«القاعدة» تسيطر على مدن جديدة في أبين

  • 0
  • ض
  • ض

يزداد الوضع في الجنوب اليمني تعقيداً يوماً بعد آخر، فمنذ عودة الرئيس الفار عبدربه منصور هادي مؤخراً إلى عدن، زاد تنظيما «القاعدة» و«داعش» أنشطتهما التوسعية عما كان عليه الحال قبل فرار هادي إلى الرياض ودخول الجيش اليمني و«اللجان الشعبية» إلى الجنوب، ليسهم بذلك العدوان في تبديد انجازت الجيش و«اللجان» التي حققوها قبل انسحابهما من الجنوب ليعود التنظيمان الإرهابيان ويتمددا ويسيطرا على الجنوب تحت رعاية «التحالف» وفي ظل وجود قواته. وأعلن مصدر أمني أن مسلحي «القاعدة» سيطروا أمس على مدينة باتيس التابعة لمحافظة أبين الجنوبية بعد يوم واحد على سيطرة التنظيم على مدينتي جعار وزنجبار عاصمة المحافظة. وبيّنت مصادر محلية لـ»الأخبار» أن حوالي 10 عربات مسلحة كانت تقل العشرات من عناصر «القاعدة» إلى داخل مدينة باتيس، مسقط رأس قائد ما يسمى «المقاومة الشعبية» التابعة لهادي عبداللطيف السيد، بعد ظهر أمس دون أي مقاومة تذكر. وكان السيد قد فر من مدينة جعار أول من أمس، إلى باتيس قبيل سيطرة التنظيم عليها. وكان «القاعدة» قد قتل أول من أمس، نائب قائد «اللجان الشعبية»، علي السيد، و3 من مرافقيه أثناء سيطرته على مدينة جعار، كبرى مدن المحافظة، وسط حالة من الهلع والخوف بين سكان أبين الذين يخشون تكرار سيناريوأحداث 2011 ـ 2012 حيث كانت فيها المحافظة ساحة لمعارك شرسة بين عناصرالتنظيم، من جهة، ووحدات من الجيش اليمني وعناصرمن «اللجان الشعبية» من جهة أخرى، استمرت لعام وخلفت المئات من القتلى والجرحى، فضلاً عن الدمار الذي طال المرافق الحيوية ومنازل المواطنين، وتشريد أكثر من 240 ألف نسمة من السكان. يذكر أن محافظة أبين ظلت خارج سيطرة الجيش وخارج نفوذ الدولة طوال فترة حكم هادي. وفي سياق متصل، أقدم عناصر «القاعدة» في محافظة شبوة التي يسيطر فيها على قطاعات واسعة على تفجير مقام الشيخ الصوفي المعروف بالمغربي في مدينة عتق عاصمة المحافظة ضمن سلسلة استهداف للأضرحة الصوفية التابعة للمذهب الشافعي في الجنوب.

الجيش و«اللجان» سيطرا على مواقع جديدة في جبهة صرواح
ممارسات «القاعدة» العلنية تحت مرأى ومسمع قوات الغزو المعسكرة على امتداد جغرافية الجنوب، تعد مؤشراً واضحاً على رغبة «التحالف» في ازدياد حالة التفلت الأمني في الجنوب في محاولة لخلط الأوراق والإلتفاف على أي حلول سياسية ولا سيما في ما يخص القضية الجنوبية. وإزاء ازدياد التمدد القاعدي في الجنوب، أكد المتحدث باسم حركة «أنصار الله»، محمد عبد السلام، ان ما يجري في الجنوب يجعل حقيقة ما جرى التحذير منه يتجلى بخصوص «خطر تلك الجماعات الإجرامية المشبوهة على الأمن والسلم الأهلي في اليمن». وأضاف عبد السلام في منشور على صفحته على موقع «فايسبوك» أن «تتحرك تلك الجماعات الإجرامية بكامل الحرية للسيطرة على المزيد من المديريات في الجنوب في وقت تتعرض لها لبلاد لعدوان خارجي، فذلك ما يؤكد الارتباط العضوي بين تلك الجماعات وقوى العدوان، وتقاطع الأهداف فيما بينها لجهة إضعاف اليمن دولة وشعباً، وضمان بقائه رهينة الوصاية الأجنبية». ورأى أن ما يجري هو «تمكين القاعدة وداعش للمزيد من السيطرة وأنهما الحاكم الفعلي على الأرض والبقية لفيف من المرتزقة من الداخل والخارج لا هم لهم سوى ما يقبضون من المال وتجارة الحرب»، مشدداً على أن «هذا ما كنا نحذر منه دائماً». وفي الوقت الذي تصر بعض القوى السياسية على طرح مطالب بان تسلم قوات الجيش واللجان الشعبية السلاح كشرط للحل السياسي، استغرب عبد السلام من « أن تأتي بعض القوى السياسية تطالب الجيش والأمن واللجان الشعبية بإفساح المجال لهذه العناصر لمزيد من السيطرة والتحكم، ليس ذلك فحسب بل وتطالب بتسليم سلاحها أيضا!! وتساءل « لمن يُسلم الجيش والأمن السلاح؟ هل لحكومة رجلٍ عاجزٍ عن تأمين نفسه لولا القوى الأجنبية المحيطة به، أم لحكومة لا يدري رئيسُها من هم وزراؤه..؟! « في اشارة الى هادي وبحاح اللذين باتا على خلاف عميق سيما بعد قرارات هادي الاخيرة التي يبدو انه ماض فيها رغم اعتراض رئيس الحكومة المستقيلة خالد بحاح ورفضه لها ، وهو ما اعتبره مراقبون يترجم صراعا عميقا بين السعودية والامارات. وشدد عبد السلام على ان تلك الفوضى توجب «التذكير بأهمية ما كان يقوم به الجيش واللجان الشعبية في مواجهة هذه العناصر المتطرفة المجرمة، وأن الخطرَ حينها كان واضحا وماثلا للعيان أوجبَ مثلَ ذلك التحرك الوطني حرصا على سلامة وأمن المحافظات الجنوبية»، في تذكير بالتعبئة الشعبية التي نفذها الجيش واللجان قبل العدوان على اليمن الذي كان يسعى لتطهير المحافظات الجنوبية من القاعدة. وأكد الناطق باسم «أنصار الله» أن التحرك لمواجهة «القاعدة» و»داعش» في الجنوب يسعى في المقام الأول «لضمان الانتصار للقضية الجنوبية من خلال إزالة العوائق المانعة لها أن تأخذ طريقها نحو حل عادل»، مطالباً «قوى العدوان وعملاءها بأن يتحملوا نتائج ما حدث أعقاب إعادة الجيش واللجان الشعبية تموضعهم». وطالب أبناء الجنوب بأن «يبادروا إلى اتخاذ موقف وطني واضح من مجمل ما يجري في محافظاتهم، وأن يدركوا أن القاعدة وداعش ليسا سوى مخالب خارجية في حال السكوت عليها سوف تفتك بهم كما فتكت أخواتُها بالشعبين السوري والعراقي». على صعيد آخر، حقق الجيش اليمني و«اللجان الشعبية» أمس، تقدماً ميدانياً جديداً في جبهة صرواح التابعة لمحافظة مأرب، وسيطروا على منطقة الحقيل وسلسلة جبال الملح المطلة على معسكر «كوفل». في ظل خلافات حادة تعصف بقيادات الموالين للعدوان وإنشقاقات كبيرة تعصف بالفصائل.

0 تعليق

التعليقات