قبائل مأرب لقوات الغزو: آن أن تنصرفوا!

  • 0
  • ض
  • ض

يتزايد مأزق السعودية في مأرب يوماً بعد آخر. المحافظة التي كان «التحالف» يسعى للسيطرة عليها كمدخل لـ «تحرير صنعاء» استعصت على الرياض وحلفائها. آخر الضربات جاءت من القبائل التي تراجعت عن تأييدها للسعودية ما يساهم في قلب الموازين في المحافظة لمصلحة الجيش و«أنصار الله»

إنحسر التأييد لـ«تحالف» العدوان السعودي على اليمن في أوساط القبائل التي كانت تؤيده في محافظة مأرب بعد تصاعد الخلافات والصراعات بين المجموعات المسلحة وشعور بعض مشايخ القبائل بالإقصاء والتهميش. وتعد قبيلة «عبيدة» التي أعلنت الأسبوع الماضي إنسحابها من جبهات القتال ضد الجيش و«اللجان الشعبية» على خلفية مقتل ثلاثة من أبنائها على أيدي مجموعات تابعة لهاشم الأحمر، أبرز تلك القبائل. وعقدت قبيلة «عبيدة» لقاء قبليا موسعا بعد الحادثة حددت فيه مطالبها وسلمتها لقيادة «التحالف» في مأرب تلخصت بخروج ميليشيا هاشم الأحمر من مدينة مأرب وتسليم مهمة حماية المدينة وتأمينها لأبناء القبيلة والقبائل المجاورة، وتسليم الجناة والمتورطين في مقتل أبنائهم، وهو الأمر الذي قوبل بالرفض من قيادة «التحالف» التي عمدت إلى استقدام تعزيزات عسكرية كبيرة من معسكرات «العبر» و«الوديعة» إلى مدينة مأرب في استفزاز صارخ للقبائل. كذلك عقدت قبيلة «آل صياد المرادية» (قبيلة من قبائل مراد) إجتماعاً موسعاً للمطالبة بتسليم الجناة المتورطين بقتل أحد أفراد القبيلة قبل أسابيع على خلفية تظاهرات نظموها للمطالبة بصرف مستحقاتهم المالية.

