"شارع الحمرا" واحد من اكثر الشوارع اللبنانية النابضة بالحياة في العاصمة، وليس صدفة ان يسمى "شانزيليزيه بيروت"، كونه يعجّ بالمحلات التجارية والفنادق والمقاهي والمؤسسات الاقتصادية والثقافية. وعلى رغم القيمة التاريخية والاجتماعية لهذا الشارع، يعاني اليوم بسبب الاوضاع الراهنة التي أثرت على المستهلك اللبناني وعلى الحركة السياحية والتجارية والاقتصادية.

صحيح ان الحركة في الاسواق في موسم الاعياد هذا العام متفاوتة بين المناطق اللبنانية، غير ان زحمة العيد المعهودة لم تبدأ بعد في الحمرا كما كان مرجواً. نحن اليوم في منتصف كانون الاول، ولا تزال الحركة خجولة مقارنة بالسنوات الفائتة. وربما يعود السبب الى أن الحمرا تتكل اكثر على حركة السياح الذين افتقدتهم هذا العام.
رئيس جمعية تجار الحمرا زهير عيتاني يؤكّد لـ "الأخبار" ان "حركة الاسواق في الحمرا لا تزال افضل من غيرها في المناطق الاخرى، لأن هذا الشارع شارع سياحي ومصنف من وزارة السياحة. ولكن، مقارنة مع السنوات السابقة، نلاحظ تراجعاً في نسبة المبيعات بحوالي 10%. الحركة التجارية ضعيفة هذه السنة. الاوضاع الامنية وعدم الاستقرار أديا الى انخفاض القدرة الشرائية لدى اللبنانيين وخاصة الطبقة الوسطى، وبالتالي الى الجمود الاقتصادي بما ان هذه الطبقة هي العامل الاساسي لتحريك الاقتصاد".
ويضيف الى ذلك "عدم مجيء السياح العرب والاجانب اضافة الى المغتربين الذين اعتادوا ان يزوروا لبنان في هذه الفترة من السنة ما انعكس سلبا على الحركة في الحمرا كما في كل المناطق اللبنانية". ومع ذلك يأمل عيتاني "في ان يتحسن الوضع الاسبوع المقبل كلما اقتربنا اكثر من عيدي الميلاد ورأس السنة، ونتوقع ان تنشط حركة السوق وتتحسن قليلا، علما ان التذمر موجود في كل المناطق التي شهدت اسواقها تحسنا ولكنه يبقى دون المستوى المطلوب".
تضمّ الحمرا العديد من الفنادق والمطاعم والمقاهي والمحلات، وتعتبر شرياناً اساسياً لبيروت ولجذب للسياح بحكم موقعها الجغرافي القائم في راس بيروت وقيمتها التاريخية، ومن المفترض ان تكون الحركة فيها اكثر نشاطا. ربما نحن بحاجة الى معجزة تنقذ ليس فقط شارع الحمرا، بل لبنان من العوائق الاقتصادية لتعود للتجارة ايام العز...