قبل ثلاث سنوات إنطلق العمل في مخبز Bread Basket، في مدينة كانت حرارة الإشتباكات فيها كفيلة بإحراق طموح أي شخص. في خضمّ أجواء طرابلس الملتهبة، قررت سميّة مرعي أن تشعل فرنها وتنطلق في رحلة غير مضمونة النتائج، لا بل مرعبة لأي شخص عاقل، وهذا ما يفسر قولها، مازحةً، إن ما دفعها الى ترك كندا هو «حتماً الجنون».
قضت مرعي حياتها متنقلة بين الولايات المتحدة وألمانيا وكندا التي استقرت فيها أواخر 2007. ومع أنها درست الشؤون الإجتماعية والثقافية ومن ثم إدارة الاعمال، إلا أنها لطالما كانت شغوفة بالطعام الصحي الذي استهواها منذ الصغر.
وعلى رغم أن المأكولات الصحية ليست من إختصاصها، لم يحل ذلك بينها وبين تحقيق حلمها، فتخلّت عما تعبت سنوات في تحصيله في الجامعة، وقررت العمل في مخابز وشركات متخصصة في الأكل الصحي في كندا لتكتسب خبرتها مباشرة من الميدان.

سيارة وبداية طريق

بعد أن وجدت نفسها أمام مفترق طرق في حياتها: البقاء في كندا ونسيان لبنان، أو العودة بخبرتها الى مجتمع يفتقد الى حد ما الى ثقافة الاكل الصحي، قررت توضيب حقائبها والعودة بدعم مادي من والدها، المشجع الأساسي لها على خوض هذه التجربة، إضافة الى مجموعة من الشركاء وقفوا الى جانبها.
متسلحةً بالأمل، وبرغبة في النجاح وتحدي العوائق الأمنية والاقتصادية والثقافية بعد سنوات من الغربة، بدأت مرعي بتسويق عملها بنفسها. سيارتها ومنتجاتها شكّلا أساس حملتها التسويقية. لا راديو ولا تلفزيون ولا صحف أو مواقع تواصل إجتماعي. قادت سيارتها وراحت تتنقل من منطقة الى أخرى، وجلّها مناطق لا تعرفها، تعرض بضاعتها على الشركات ومحلات السوبرماركت والمطاعم والمؤسسات، حتى بات لديها 120 نقطة بيع. وبعدها بدأت بالتسويق لمنتجاتها «أونلاين»، عبر موقع www.breadbasketsquare.com، حتى بدأت منذ شهر بتصدير منتجاتها الى أربيل ودبي.

يقدر أن يصل رقم مبيعات Bread Basket في 2016 الى نحو 750 ألف دولار


بمساعدة 4 شبان، تدير مرعي مخبزها الصحي حيث تنتج المأكولات والمخبوزات المصنوعة من مواد عضوية، صحية، عالية الجودة وخالية من أي مواد كيماوية. ولتسريع العمل ومواكبة الطلبات المتزايدة، لجأت الى «كفالات» التي أمّنت لها قرضا ساعدها على شراء آلة حديثة تمكّنها، خلال يومين، من انتاج ما كانت تنتجه في أسبوع من العمل اليدوي، ما منحها المزيد من الوقت لتوزيع منتجاتها.
وعلى رغم أنها لا تزال تؤسس نفسها، وتقوم منذ ثلاث سنوات بضخ الأموال لتحسين المخبز وتطويره وتفعيل إنتاجيته، تتوقع مرعي أن تبدأ بتحقيق الارباح مع بداية 2016. وهي تبيع شهرياً منتجات بقيمة تصل الى حوالي 26 ألف دولار، وتقدر أن يصل رقم مبيعاتها السنوي في 2016 الى ما بين نصف مليون و750 ألف دولار مع ربح صاف يقدر بـ 40 ألف دولار بعد تسديد الديون.
وتطمح Bread Basket الى التوسع في لبنان وترسيخ إسمها والوصول الى مؤسسات ومحلات سوبرماركت أكبر وأضخم، إضافة الى بحثها عن شركة توزيع تتولى عنها هذه المهمة الشاقة.
آمنت سميّة مرعي بلبنان وبمدينتها في أحلك الظروف، وأثبتت أن من يملك العزيمة والإرادة والكفاءة قادر على مواجهة الصعاب والنجاح وتحويل الأحلام الى حقائق ومؤسسات ناجحة تدر الأرباح في وقت قياسي.