرعة جمبري» الواقعة في منطقة اللحية في محافظة الحديدة الساحلية. هذه المزرعة استهدفهتا طائرات «التحالف» مطلع شهر تشرين الأول الماضي بسلسلة غارات أدت إلى تدمير منشآتها كافة. وخلف الاستهداف لقطاع الثروة السمكية، كأغلب القطاعات الاقتصادية في اليمن، خسائر اقتصادية كبيرة جداً صعب حتى الآن على الجهات المختصة تقديرها. وكشف الشمسي أن لجنة لحصر الأضرار تعمل للخروج بالأرقام النهائية للخسائر التي طاولت القطاع الحيوي. ولفت رئيس هيئة المصائد السمكية في محافظة الحديدة إلى أن ثمة تراكمات متعددة ساهمت في توقف نشاط الصيادين التقليدين، أولها المخاوف من استهداف طائرات «التحالف» للصيادين في البحر ومروراً بأزمة المشتقات النفطية الناتجة عن الحصار، التي أعاقت حركة الصيد التقليدي وأخيراً استهداف قوارب الصيادين. إلى ذلك واستكمالاً للاستهداف الحربي، تتغاضى سفن «التحالف» عن ارتكابات تمارسها بعض السفن في البحر الأحمر، ولا سيما استهداف منطقة الثروة السمكية البحرية. وأكد مصدر في هيئة المصائد السمكية في الحُديدة تلقيهم بلاغات بوجود سفن جرف آلي للصيد تعمل في سواحل البحر الأحمر من دون أي اعتراض من قبل بوارج وقوات «التحالف»، مشيراً إلى أن ما يحدث سرقة واضحة لثروة الشعب اليمني.

  • 11 عملية جوية وبحرية ضد الصيادين التقليديين أدت إلى مقتل أكثر من 200 صياد

    11 عملية جوية وبحرية ضد الصيادين التقليديين أدت إلى مقتل أكثر من 200 صياد

0 تعليق

التعليقات