إسناد القبائل للجيش و«اللجان» أحبط مخططات «التحالف» للسيطرة على مأرب
وعلى الرغم من المحاولات السعودية المستمرة لتهدئة القبائل من خلال شراء ذمم المشايخ بالأموال وصرف السيارات الفاخرة والوعود التي يسوقونها لهم، فإن تصاعد السخط الشعبي في أوساط القبائل وتنامي الوعي الشعبي بالأطماع السعودية في محافظة مأرب خفضا فرص القوات الغازية في إيجاد حاضنة قبلية تمكنها من تأمين ظهرها اذا قررت التقدم إلى محافظة الجوف أو صرواح التي تواجه على أطرافها ضربات قوية من قبل الجيش اليمني و«اللجان الشعبية». كذلك، فإن الجرائم السعودية بحق المدنيين واستهداف مقدرات اليمن وبنيته التحتية والفشل في إيجاد نموذج للأمن والإستقرار في المحافظات التي تخضع للاحتلال السعودي والمرتزقة والانتشار المخيف لعناصر «القاعدة» و«داعش»، أضافت أبعاداً أخرى كشفت حقيقة المشروع السعودي التدميري في اليمن، الذي يسعى إلى تقوية المليشيات المسلحة والتنظيمات الإرهابية على حساب الجيش والأمن، وتبخرت معها الوعود السعودية للبسطاء من أبناء القبائل. وعلى الرغم من الرفض الكبير لوجود القوات الأجنبية في بعض مناطق محافظة مأرب، التي قوبلت بمواجهات شرسة تكبدت خلالها القوات الغازية خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد وفشلت في تحقيق أي تقدم، فإن إنحسار النفوذ السعودي في مناطق القبائل التي كانت مؤيدة للعدوان السعودي ينذر بخسارة سعودية كبيرة في مأرب، لا يتجلى فقط في فشلها بتحقيق تقدم عسكري يعزز من معنويات قواتها والمرتزقة بل يفقدها نفوذها في محافظة مأرب ويجهض مشروعها الإستعماري في اليمن. وأكد مصدر عسكري في قيادة المنطقة العسكرية الثالثة في مأرب، أن انحسار التأييد للعدوان في أوساط القبائل أسهم في قلب موازين المعركة لمصلحة الجيش و«اللجان الشعبية» والشعب، مشدداً على أن إسناد القبائل للجيش و«اللجان» كان عاملاً مهماً في إفشال مخططات العدوان السعودي للسيطرة على المحافظة. وكشف المصدر في تصريح لـ«الأخبار» عن وجود تنسيق مستمر مع أبناء القبائل لتأمين مناطقهم من خطر المليشيات المسلحة والتنظيمات الإرهابية والحفاظ على الأمن والإستقرار، داعياً كافة المغرر بهم من أبناء المحافظة إلى العودة لرشدهم ووقف التعامل مع القوات الغازية. وكانت كبرى قبائل محافظة مأرب «قب» قد عقدت إجتماعات موسعة ولقاءات قبلية مستمرة لتدارس التوغل السعودي في بعض مناطق المحافظة وسبل محاربته. ووقعت القبائل وثيقة الشرف القبلية لترسيخ المبادئ الوطنية التي تجرّم التعاون مع العدو السعودي أو مساندته وتصف كل من يتعاون معه بـ«العيب الأسود». مسؤول مجلس التلاحم القبلي في محافظة مأرب، الشيخ حمد بن راكان الشريف، أكد وجود تواصل وتنسيق مستمر مع مختلف القبائل والمشايخ في محافظة مأرب لمواجهة العدوان السعودي، مرحباً بكل القبائل المنضمة إلى «قافلة الوطن التي تراجعت عن مواقفها في تأييد العدوان». وأضاف الشريف في تصريح لـ«الأخبار» أن القبائل «منفتحة على جميع إخوتها من أبناء القبائل المغرر بهم، ومستعدة للتنسيق معهم ضد العدوان»، كاشفاً «عن إجتماعات قبلية موسعة ستعقد لكافة القبائل المأربية لتأييد الخيارات الإستراتيجية لردع العدوان السعودي والوقوف إلى جانب الجيش و«اللجان الشعبية» ورفد الجبهات بالمقاتلين حتى تطهير كامل التراب اليمني من دنس الغزاة والمحتلين». إلى ذلك، عقدت قبائل «القراميش» في مديرية حريب التابعة لمحافظة مأرب إجتماعاً قبلياً موسعاً أعلنت فيه تأييدها لإنطلاق المرحلة الأولى من الخيارات الإستراتيجية لردع العدوان السعودي. وأكد بيان صادر عن الإجتماع «الجاهزية الكاملة لمواجهة العدوان السعودي وأدواته المحلية ورفد الجبهات بالمقاتلين»، داعياً كافة قبائل اليمن إلى «النفير العام لمواجهة العدوان والكفاح المسلح والوقوف إلى جانب الجيش و«اللجان الشعبية» حتى تطهير كامل تراب الوطن من دنس المحتلين». ونددت قبائل «حريب» بجرائم العدوان السعودي بحق الشعب اليمني، مستنكرة جرائم «داعش» الدموية التي كان آخرها جريمة إعدام الأسرى من أبناء الجيش و«اللجان الشعبية».

  • أكد الجيش التنسيق المستمر مع أبناء القبائل لتأمين مناطقهم من خطر المسلحين والتنظيمات التكفيرية

    أكد الجيش التنسيق المستمر مع أبناء القبائل لتأمين مناطقهم من خطر المسلحين والتنظيمات التكفيرية (أ ف ب )

0 تعليق

التعليقات