تغير المشهد الذي كان سائداً طوال السنوات الماضية حول ما كان يعرف بالعصر الذهبي للطيران الخاص في لبنان، بحيث كان يؤلف نحو 20% من حركة الطيران في منطقة الشرق الأوسط بمجملها بما أن الكثير من الشخصيات العربية الوافدة الى لبنان كانت تأتي على متن طائرات خاصة.
اليوم تدهور حال هذا القطاع بشكل مخيف فمساهمته لم تعد تتخط الـ5%، كما وان السائح الخليجي الذي كان يشكل حوالى 40% من حركة الطيران الخاص لم يعد اليوم يشكل الا 4 الى 7% فقط.
وفي هذا الإطار، علمت «الاخبار» أن كلاً من الوزير السابق نقولا فتوش، ووزير الدفاع الوطني الحالي سمير مقبل، ورجل الأعمال طلال وهاب قد عرضوا طائراتهم الخاصة للبيع، من دون معرفة ما اذا كانت هناك أسباب مباشرة وراء هذه الخطوة. بالنسبة الى بعض الخبراء في هذا المجال، يعود السبب في ذلك الى الأزمات الاقتصادية والسياسية التي أدت الى تأزم وضع القطاع رغم أنه خاص بأصحاب الملايين، ولم يعد بالتالي يعتبر مصدراً للربح كما كان معهوداً، بحيث كانت شركات الطيران الخاص تتقاضى ما لا يقل عن 3000 دولار عن كل ساعة تحليق، وكانت تصل القيمة أحياناً الى 15000 دولار، بحسب نوع الطائرة ونوعية الخدمات التي تُقدم.
من جهة أخرى، ذكرت مصادر مطلعة ان رجل الأعمال اللبناني قاسم حجيج أقدم على بيع طائرته الخاصة منذ فترة وجيزة، كما أن ورئيس مجلس الوزراء السابق نجيب ميقاتي قد باع واحدة من الطائرات الثلاث التي يمتلكها منذ بضعة أشهر، من دون أن تعرف الاسباب وراء ذلك.
اليوم، مع المآزق المتنوعة التي يرزح تحت وطأتها الطيران الخاص في لبنان، بات المطار شبه خال من تلك الطائرات. الوضع الاقتصادي يذهب باتجاه الأسوأ، فنسبة البطالة تخطت الـ20% وخط الفقر بات يلامس الـ35% بحسب آخر الاحصاءات. كل ذلك من شأنه أن يؤثر في القطاعات الاقتصادية كافة، كما على الكماليات أيضاً، لكن هل يعني ذلك اندثار قطاع اصحاب المليارات في المستقبل؟
(الأخبار)