37% يحملون هاتفاً ذكياً
تشكّل الهواتف الذكية في لبنان ما نسبته 37% من إجمالي عدد الهواتف النقالة في السوق المحلية، فيما شهد العدد الإجمالي لاشتراكات الاتصالات المتنقلة نمواً سنوياً بنسبة 8% على المستوى العالمي خلال الربع الأول من عام 2013.

لقد أصبحت تكنولوجيا الهواتف الذكية، المنتشرة في كل مكان تقريباً، جزءاً من حياة كلا العالمين الناشئ والنامي. كما انّ 40% من نسبة اللبنانيين الذين يمتلكون هاتفاً ذكياً هم من الفئة التي يبلغ دخلها السنوي أقل من 10000 دولار، علماً أن أسعار هذه الهواتف تتراوح في السوق بين 150 و900 دولار. لقد حقق الاختراع الرقمي نجاحات لافتة في مجال الإنترنت، إذ بات الناس يستخدمون التقنية الذكية لمجموعة متنوعة من الأغراض، إما بهدف التراسل النصي أو التقاط الصور التي تحظى بشعبية خاصة لدى الشباب، في حين أن هناك أعداداً قليلة تستخدم هواتفها للحصول على معلومات السوق والتجارة، اضافة الى الأحداث السياسية أو المعلومات الصحية. وفي العديد من بلدان العالم حتى الأفريقية منها مثل كينيا وأوغندا تستعمل هذه التكنولوجيا الذكية لإجراء المدفوعات وتبادل الخدمات المالية.

20% يتواصلون يومياً

في الاتجاه نفسه، يتوقع باحثون في إحدى الشركات الاستشارية (Boston Consulting Group)، أن يصل عدد مستخدمي الإنترنت حول العالم حتى عام 2018 إلى 3 مليارات شخص.
تحتل بريطانيا المركز الأول بين اقتصادات الدول الكبرى على صعيد نسبة مساهمة اقتصاد الإنترنت في مجمل الاقتصاد العام، ذلك بمقدار 8,3 في المئة من الناتج القومي، وهو ما يعادل 121 مليار جنيه إسترليني سنويّاً. وبحسب استطلاع مركز أميركي "بيو ريسرش" الذي شمل 24 دولة، تبيّن أن 20 في المئة من سكان مثل لبنان وروسيا والأرجنتين، يستخدمون الإنترنت على أساس يومي، للمشاركة في مواقع مثل فايسبوك وتويتر، ويلي ذلك الاهتمام بالمواقع السياسية والدينية والثقافة الشعبية. أما من بين النتائج الرئيسية للاستطلاع مركز بيو للأبحاث التي أجريت على 24263 شخصاً في 24 دولة ناشئة أو نامية، حيث وجدت الدراسة أن النصف على الأقل من مجموع العيّنة تتراوح أعمارهم بين 18 و29 سنة يستعملون هواتفهم الذكية للأغراض المذكورة.

3 من 10

يرتبط استخدام الانترنت أيضاً بالدخل القومي، وتميل الدول الغنية الى الاستحواذ على الحصة الكبرى من نسبة مستخدمي الإنترنت. وعلى الرغم من أن التملك للتكنولوجيا الذكية شائعاً في البلدان التي يكون فيها نصيب الفرد من الدخل مرتفع، إلا أننا نجد أن هناك نحو ثلاثة من كل عشرة لبنانيين يمتلكون هواتف ذكية، علماً أن الهواتف المحمولة التقليدية لا تزال تفوق عدد الهواتف الذكية. من الواضح أيضاً، ان هذه التكنولوجيا الحديثة أثبتت أنها قادرة على أن تكتسب موطئ قدم في الدول النامية، فقد أشارت البيانات الإحصائية لمركز بيو الى أن معدل ملكية الهاتف الذكي ارتفعت في العقد الماضي في معظم دول العالم. وانتقل 23% من سكان المتوسط من تقنية الهاتف المنزلي أو السلكي الى التقنية الرقمية.

78 % للدردشة

تبقى معدلات استخدام الإنترنت أعلى في أوساط الشباب، فقد أشارت الدراسة إلى أن هناك فجوة عمرية لناحية ملكية الهاتف الذكي، أي أن هناك 62% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18-29 سنة في لبنان يمتلكون هواتف ذكية. وتبيّن الدراسة التي أجري فيها المسح الإحصائي في 24 بلداً،
في لبنان تشكّل الهواتف الذكية ما نسبته 37% من إجمالي عدد الهواتف النقالة في السوق المحلية
أن هناك 78٪ من مستخدمي الهواتف النقالة يرسلون الرسائل النصية في الأولوية، ما يجعل النشاط الهاتفي في هذه البلدان أكثر شعبيةً. إضافة الى تقنية التقاط الصور والفيديو، إذ إن هناك 54٪ يعتبرون أنهم يفعلون ذلك بانتظام. على سبيل المثال، فإن هناك أربعة من بين كل عشرة أصحاب هواتف ذكية في لبنان يقولون الشيء نفسه. ومع ذلك، نجد أن هناك 15% منهم يحصلون على أنشطة أقل شعبية كالأنشطة السياسية والاستهلاكية مثل مواقع الأخبار أو بيع وشراء المنتجات، ويُعزى هذا النجاح اللبناني إلى عوامل عدة، منها توفر بنية تحتية متطورة لاستخدام الإنترنت، سواء لقطاع الاتصالات، أو للمستهلكين في منازلهم، إضافة إلى ضخ استثمارات مالية في قطاع الاتصالات، واتباع سياسات محفزة للبحوث والتطوير في مجالات التقنيات الرقمية في الجامعات اللبنانية، وإن كان الاستثمار في دعم ما يعرف بالتعليم الرقمي، والهادف إلى بناء المهارات الضرورية بين فئات المجتمع المختلفة لاستخدام الإنترنت، سواء كوسيلة لتنفيذ الأعمال، أو لشراء الاحتياجات، أو قضاء المتطلبات الحياتية اليومية، يعتبر السبب الأهم خلف هذا النجاح.

سياسة ودين

كما أشرنا يرتبط استخدام الإنترنت بشدة مع مستوى الدخل. وعلى العموم، فإن البلدان التي يكون فيها الناتج المحلي الإجمالي أعلى للفرد، هي البلدان التي تحتل النسبة العليا من مستخدمي الإنترنت، عدا دولاً مثل باكستان وأوغندا وكينيا والأردن ومصر وبوليفيا.
فنجد 38٪ من سكان بلاد المتوسط باتوا مرتبطين بالشبكة الاجتماعية بهدف تبادل وجهات النظر حول مواضيع سياسية أو اتصال بالأصدقاء أو تبادل الأغاني الموسيقية أو مشاهد الفيديو.
ففي لبنان، هناك 72٪ من الناشطين الشبكيين الاجتماعيين يعتبرون أنهم يتبادلون وجهات النظر حول المواضيع السياسة والدينية. بالنسبة للكثير من الناشطين على الشبكة العنكبوتية، في العالمين الناشئ والنامي، يكون الحوار على المواقع الاجتماعية سياسياً على أن يؤدي إلى التعرف إلى آراء مختلفة لأشخاص مجهولين أو معروفين.
وبحسب دراسة المركز الأميركي "بيو سيرش"، هناك 50% من تسع دول مثل الصين والأردن وتركيا ودول أفريقية وبعض دول أميركا اللاتنينة، يتعرف الناشطون الشبكيون إلى المعتقدات السياسية لشخص ما، كانت مختلفة آراؤه معهم، وذلك عبر مواقع مثل فايسبوك وتويتر.