مستحيل ان تمرّ من امامك من دون ان تلاحظ وجودها. سيارة بورشه 911 هي من السيارات القلائل في العالم التي تأسرك بغض النظر عن تاريخ موديلها. هذه السيارة الفاتنة التي يهوى قيادتها كل شخصٍ جلس ولو لمرةٍ في حياته خلف المقود، لها جمالها الخاص في كل طرازٍ خرج من مصنعها في شتوتغارت الالمانية.
بورشه 911، تبدو محببة في حال كان طرازها يعود الى نصف قرن او اكثر، فهي في نهاية المطاف الطراز الانجح من بورشه. والاكيد ان محبي هذا الطراز فعلاً يعشقون اقتناء احدى السيارات القديمة من بورشه 911 بنفس الرغبة التي تعتريهم لشراء الموديل الاجدد.
ببساطة بورشه 911 هي نقطة التقاء بين الاجيال المختلفة التي تهوى هذا النوع من السيارات، وشعبيتها تتزايد تباعاً مع كل موديل يطرحه المصنّع الالماني العملاق في الاسواق العالمية.
وبغض النظر عن لون بورشه 911 فهي ساحرة بكل ما للكلمة من معنى، وهي التي اتخذت هذا الاسم بالصدفة بعدما سُميّت مطلع عام 1953 «Type 901»، قبل ان تعترض شركة بيجو الفرنسية على الاسم الذي اعتبرته يخصّها، فاستُبدل الرقم صفر بالرقم واحد عام 1964، لتنطلق بعدها مسيرة «الاسطورة» التي لم تتوقف حتى الآن.
قوة محرك بورشه وانسيابيتها تسير في تطورّ مضطرد منذ السبعينيات عندما قررت الشركة الالمانية التي أسسها النمسوي فرديناند بورشه وتابع مشوارها نجله فيري، حيث قدّمت محركاً بسعة 2.2 ليتر، لتصل بعدها السرعة مع اضافة المزيد من التطويرات الى قوة 142 حصاناً زادت إلى 175 في السيارة «911E» المزوّدة بحاقن وقود، والى 200 حصان في السيارة «911S». وفي عام 1973 قامت بورشه لأول مرة بإضافة اسم «Carrera» إلى سيارة بورشه 911 وقد تميّزت السيارة «RS Carrera» برفارف أكثر.
وفترة السبعينيات كانت سريعة على صعيد اعطاء هوية ثابتة لهذه السيارة فاختفت موديلات « 911T» و» 911E» عام 1974، وتمّ التركيز في الإنتاج على «Carrera RS» ذي محرك 2.7 ليتر، إضافة إلى تطوير تصميمها الخارجي ليصبح اكثر عصرية، وقد تمحور العمل حول الإطارات والاكسسوارات المرافقة من الخارج.
ومع الوصول الى الثمانينيات كشفت بورشه عن أول سيارة 911 بسقف مفتوح، وهو امر ضرب نوعاً آخر في الاسواق اي سيارة «Targa»، حيث تم التأكد بأنه حتى من داخل البيت الواحد لم يكن بامكان احد منافسة بورشه 911 على صعيد المبيعات والشعبية.
ومع تطوير سعة المحرك ليصل الى 3.2 ليتر بقوة 200 حصان، كانت انتفاضة اخرى مطلع التسعينيات بمحركات تولّد قوة 247 حصاناً، سرعان ما زادت عام 1991 الى 315 حصاناً، ووصلت إلى 355 حصاناً عام 1993، وذلك من دون اسقاط تطوير الشكل الخارجي. وفي منتصف التسعينيات وصل طراز التوربو الى قوة 400 حصان،ً.
ومنذ هذه الفترة لم يكن اي موديل آخر من بورشه قادراً على الاقتراب من 911 على صعيد المنافسة في الاسواق العالمية، اذ سجلت «Boxster» حضوراً خجولاً مقارنةً بقريبتها، ومثلها «Targa».
سيارة « 911 GT3» كانت رائعة الالفية الجديدة بمحركها سعة 3.6 ليتر الذي يولّد قوة 360 حصان، وقد رافقها طراز «911 Turbo» الذي وصلت قوته الى 415 حصاناً موزعين على كافة العجلات من خلال نظام قيادة رباعي الدفع.