«Jezzine bikes» أو دراجات جزين، مشروع سياحي بسيط، تمكنت أبو راشد من إطلاقه منذ فترة قصيرة بمساعدة من منظّمة «أوكسفام» وبتمويل من الاتحاد الأوروبي. قبل أبو راشد كان هذا النوع من الأنشطة الرياضية والسياحية غائباً عن المنطقة منذ أكثر من 50 عاماً، رغم شهرتها بالجمال الطبيعي، ما أتاح الفرصة أمام الراغبين في اكتشاف جزين ومحيطها بوسيلة صديقة للبيئة.أبو راشد «المُحبّة للدّرّاجات الهوائية»، حاصلة على إجازة في التّوثيق من الجامعة اللبنانية، تزوّجت وأنجبت طفلين ولم تتمكّن من إيجاد فرصة عمل كما حالُ كثيرين من متخرجي الجامعات.
السيّدة الّتي لم تتجاوز الثلاثين من عمرها، استطاعت أن تُنشئ عملاً خاصاً بها بعدما تعرّفت إلى منظّمة أوكسفام من خلال المركز الثقافي Jezzine Hub، وبعد حصولها على الموافقة على مشروع «درّاجات جزين» الّذي تقدّمت به في إطار مسابقة للأفكار نظّمتها الجمعيّة، تولّى ماركو ريتشي من أوكسفام مهمّة تنسيق المشروع، فيما قام الاتّحاد الأوروبي بتمويله بمبلغ قيمته 11 ألف يورو. «هكذا أصبح الحلم حقيقة»، تقول أبو راشد.
قبل البدء بالعمل، خضعت أبو راشد لعدد من التدريبات مع فريق من أوكسفام عرّفها إلى عالم الأعمال وإلى كيفيّة وضع خطّة تسويقية ناجحة. كانت البداية مع إعداد إعلانات على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، إضافة إلى طباعة بعض المنشورات وخريطة تبيّن مسالك الدراجات في المنطقة قامت أبو راشد بتوزيعها من جزّين وصولاً إلى صيدا. ترى أبو راشد أنّها لم تجد أفضل من قريتها جزّين لتنفيذ مشروعها، ولعلّ أكثر ما شجّعها على المُضي بالمشروع «الطّرقات السّهلة في جزّين، الطّقس المعتدل في فصل الصّيف، إضافة إلى وجود معالم سياحية مختلفة مناسبة للسّائحين».
«ليس جميع الناس لديهم القدرة على شراء درّاجة هوائيّة»، برأي أبو راشد، وبالتالي «بإمكان جميع محبّي هذه الرياضة الاستفادة من مشروع يوفّر لهم ممارسة نشاط رياضي مفيد للصحّة مقابل مبلغ ماليّ قيمته ثمانية آلاف ليرة لبنانية للساعة الواحدة».
سليم ابن بلدة كفرحونا والمقيم في جزّين، زبون دائم لدى أبو راشد منذ أن افتتحت الكشك الخاص بها منذ ما يزيد على سنتين، حيث اعتاد أن يستأجر درّاجة هوائية في عطلة نهاية الأسبوع. إلى جانب حبّ سليم لممارسة هذه الرّياضة، يشير إلى «إعجابه الكبير بهذه الفكرة الجديدة من نوعها الّتي حسّنت من نوعيّة الحياة لدى أبناء المنطقة»، ويتابع: «لقد أتاحت لي شيرين الفرصة لاستئجار دراجة هوائية بسعر مقبول في الوقت الّذي لم أكُن فيه مستعدّاً لشرائها».
رغم أنّ سليم بات اليوم يمتلك درّاجة خاصة به بعد انتقاله للسّكن في بيروت، إلّا أنّه وفيّ لمشروع شيرين، ولا يزال يقصدها وأصدقاءه عند زيارته للمنطقة، لافتاً إلى أنّه، بين حين وآخر، يُعدّ مع أصدقائه لجولة على الدراجات الهوائيّة من جزّين إلى مناطق أخرى مثل القرعون والشّوف، مستفيدين من الدّراجات الموجودة لدى أبو راشد، فتكون بمثابة «رحلة لاكتشاف الطبيعة واستعادة النشاط والطاقة الإيجابية».
كان هذا النوع من الأنشطة الرياضية والسياحية غائباً عن المنطقة منذ أكثر من 50 عاماً


الاستثمار الّذي بدأ بكشكَين خشبيّين وعدد محدود من الدراجات الهوائيّة، ما لبث أن بات معروفاً في المنطقة، ويضمّ حالياً 23 درّاجة هوائيّة تخضع للصيانة باستمرار، وهي متوافرة بمقاسات Small، Large، X-large. أمّا بالنسبة إلى الراغبين في تعلّم قيادة الدراجة الهوائية، فتلفت أبي راشد إلى أنّه «في هذه الحالة أستدعي خبيراً لمساعدة الزّبون على التّعلّم».
تشرف أبو راشد اليوم على إدارة أعمالها بنفسها، متوليةً مهمّة المحاسبة، فيما يساعدها في العمل موظّف واحد. وعن خططها المستقبلية، تقول: «أُخطّط لشراء نوع جديد من الدراجات، من شأنه أن يلبّي احتياجات الزّبائن المتنوّعة وبسعر مقبول، وبهذه الطريقة سأتمكّن من استقبال عدد أكبر من الناس».

* [email protected]