لطالما شكل موسم الاعياد، خصوصاً عيدي الميلاد ورأس السنة، فرصة "ذهبية" ينتظرها الكثيرون لتحريك الحركة التجارية في الأسواق. ولطالما ارتبطت الدورة الاقتصادية وحركة الاسواق بالاوضاع السياسية والامنية. لكن يبدو أن هذه السنة ليست كسابقاتها على صعيد الحركة التجارية المرجوة. فرغم أنها بدأت تنشط في الايام القليلة الماضية، إلا أنها لم تصل بعد الى المستوى المطلوب، أو حتى مستوى المقارنة بالحركة المحققة العام الماضي. وهو أمر بات يقلق التجار على ما يبدو.

في هذا الاطار، يكشف رئيس جمعية تجار الاشرفية طوني عيد في حديث لـ "الأخبار" "ان وضع الاسواق تحسّن نوعاً ما بداية كانون الأول الجاري، مع اقتراب موسم الاعياد، غير ان هذا التحسن كان "بنسبة ضئيلة نظراً الى رداءة الأوضاع العامة في الاشهر التي سبقت، خصوصاً الشهر الماضي إذ كان الوضع مزرياً".
لكن يبقى الامل موجوداً في ان يتحسن وضع الاسواق التجارية في الاسابيع القليلة المقبلة بشكل أفضل.
ويتابع: "اذا ما قارنا حال السوق هذه السنة مع الاسبوع الاول من كانون الاول في العام المنصرم، والسنوات السابقة، نلاحظ تراجعاً ملحوظاً، سببه الوضع الامني السائد والمشاكل السياسية التي يتخبط بها لبنان، اضافة الى الازمة المالية والاقتصادية والتي تتفاقم يوماً بعد يوم".
واعتبر عيد: "ان الطبقة الوسطى التي تعتبر عاملاً أساسياً ومهماً لتفعيل الحركة التجارية تأثرت سلباً بالأزمة الاقتصادية ولعلها اكثر المتضررين، خصوصاً على صعيد القدرة الشرائية. إذ باتت تحسب جيداً مصاريفها وتستغني عن كل ما تعتبره غير ضروري. وهذا ينعكس سلباً على الحركة التجارية".
لعل ابرز المشاكل التي يعاني منها القطاع التجاري حالياً هو عدم الاستقرار الامني والسياسي الذي يحول دون مجيء السياح والمغتربين إلى البلد، اضافة الى التخوف من انفجار الاوضاع في منطقتي البقاع والشمال...
لكن الامل يبقى صفة ملازمة للقطاع الخاص اللبناني، ويقول عيد: "نأمل ان يستقر الوضع وتعود الحركة الى ما كانت عليه، فلطالما مرّ لبنان بأزمات اقتصادية غير انه يعرف كيف يتخطاها".