لا تحول الأوضاع الاقتصادية والمعيشية القاتمة دون طموحات بعض اللبنانيين للعيش برفاهية... طبعاً لمن كانت ظروفهم تسمح بذلك. في أقل من 48 ساعة، شهدت بيروت اطلاق أربع سيارات فارهة (غالية الثمن)، هي: لامبورغيني "Lamborghoni Huracan Spyder LP610-4" التي يبلغ سعرها حوالى 450 ألف دولار، وهي أول سيارات هاراكان مكشوفة، كما تم إطلاق سيارة Lamborghini Huracan LP580-2 التي يبلغ سعرها حوالى 370 ألف دولار. كما أطلقت بورشه سيارتين جديدتين للعام 2016 اللتين تزخران بمحرك توربيني هما "911 كاريرا" الكوبيه والمكشوفة التي يبدأ سعرها بـ 155 ألف دولار تقريباً و"911 تارغا" رباعية الدفع. يأتي هذان الإعلانان فيما اللبنانيون يرزحون تحت أزمة اقتصادية ومالية أثرت على قطاع السيارات عموماً بشكل كبير. وقد بدا ذلك واضحاً من خلال أرقام جمعية مستوردي السيارات في لبنان التي بيّنت تراجعاً في مبيعات السيارات الجديدة خلال كانون الثاني 2016، لتعود وترتفع بنسبة بسيطة في شباط وآذار الماضيين.
ارتفعت مبيعات لامبورغيني 250% وبورشه 12%

تعبّر سيارتا بورشه ولامبورغيني عن القدرة الشرائية للأثرياء باعتبارها الفئة الأعلى دخلاً والوحيدة القادرة على شراء سيارات كهذه، وقد ارتفعت مبيعات لامبورغيني من سيارتين في عام 2014 الى سبع سيارات في عام 2015 أي ما نسبته 250%. وباعت بورشه في العام المنصرم 318 سيارة بدلاً من 296 سيارة في عام 2014. ويتوقع الخبراء أن تسجل الشركتان نسب مبيعات أعلى خلال العام الجاري.
من هنا، فإن المقارنة بين مبيعات السيارات والطبقات الاجتماعية بات أمراً ممكناً، خصوصاً أن نسبة السيارات الفخمة توازي 2.4% من مجموع المبيعات، وهذا الأمر يدلّ على زيادة الهوّة بين الطبقة الثرية والطبقة المتوسطة التي تعاني من تراجع قدرتها الشرائية أكثر فأكثر.
وفيما تشير التوقعات الى أن سوق مبيعات سوق السيارات الجديدة في لبنان ستشهد مزيداً من التراجع في الأشهر المقبلة، إذا استمر الانكماش المسيطر على معظم القطاعات الاقتصادية، يؤكد عدد من الخبراء في سوق السيارات أن التراجع في مبيعات سيارات الركاب الجديدة يعود إلى الظروف الاقتصادية والسياسية والأمنية الصعبة التي يشهدها لبنان، وهذا ما يفسر أن 90% من السيارات الجديدة المسجلة هي من الحجم الصغير ذات الأسعار المنخفضة التي لا تتخطى الـ 15 ألف دولار. ورغم ذلك تراجعت مبيعات هذه السيارات، في المقابل يبدو أن الأوضاع والأزمات عينها لا تمنع الأثرياء من مواصلة نمط استهلاكهم المعهود. وفي هذا الصدد، فإن الإحصاءات الصادرة عن جمعية مستوردي السيارات الجديدة تشير إلى نموّ هائل في مبيعات السيارات الفاخرة والأغلى ثمناً.
(الأخبار)