مريم غانم، اختارت الطريق الصعب، وفضّلت أن تتبع حدسها وأن تستثمر في موهبتها على أن تعمل في اختصاص الهندسة المعمارية الذي درسته في الجامعة. لم يكن اختيارها لهذا الاختصاص مفروضاً عليها، لا بل اختارته عن اقتناع لكونه يتقاطع في الكثير من الأمور مع شغفها بالرسم والتصميم. إلا أن قلبها كان في مكان آخر، وكانت مقتنعة بأن بإمكانها النجاح في مجال التصميم الداخلي وتصميم القطع اليدوية والرسم.

موهبة مريم فطريّة، إلا أنها كانت مدركة أن الاتكال على الموهبة وحدها لا يكفي. فعملت على تثقيف نفسها وتطوير قدراتها وتعزيزها من خلال حضور ورش عمل وحصص تدريبية، كما والقراءة المكثفة ومشاهدة فيديوات تعليمية وتطبيقية على اليوتيوب. ثقتها بنفسها ورغبتها بتعريف الناس بما هي قادرة على إنجازه شجعتاها على المشاركة في معارض رسم مختلفة كان أولها عام 2012 في الأونيسكو. أما أول رسم غرافيتي أنجزته فكان عام 2014، حيث نزلت إلى الشارع من تلقاء نفسها واختارت المنطقة والموضوع الذي ترغب بالتعبير عنه وباشرت مهمتها.
توّجت مريم خطواتها بإطلاق «دار مريم» مطلع عام 2015 المتخصصة في تصميم قطع مصنوعة يدوياً للديكور والأكسسوار المنزلي، والتي تتميّز بالخط العربي، مستعينةً بقرض صغير من المصرف لتأمين السيولة التي تلزمها. وكانت كلما باعت قطعة من إنتاجها، تقوم على الفور بتسديد بعض من المبلغ المتوجب عليها للبنك. أما لجهة تسويق منتجاتها وعملها، فقد لجأت إلى مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة Facebook وInstagram وPinterest إضافة إلى المشاركة في المعارض والنشاطات التي كانت تقام، وهو ما أمّن لها قاعدة من الزبائن تتجدد باستمرار، حتى وصل بها الأمر إلى إنجاز مشروعين في كل من فرنسا وكندا.
دراستها في الجامعة وقراءاتها ومشاهداتها ساهمت في صقل موهبتها التي كانت أساس نجاحها!


تتكل مريم على نفسها، فهي من تدير صفحات الدار على مواقع التواصل الاجتماعي، كما تصمم كل القطع وتشرف بشكل مباشر على عمل النجار الذي تتعامل معه لإنجاز تصاميمها. وهي أيضاً تتعاون مع شركات ديليفري لإيصال المنتجات إلى الزبائن بما يوفر عليهم مشقة التنقل.
وتلخص مريم تجربتها بنصح الشباب الذين يرغبون في تحسين أوضاعهم الماليّة، باستثمار مواهبهم وعدم التردد والخوف من ملاحقة أحلامهم...