تُعَدّ المسؤولية الاجتماعيّة مفهوماً حديثاً في العالم ككل، وهو لا يزال في بداياته في لبنان. لكن في «إنتركونتيننتال بنك»، سبقت الممارسة المفهوم، وسبق التطبيقي النظري. روحية المسؤولية الاجتماعيّة موجودة بالفطرة في IBL، وهي قبل أن تكون طريقة تعاطٍ مع الغير، بدءاً من العملاء ووصولاً إلى المجتمع الأوسع، فإنها قناعةٌ راسخة لدى إدارة المصرف كما جميع موظفيه. العنوان العريض الذي يحدّد كيفية تعاطي IBL مع المسؤولية الاجتماعيّة وفهمه لها، هو رغبته في أن تكون مستدامة، فعّالة، منتجة، لا أن تكون مجرّد مساعدة أو تبرّع أو هبة أو نشاط دعائي وإعلاني تنتهي مفاعيله بمجرد انتهاء الحدث
هُويّة مصرف
يقول مدير الفروع والرقابة المالية في «بنك إنتركونتيننتال لبنان» كريم حبيب «إذا ما أردنا اختيار تاريخ يحدّد انطلاقة عمل المصرف في مجال المسؤولية الاجتماعيّة، فمن الأجدى في هذه الحالة انتقاء تاريخ تأسيس البنك». ليس في الأمر مبالغة بالنسبة إلى حبيب الذي يشدّد على أن «المصرف، منذ انطلاقته كان مؤمناً بأنه عنصر فاعل في المجتمع الذي ينتمي إليه، وبأنّ دوره يتعدّى بكثير الشؤون المصرفيّة والماليّة البحتة. فالمصرف ينمو كلّما نما المجتمع، ويزدهر مع ازدهار المواطنين وعملائه. لذلك، فاستثمارنا في الثقافة أو الرياضة أو النشاطات الإنسانية يعدّ قبل كل شيء ربحاً معنوياً، ثُم مادياً بالنسبة إلينا».
يشدّد حبيب على أن نجاح البنك في مجال المسؤولية الاجتماعيّة يعود إلى كونه «لم يشعر يوماً بأنّ هذه المسؤولية مهمّة خاصّة أو برنامج أو خطة يفترض تنفيذها، بل هي من صلب فلسفة وجوده، وهو ما يفسّر أحياناً كثيرة أنّ موظفينا يسبقون الإدارة في المبادرة والتطوّع في نشاطات مجتمعيّة أو القيام بإجراءات يكون لها أثر بيئي إيجابي». فعلى سبيل المثال، «الموظفون بقرار صادر عنهم، هم من بادروا واقترحوا على الإدارة أن تقوم بعملية تجميع الزجاجات والأكواب البلاستيك في الفروع، وحتى في المنازل، لتسليمها لمؤسسات مختصة بإعادة تدويرها. أضف إلى ذلك أنهم سبّاقون في المشاركة في نشاطات متعدّدة من تلقاء أنفسهم ومن دون أن يطلب منهم ذلك من الإدارة، وهو أمر لا نستغربه، لا لأنهم موظفون في IBL، بل لأنهم مواطنون قبل كل شيء، وما يصيب المجتمع يصيبهم، ومن هنا حرصهم على أن يكونوا فاعلين في تحسينه، لا أن يقفوا موقف المتفرّج الذي لا يُجيد إلا الشكوى. كذلك، إن فروعنا فروع مسؤولة اجتماعياً، صديقة للبيئة نشدّد فيها على فرز الأوراق والنفايات على أنواعها، واستخدام الطاقة الشمسية لتسخين المياه وتقنية LED الموفّرة لطاقة الإضاءة».

مبادرات متعدّدة
مطلع الألفية الجديدة أراد «بنك إنتركونتيننتال» أن يُظهر عمق التزامه القضايا الثقافية والفنيّة والإبداعيّة في لبنان، فاتخذ قراراً غير مألوف بتحويل مقرّه العام إلى متحف مفتوح مجاناً للجمهور، عرضت فيه أبرز منحوتات جبران خليل جبران ولوحاته. بهذه الخطوة، رفع البنك التحدّي أمام نفسه أولاً، فارضاً معايير عالية لا يمكنه التراجع عنها. هكذا كرّت سبحة المبادرات والنشاطات، وأبرزها رعايته المستمرة للعام التاسع على التوالي لمهرجانات بيبلوس الدولية التي تطورت طوال هذه المدة حتى باتت مقصداً عالمياً ومحطة سنوية ينتظرها عشاق الفن والموسيقى أينما وُجدوا، ودعمه لمهرجانات مناطقيّة مختلفة في العديد من المناطق.
البنك هو الراعي الرسمي لمهرجانات بيبلوس الدوليّة للعام التاسع على التوالي


وطنياً، لا يحتاج المصرف ـ بحسب مدير الفروع والرقابة المالية فيه ـ إلى التخطيط المسبق في الكثير من الأحيان، فالحب والواجب يحكمان القرارات التي يتّخذها والتي تكون نابعة من القلب قبل كلّ شيء، على غرار ما حدث إثر معركة نهر البارد بين الجيش والإرهابيين، حين بادر إلى إطلاق بطاقة «شهداؤنا» بالتعاون مع محطّات Medco، التي استمرّت لنحو 5 أعوام، وتمثلت بتخصيص 2% من أيّ مبلغ يُدفع في المحطات لعوائل شهداء الجيش.
وتستحوذ الرياضة على رعاية كبيرة من المصرف، نظراً إلى دورها في تنشئة الشباب على قيم التعاون والتكاتف، وتشجيعهم على العمل الجماعي وعلى اتّباع نمط حياة صحي. بناءً عليه، فإن IBL «يرعى منذ أعوام نادي الشانفيل لكرة السلة، ويدعم أيضاً عدة أحداث رياضية، آخرها نصف ماراثون طرابلس الذي جرى بعد الأحداث الأليمة والاعتداء الذي طاول المدينة والجيش والقوى الأمنية». أما إنسانياً، فمبادرات البنك ـ بحسب حبيب ـ متعدّدة ومتنوعة، أبرزها دعم جمعية Neonate Fund في الجامعة الأميركية في بيروت التي تهتمّ بالأطفال الخدّج المولودين قبل أوانهم، الذين يحتاجون وأهاليهم لكل دعم للصمود والمقاومة. كذلك ندعم منذ سنوات جمعية Heartbeat التي تهتمّ بمعالجة الأطفال الذين يعانون من تشوّهات خلقية في القلب، كي يبقى قلبهم ينبض بالفرح والسعادة.
في هذا السياق، تبرز مساهمة البنك في مجال الطاقة المستدامة وحماية البيئة، و«نحن كنا أول مصرف في لبنان يموّل مشروعاً صديقاً للبيئة، ومن أكبر المساهمين والمموّلين لهذا النوع من المشاريع. وأهمية التطور الذي شهده هذا المجال بفضل اهتمام مصرف لبنان، أنه تحول من إطار المسؤولية الاجتماعية إلى وحدة قائمة بحد ذاتها، ما أسهم في نمو هذا النوع من المشاريع».