أغلب الناس لا تفشل فقط في الادخار لا بل تجد نفسها مضطرة إلى الاستدانة لكي تتمكن من مواصلة متطلبات الشهر، فكيف السبيل إلى الادخار إذاً؟ وهل الموضوع مجرد قضية يسهل التنظير بها فيما يصعب تطبيقها على أرض الواقع؟خالد الأزرق، اكتشف فوائد الادخار ولو بمبلغ صغير، وبأن المسألة وإن كانت تتطلب جهداً ومثابرة فإنها تستحق المجهود الذي يبذل. قصة خالد ابن الـ25 عاماً قبل الادخار لا تختلف عن قصة أي شاب لبناني، لا بل من السهل استبدال اسمه بأي اسم آخر وفصول القصة لن تتبدل. شاب راتبه لا يتعدى ألف دولار شهرياً، وكما يقال عن «المعاش» فإنه لا يعيش ليشهد نهاية الشهر، ما يضطره إلى الاستدانة من والديه، وعلى ما يقول كان «يضل مكسور».
لكن حياة خالد أو أقله نمط الحياة الذي اعتاد عليه تبدل بعد خضوعه لدورة MONEYSMART من تنظيم Eventa وبرعاية بنك بيبلوس. والدورة التي استمرت لمدة 3 أيام متواصلة، تتمحور حول التدريب والتثقيف المالي. رد فعله الأولي كان اللامبالاة، وبأن ما سيسمعه لن يكون أكثر من شعارات رنانة ومثاليات وأمنيات من شبه المستحيل تحويلها إلى حقيقة. أخبروهم في الدورة أنه باستطاعة أي واحد منهم أن يحقق مشروعه الخاص متى أجاد التحكم بمصاريفه. ضحك خالد من الطرح بدايةً، ولا يلام، فكيف لشاب بعمره راتبه لا يكفيه ويظل مديوناً لأهله أن يطلق مشروعاً خاصاً به وهو في الأساس أقصى طموحه كان أن يتمكن من إكمال الشهر من دون الاستعانة بأحد. إنما وعلى خلاف ما توقعه، تعلم الكثير من الدورة، أدرك كيف يميّز بين الأساسيات والكماليات، بين ما يجب دفعه وما يمكن تأجيله والتخلي عنه، وقرر أن يطبق ما تعلمه.
الخطوة الأولى كانت بتحضير ميزانية وبتقسيم راتبه بين مصاريف البنزين والتلفون والمصاريف الشخصية والادخار، ونجح في وضع 300 دولار شهرياً جانباً، وهكذا دواليك.
دورات تدريبية للتعلم والتحضير للنجاح

بعدها قرر خالد أن يخطو خطوة أخرى نحو الأمام، خطوة مدروسة وبسيطة لا تتحمل مخاطرة كبيرة وفي الوقت عينه تساعده على تأمين مداخيل إضافية. أخذ قرضاً بقيمة ألفي دولار فقط من البنك وقرر الاستثمار في قهوة شقيقه وتحويلها إلى محل كومبيوتر. اشترى 10 أجهزة كومبيوتر، وانطلق حتى تمكن من تسديد قيمة القرض إضافة إلى الفائدة وبات يحقق ربحاً صافياً شهرياً بحوالى 300 دولار، تضاف إلى المبلغ الذي يدخره، وهو ما شجعه على التفكير بخوض غمار تجربة أخرى.
اكتشف خالد بأنه «لا داعي لأن تكون مليونيراً لكي تفتتح مشروعاً خاصاً بك، ففي حال كنت تملك فكرة جيدة وقابلة للتطبيق فمبلغ صغير يكفيك. الأهم ألا تقترض مبلغاً كبيراً قد لا تكون قادراً على سداده لاحقاً، ويفرض عليك أعباءً مالية كبيرة».