لم تتمكن كل الأحداث السياسية والأمنية من تقليص الطلب على الواجهة البحرية لمدينة بيروت التي شهدت نشاطاً لافتاً في السنوات الأخيرة، ولا سيما في القسم الجنوبي منها، حيث يقام مشروع «إيدن روك». هذا المشروع خضع لمعايير كيفية في التعاطي معه، وخصوصاً من البلدية. فعلى الرغم من أن وزير السياحة ميشال فرعون افتتح المشروع في 18 تشرين الأول 2014، إلا أن الشركة الملتزمة لم تتمكن من بدء تنفيذ المخططات المعروضة على الزبائن، التي على أساسها حجز بعضهم مساحات مناسبة من الشاليهات. والسبب مماطلة مركز القرار لدى بلدية بيروت، ما أدّى إلى تأخير صدور الرخصة، من دون أي مبررات مناسبة، وفق أعضاء في البلدية.ويأتي هذا الأمر رغم أن مشروع شاليهات «إيدن روك» المنوي إنشاؤه على العقار 2389 حاز موافقة المجلس الأعلى للتنظيم المدني بقرار رقمه 61208 صادر عن الجلسة المنعقدة بتاريخ 7 نيسان 2014. الموافقة تشمل أيضاً إنشاء فندق على العقار 3687 وإنشاء ممرّ بين العقارين المذكورين. ويسمح الترخيص بإنشاء طبقتين من البناء السفلي المخصصين للمواقف والخدمات، بالإضافة إلى بناءين متلاصقين من طبقتين و6 طبقات علوية شاليهات بارتفاع إجمالي 24.55 متراً.
في 4 أيلول 2014، قدّمت الشركة العقارية والسياحية «إيدن روك»، طلباً إلى نقابة المهندسين للقيام بأعمال البناء على العقار 3689. سجّل الطلب تحت الرقم 8108، ويظهر الإيصال تسديد كافة الرسوم المستحقة على البناء. كذلك قدمت الشركة في 13 تشرين الأول 2014 طلباً إلى نقابة المهندسين القيام بأعمال تدعيم للعقار 3689، وسُجّل الطلب تحت الرقم 9732.
افتتح وزير السياحة المشروع في 18 تشرين الأول 2014

الخطوة التي تلت تتصل مباشرة ببلدية بيروت. ففي 16 أيلول 2014، سجّلت الشركة طلب الرخصة في دائرة المباني ــــ مصلحة الهندسة وحصلت على إفادة رخصة قيد الدرس تحت الرقم 51/2014.
هذه الحركة السريعة، قابلتها بلدية بيروت ببطء وتكاسل، إذ لم تصل الرخصة إلى مجلس البلدية إلا بعد وقت طويل، وتحديداً في 16/12/2015، ولم تصدر موافقة المجلس البلدي إلا في 10 آذار 2016. ويقول المطلعون على الملف إن كل هذا التأخير كان من دون أي مبرّر، بل كان مماطلة بيروقراطية لها أهداف واضحة.
على أي حال، صدر القرار 126 عن بلدية بيروت بعنوان «الموافقة على الترخيص بإنشاء مؤسسة سياحية (شاليهات) في البناء القائم على العقار 3689 المصيطبة، جادة الرئيس رفيق الحريري». ويسرد القرار ما حصل بالنسبة إلى هذا العقار، مشيراً إلى أنه «بناءً على إيداع محافظ مدينة بيروت عدد 23996 تاريخ 16/12/2015 الملف المتعلق بطلب الشركة العقارية والسياحية «إيدن روك ش.م.ل» الترخيص لها بإنشاء مؤسسة سياحية شاليهات، على العقار 3689 مصيطبة، والعقار 3687 واللذين يشكلان وحدة عقارية، مع إحالة مدير مصلحة الهندسة تاريخ 16/12/2015 المتضمنة طلب بيان رأي المجلس البلدي سنداً للمادة 51 من قانون البلديات، ومع إحالة مصلحة المؤسسات المصنّفة عدد 1855 تاريخ 8/12/2015، بأنه لا مانع من الموافقة على الطلب لجهة السلامة العامة وفقاً لتقرير الدائرة المختصة، وحيث يرى المجلس البلدي بعد الاطلاع على موقع العقارين المذكورين أعلاه، الكائنين على جادة الرئيس الشهيد رفيق الحريري منطقة المصيطبة، وبعد الاطلاع على موافقة وزارة السياحة على المرحلة الأولى بتاريخ 16/11/2012، وعلى موافقة وزارة البيئة من الناحية البيئية وفقاً للشروط المحدّدة في إحالة الوزارة المذكورة تاريخ 6/12/2013 تاريخ 3905/ب/2013، وبعد المداولة، يقرر الموافقة على الترخيص بإنشاء مؤسسة سياحية (شاليهات) في البناء القائم على العقار رقم 3689 المصيطبة». وبذلك، يصبح المشروع جاهزاً لبدء التنفيذ حالما يوقّع المحافظ زياد شبيب قرارات مباشرة العمل.
تجدر الإشارة إلى أن مشروع «إيدن روك» تنفذه شركة «عاشور هولدنغ» التي يرأس مجلس إدارتها وسام عاشور، علماً بأن المشروع يشمل 110 شاليهات بمساحات تراوح بين 65 متراً مربعاً و135 متراً مربعاً. الشاليهات كافة مطلّة على البحر، وهي تستفيد من مواقف سيارات وشاطئ رمل يمتدّ على 220 متراً. أما بالنسبة إلى الفندق، فلا يزال المشروع عالقاً في وزارة الأشغال العامة من دون أن تتضح الأسباب.
(الأخبار)