يعتقد الكثيرون بأن الحياة هي أفضل معلم، وبأن التجارب التي يمرّ بها الإنسان تكفي لكي يكتسب المهارات التي تلزمه في شتى المجالات. هذا صحيح لكن المعرفة المسبقة كفيلة بتجنيب الأشخاص الوقوع في العديد من الأخطاء وخاصة في تعاملاتهم المالية التي قد تنتج عنها عواقب مكلفة ووخيمة. فما هي الخطوات الواجب اتباعها لتثقيف الأطفال مالياً؟
1- المصروف الأسبوعي

يجب تجنب إعطاء المال للأولاد كلما طلبوا لأنهم بهذه الطريقة لن يشعروا بقيمته ولا بكيفية التعامل معه بأفضل شكل ممكن. لذلك يُنصح بأن يخصص الأهل لأولادهم مصروفاً أسبوعياً لا يحصلون على أي مبلغ إضافي عليه خلال الأسبوع في حال أنفقوه قبل الأوان. فبهذه الطريقة يدرّب الأولاد على ضبط مصروفهم وتسييره بأنفسهم وتنظيم حياتهم.


2- الادّخار

من المهم أن يفهم الأولاد أن توفر المال بين أيديهم لا يعني بالضرورة وجوب إنفاقه كاملاً، وبأنه قد تأتي أيام صعبة قد لا يتوافر فيها أو لن تكفي القيمة الموجودة منه لتلبية جميع الاحتياجات والطلبات. لذلك من الضروري أن يكون هنالك خطة بديلة لمواجهة أي طارئ. إحدى الطرق البسيطة لتعليم الأطفال على مبدأ الادخار تكون بأن يعقد الأهل اتفاقاً معهم، مثلاً في حال أرادوا شيئاً معيناً أن يساهم الأهل بنصف المبلغ على أن يساهم الأطفال بالنصف الآخر.


3- الميزانية

على الأهل تشجيع أولادهم على تحضير ميزانية يسجّلون فيها نفقاتهم بالتفصيل. فالميزانية هي بوصلة المستقبل التي تساعد على التخطيط المتوسط والبعيد المدى وتجعل من الادخار وضبط الإنفاق أكثر سهولة.


4- دور الرياضيات

كشفت دراسة حديثة صادرة عن جامعة هارفرد أن الكثير من القرارات المالية تكون أسهل في حال أجاد الأشخاص التعامل مع الأرقام وأن الأشخاص الذين لا يملكون مهارات في الرياضيات يميلون لاتخاذ قراراتهم المالية استناداً إلى العاطفة. ولا حاجة في هذه الحال إلى أن تكون المسألة الرياضية معقدة، بل يكفي أن تعبر عن مفاهيم أساسية مرتبطة بالمال حتى يتمكنوا مثلاً من وضع ميزانيتهم.


5- الفواتير

على الأولاد أن يدركوا أن لا شيء مجانياً في الحياة. فالكهرباء التي تضيء المنزل مكلفة مثلها مثل المياه وغيرها من الخدمات الأساسية. لذلك يجب اطلاعهم على الفواتير لكي يكونوا حريصين على الحد من الهدر في الطاقة والمياه مثلاً حين لا تدعو الحاجة كأن يتركوا غرف نومهم مضاءة عند ترك المنزل.


6- عدم تضخيم أهمية المال

أشارت دراسة نشرت في Journal of Economic Psychology أنه يتوجب على الأهل الحديث بصراحة وعقلانية مع الأولاد عن المسائل المالية وألا يعتمدوا الغموض أو حتى محاولة تضخيم أهمية المال، نظراً إلى أن هكذا مقاربة تنعكس سلباً على الأولاد بحيث يصبح تأثير المال النفسي كبيراً عليهم فتصبح مقارباتهم في الحياة مالية بحتة وجامدة بعيدة عن العلاقات الاجتماعية الطبيعية. وقد بينت بعض التجارب أن الأولاد الذين تمت تربيتهم على التركيز على المال وإشعارهم بأهميته البالغة كانوا منعزلين اجتماعياً عن غيرهم من الأطفال.

7- الترغيب والترهيب

لا يجب أن يستخدم المال كوسيلة لإغراء الأطفال أو لمعاقبتهم بحيث يشعرون وكأن أداء المهام المطلوبة منهم أكانت عائلية أو دراسية وغيرها مرتبطة بالمال وليس لأهميتها، ما يزرع لديهم مفاهيم مالية خاطئة.

8- المال يصنع المال

يمكن تشجيع الأولاد على جني المال من الصغر وزرع بذور استثمارية في ذهنهم باكراً من خلال تحفيزهم على القيام بنشاطات مجتمعية قد تجلب لهم بعض الربح المادي، كبيع الحلوى في الأعياد...