ريادة وتميّزيوفر المركز جميع الخدمات الطبيّة وعلى أعلى مستوى، لكنه يتميّز، بحسب مديره الطبي الدكتور حازم بديع، في مجال «طب القلب وجراحاته، وخاصة أن المركز كان سبّاقاً في إجراء بعض العمليات المعقدة، مثل زراعة مضخة اصطناعية للمرضى الذين يعانون من ضعف شديد في عضلة القلب، كما وتبديل الصمام الأبهر من دون عملية. كذلك يتميّز المركز بجراحة العظم والعمود الفقري بالمنظار وجراحة العين، حيث يتمتع بقسم متطور للغاية في هذا المجال».
شكّل المركز علامةً فارقة، خاصة في منطقة الجنوب وصيدا ومحيطها، والتي كانت تفتقر إلى مستشفيات على مستوى عالٍ مقارنةً بالعاصمة، وهو ما جعله «مقصداً أساسياً لسكان هذه المنطقة كما وللإخوة الفلسطينيين، حيث أنه يستقبل سنوياً أكثر من 11 ألف شخص يدخلونه للعلاج، أكثر من نصفهم (7 آلاف شخص) يقصدونه لإجراء عمليات جراحية».

رعاية وجودة
تعدّ سلامة المرضى وراحتهم من أولويات المركز، وفي هذا الإطار يؤكد مدير قسم سلامة المرضى ومكافحة عدوى الأمراض الجرثومية الدكتور محمد إبراهيم أن «مركز لبيب الطبي يلتزم بتطبيق المعايير الدولية لحماية سلامة المرضى ويوفر بيئة عمل تدعم تطبيق هذه المعايير. بما أن مسؤولية سلامة المرضى تقع على عاتق كل من يعمل داخل المركز الطبي، ابتداءً من عامل التنظيفات مروراً بالممرضين والأطباء وصعوداً إلى الإدارة، فقد حرص المركز على سياسات وأنظمة تؤكد المحافظة على سلامة المريض خلال فترة إقامته وتمنع حدوث أي نوع من الأخطاء الطبية. وتشمل هذه السياسات والأنظمة: سياسات التعرف على المريض الصحيح والعملية الصحيحة في المكان الصحيح، وأنظمة الحد من انتشار عدوى المستشفيات، وأنظمة الصيدلة السَّريرية أو الصيدلة الإِكلينيكية Clinical pharmacy، وأنظمة التغذية السريرية، وأنظمة مكافحة الحريق إلخ... أضف إلى ذلك، فقد تم تشكيل العديد من اللجان المتخصصة في مركز لبيب الطبي، مثل لجنة الوفيات/المراضة التي تناقش أسباب حدوث الوفاة والتي تقوم بمراجعة الإجراءات العلاجية التي تتم للمرضى في جميع الأقسام بهدف التقليل من حدوث المضاعفات وتلافي أي تقصير قد يحدث والتحقق من الالتزام بالأساليب العلاجية السليمة».
في السياق عينه، تشدد مديرة قسم الجودة، ريما فرنسيس، على «التزام إدارة المركز والطاقم الطبي وجميع العاملين فيه بتطبيق سياسة الجودة الشاملة في الإنتاجية، وفي الخدمات الصحية طبقاً لمعايير الاعتماد اللبناني للمؤسسات الصحية ومعايير الـ ISO 9001 – 2015. كما تحرص الإدارة على أن يتم شرح هذه السياسة وفهمها، وان يتم تطبيقها وتطويرها في جميع أقسام المستشفى ووحداته. وتهدف هذه السياسة إلى: التركيز على العناية بالمريض، وتلبية حاجاته وتقديم أفضل الخدمات الصحيّة بكلفة مناسبة، واستقطاب أطباء وموظفين ذوي خبرات عالية من جميع الاختصاصات، والعمل على مراقبة كفاءات موظفي المستشفى وتطويرها، وتفعيل التعليم المستمر».
من أبرز إنجازات المركز إنشاء ملف المريض الإلكتروني، الذي كان سبّاقاً في تطبيقه في لبنان


وعن كيفية انعكاس تطبيق نظام إدارة الجودة على تجربة المريض الاستشفائية، تقول فرنسيس إن «مركز لبيب الطبي يحرص على تطوير نظام إدارة الجودة وعلى المراجعة والتقييم المستمرين للأهداف والمؤشرات في سبيل تحسين رحلة المريض الاستشفائية، وخلق تجربة تفوق توقعاته، وضمان استمرارية ترابط وسلامة العناية به. والتزامنا بهذه السياسة خلق ثقافة توفير وتطوير جودة الرعاية الصحية وسلامة المرضى التي أصبحت بمثابة مبدأ عام يوجه أساس التعاطي والتعامل مع المرضى، وبالتالي أصبح توفير الجودة العالية هو نتيجة تلقائية لما يؤمن به العاملون في المركز. فقد أصبح المريض في مركزنا يتلقى العلاج في بيئة مرحّبة ومريحة، وبطريقة محترمة تبعث على الاطمئنان، والاستماع إليه كشريك في الرعاية، وتزويده بالمعلومات المتاحة بسهولة، ما يتيح له اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن صحته».

العناية التمريضية
يشكل الفريق التمريضي إحدى ركائز مركز لبيب الطبي ودعائمه. ووفقاً لمديرة التمريض، جيما السيار، فإن «إدارة المركز والإدارة التمريضية تهدفان الى تعزيز دور الممرضين المشاركين في العناية والاهتمام بالمرضى بحيث يشعرون بتأثيرهم المباشر في خدمة المريض ورعايته، للوصول الى أفضل النتائج. وما يسمح بهذا التميز هو خلق روح من التعاون والعمل المشترك مع باقي أفراد الفريق الطبي والإداري، ما يتيح للممرضين أن يقدموا أفضل ما عندهم باندفاع وتفانٍ من أجل الوصول الى أهداف الخطة العلاجية. إن البيئة في مركز لبيب هي بيئة خالية من اللوم وتعتمد على تحسين الأداء عبر معالجة أسباب المشاكل. ولدينا تركيز عالٍ على تثقيف الممرضين وتحسين المهارات الأساسية وإضافة مهارات جديدة ومواكبة كل ما هو جديد في مجال التمريض، كما وخلق الظروف المؤاتية لتقديم افضل خدمة للمريض تتوافر عبر وجود نسبة عالية من الممرضين المجازين، ما يسمح لنا بتطبيق توصيات منظمة الصحة العالمية في ما يتعلق بتوزيع عدد الممرضين على المرضى، ما يساعدهم على تقديم عناية شاملة وآمنة وذات جودة عالية تعتمد على الشراكة مع المرضى ومرافقيهم».
ومن أبرز إنجازات المركز إنشاء ملف المريض الإلكتروني «الذي نُعتبر من السبّاقين في إنشائه وتطبيقه في لبنان. ومن فوائد هذا الملف، ارتفاع جودة الرعاية والحد من الأخطاء وتحسين سلامة المرضى من خلال تكامل الملف الطبي وتحسين التواصل بين أعضاء الفريق كافة، ومساعدة المرضى على إدارة أوضاعهم والمشاركة بشكل عام في رعايتهم الصحية، كما والمساهمة في زيادة كفاءة العاملين وإنتاجيتهم، وتوفير الوقت عن طريق سرعة الوصول إلى المعلومات الخاصة بالمريض. ومن فوائده غير المباشرة أيضاً، التقليل من استعمال الورق، ما يجعل من المركز صديقاً للبيئة».