أراد «لافونتين» أن يحذر من خلال قصيدته من مخاطر الانجراف في اللهو والملذات وإهمال العمل. لكن ماذا لو كانت الموسيقى مصدراً لكسب الرزق؟ ماذا لو كان بالإمكان الاستمتاع والرقص والعزف والغناء وفي الوقت عينه جني المال؟
تطوير الهواية
قصة عفيف مرهج تدمج ما بين شغف الزيز بالموسيقى ونشاط النملة، وتبيّن أن المرء قادر على استثمار هواياته بشكل سليم متى توافرت الإرادة والموهبة. فابن ضهور الشوير الذي ترعرع في راشيا الوادي، اعتاد العمل منذ صغر سنه، ولطالما كان شغوفاً بالموسيقى. وشاءت الأقدار أن يعمل في مطعم حيث كانت تتردد فرق موسيقية، ما حفّزه على الانتقال من مجرد مستمع إلى مساهم في إنتاج الألحان.

عفيف مرهج، حوّل شغفه بالموسيقى إلى مورد رزق

اشترى عفيف، وهو في الثالثة عشرة من عمره عوداً، بحكم أنه كان الآلة الموسيقية النغميّة الأولى التي يراها أمام ناظريه مباشرةً، وبعد أربعة أعوام دخل إلى الكونسرفتوار الوطني حيث بدأت تنهال عليه العروض للعمل من قبل فنانين كبار وفرق موسيقية متعددة بحكم موهبته، وذلك قبل أن ينهي دروسه ويستحصل على الشهادة. وإضافة إلى العزف استثمر عفيف موهبته في الغناء.

مصدر للدخل
على الرغم من كونه موظفاً حالياً، إلا أن عفيف يكرّس أغلب وقته، ولا سيما فترات بعد الظهر والليل، للموسيقى التي احترفها، وخاصة أنه أصبح عضواً في نقابة الموسيقيين المحترفين في لبنان، حيث يعطي دروساً خصوصية للراغبين في التعلم، إضافة إلى الغناء والعزف مع فرق متنوّعة.
ساعده العزف والغناء على تأمين مداخيل جيّدة

لم تكن الموسيقى بالنسبة إلى عفيف مجرد ملاذ لتمضية الوقت والترفيه عن نفسه، بل ساعدته في تأمين مداخيل جيدة مكّنته من تغطية العديد من النفقات. وهو يرى أن الموسيقى يمكن أن تمثّل، لمن يملك موهبة حقيقية وعلى استعداد لبذل وقته وجهده لها، مصدراً جيداً للدخل.
لكن، ومع قدرتها على توفير مردود جيّد، إلا أن الاستثمار الأفضل للموهبة الموسيقية من النواحي المادية يبقى محصوراً، بحسب عفيف، في المدن وبعض البلدات السياحيّة الكبرى، بحكم انتشار المقاهي والملاهي والمطاعم فيها.