صاروخ أرض ــ جو «يعبر» البوسفور: غضب تركي... ودعوة إلى الحوار

  • 0
  • ض
  • ض

رغم محاولات التهدئة المتكررة التي ينتهجها المسؤولين الأتراك، إلّا أنّ «الاستفزاز» من الجانب الروسي تواصل. صورة جندي روسي يحمل قاذف صاروخ أرض ــ جو على متن سفينة تعبر مضيق البوسفور شغل تركيا بسياسييها وإعلامها. رغم ذلك، واصلت أنقرة إرسال إشارات إيجابية للجانب الروسي لـ«حل الأزمة عن طريق الحوار»، فيما كانت طهران تُبدي استعدادها لإزالة التوتّر بين البلدين. القيادي الإيراني علي أكبر ولايتي أكّد أيضاً أنّ الرئيس السوري بشار الأسد خطّ أحمر، بالتوازي مع ردّ أميركي غير مباشر على طروحات أنقرة المتكررة حول إنشاء منطقة حظر جوّي فوق سوريا «باعتبارها ليست الخيار الأمثل لمحاربة داعش». وقال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إنّه «ينبغي حل الأزمة بين بلاده وروسيا عن طريق الحوار والاتفاق، وليس من خلال عقوبات أو إجراءات أخرى». وأضاف: «لم نكن نتمنى حدوث هذا الأمر، ولكن انتهاكها (المقاتلة الروسية) لمجالنا الجوي رغم كل التحذيرات المتكررة، وتشكيلها خطراً علينا، دفع قواتنا إلى القيام بمهمتها، اعتماداً على تعليمات مسبقة». وقال إن «روسيا تريد منّا أن نعتذر، لماذا؟ هل نحن من انتهك المجال الجوي الروسي؟ هل نحن من انتهك بطائراته وسفنه؟ لا، روسيا هي التي أخطأت، نحن لم نكن نريد حدوث ذلك، وقدمنا لهم التعازي بشأن الطيار، وسلمناهم جثته بعد أن تسلمناه من المعارضين (السوريين)، إذ إن هذا واجبنا الإنساني». ودعا جاويش أوغلو روسيا إلى أن تكف عن موقفها الحالي، وأن تتوقف عن نشر معلومات خاطئة، وزرع «بذور الكراهية»، مبيّناً أن «بلاده تريد مواصلة الحوار وتجاوز الأزمة في أقرب وقت ممكن».

ولايتي: الأسد خط أحمر بالنسبة إلى الجمهورية الإسلامية
وأكد الوزير التركي أن بلاده «لن ترضخ إطلاقاً أمام أحد، في مسألة هي المحقة فيها بشكل حتمي». في السياق، اعتبر وزير النقل والمواصلات والملاحة البحرية التركي، بن علي يلدرم، حمل أحد الجنود الروس قاذفة صواريخ أرض ــ جو بوضعية الإطلاق فوق سفينة حربية روسية، أثناء عبورها مضيق البوسفور، «عملاً استفزازياً ولا يمكن الترحيب به، فضلاً عن أنه ينتهك اتفاقية مونترو للمضائق». وأوضح أنّ «جميع السفن تمتلك حق المرور الآمن عبر المضيق، والجميع يمكنه استخدام ذلك الحق، لكن من دون القيام بأي تصرف من شأنه إلحاق الضرر بتركيا». وتطرق الوزير التركي إلى عملية عبور السفن عبر المضائق التي تم تنظيمها عبر اتفاقية مونترو، مبيّناً أنه «لن تفرض أي قيود على عبور السفن من المضائق ما دامت تجري وفق قواعد المرور والاتفاقيات الدولية». واستدرك قائلاً «ولكن بلا شك سيتم اتخاذ التدابير المطلوبة في حال وجود أي تهديد أو عنصر استفزاز واضح، كما أن لدى تركيا القدرة على إمكانية اتخاذ الإجراءات اللازمة، ما وجدت استفزازات ومواقف تحرش واضحة». في موازاة ذلك، اعتبر المستشار السياسي للمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية، علي أكبر ولايتي، أنّه ما كان للحكومة السورية أن تصمد لولا الدعم الإيراني المقدم لها. وأضاف أن حكومة الرئيس السوري بشار الأسد حكومة شرعية منتخبة من قبل الشعب السوري، معتبراً أن «الأسد خط أحمر بالنسبة إلى الجمهورية الإسلامية. فهو منتخب من قبل الشعب السوري». ورأى أنّ «الشعب السوري هو فقط من يحق له تقرير مصير رئيسه، ولا يحق لأي طرف خارج الحدود السورية الاختيار بالنيابة عن الشعب السوري». وعلى صعيد التوتر الحاصل في العلاقات بين روسيا وتركيا، رأى ولايتي أن من واجب إيران تسخير ما أمكن من الجهود في إزالة التوتر والحد من التصعيد بين البلدين. إلى ذلك، قالت مستشارة الأمن القومي للرئيس الأميركي، سوزان رايس، إنّ الإدارة الأميركية ترى أن فرض منطقة حظر للطيران في سوريا ليس الخيار الأمثل لمحاربة تنظيم «داعش». وأضافت في حديث إلى قناة «سي أن أن»: «نحن ندرس بكل جدية مسألة إنشاء مثل هذه المناطق، حتى في الآونة الأخيرة. وحسب رأينا، فإن إنشاء مناطق حظر جوي ليس طريقاً مجدياً في الحرب مع داعش». وأوضحت أن هذا الطريق غير مُجدٍ ولا يساعد في محاربة تنظيم «داعش» واسترجاع مناطق يسيطر عليها التنظيم، مشيرة إلى أن ذلك يتطلب حضور قوة برية كبيرة. (الأخبار، أ ف ب، الأناضول)

0 تعليق

التعليقات