يملك لبنان كل المقومات للعب دور رائد وطليعي في مجال التجارة الإلكترونية. ويظهر تقرير صادر عن "مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتطور" حول اقتصاد المعلومات 2016 أن لبنان حل في المرتبة 48 عالمياً، متقدماً ثلاث مراتب عن تصنيف عام 2014 حين حل في المرتبة 51، بين البلدان الافضل تجهيزاً لتطور التجارة الإلكترونية. وما قصة موقع Makhsoom إلا دليل على تمدد الثقافة الإلكترونية الى ميدان التجارة والتسوق في لبنان.
تجربة بأسعار أقل

Makhsoom موقع إلكتروني يقدم عروضات متنوعة من المطاعم والفنادق والمنتجعات السياحية الصيفية والشتوية، والمحلات المختصة بالعناية بالصحة والجمال، وصولاً الى المنتجات المنزلية وألعاب الأطفال والإلكترونيات والكتب والعطور والأزياء ومعدات السيارات وغيرها.
يلعب الموقع دور الوسيط بين الشركات والمؤسسات التي تقدم العروضات والزبائن، ما يجعل من العلاقة مثلثة الأضلاع. أهمية الموقع وما يقدمه للزبائن لا لبس فيها كونه يتيح لهم الاستفادة من باقة متنوعة من العروضات والخدمات بحسومات مغرية وخيالية في بعض الاحيان قد تتخطى حدود 90%. إلا أن للموقع جاذبية كبيرة للشركات والمؤسسات كونه يتيح لها الخروج من النمط التقليدي للإعلانات لاستقطاب الزبائن، من خلال تشجيعهم على تجربة المنتج أو الخدمة بأسعار أقل بدل الاكتفاء بمشاهدة أو قراءة إعلان متلفز أو مكتوب. التجربة هي الأساس إذاً والمعيار.
اللافت أن الموقع لا يقوم على مبدأ لعب دور الوسيط الحيادي الذي يكتفي بقبول أي عرض وإعلان مقابل بدل مادي. ويشرح الشريك المؤسس والمدير التنفيذي في الموقع أنطون أبو زيد أن القيمين على الموقع ملتزمون بمعايير معينة يفترض توافرها لقبول الإعلان. لذلك يقوم أفراد مختصون في الموقع بمعاينة الشركة وتفقد المنتجات والاطلاع على الخدمات للتأكد إن كانت جديرة بالعرض وتلائم الزبائن وتوقعاتهم. ومن الأساسيات في التعاطي وفقاً لأبو زيد "أننا نشترط على المعلن معاملة الزبائن الذين اشتروا العرض من على الموقع أسوة بباقي الزبائن من دون أي تمييز أو أفضلية".
تتخطى بعض الحسومات على الموقع نسبة 90%

تجارة وتثقيف

الموقع يقوم على أساس التجارة الإلكترونية حيث يتم الدفع من خلال بطاقة الائتمان Credit Card أو بطاقة الدفع الفوري Debit Card. وللمتخوفين من التعامل الإلكتروني، يطمئن أبو زيد الى أن الموقع يوّفر عدة حلول للزبائن منها Delivery الى أي بقعة من لبنان حيث يتم الدفع عند الاستلام ومقابل بدل بسيط يقدر بحوالى 3 دولارات، إلا في الحالات الاستثنائية في حال كانت الطلبية بحجم غسالة مثلاً، أو من خلال زيارة الزبون مكاتب الشركة والدفع مباشرة هناك أو الدفع من خلال مصرف.
وكون التجارة الإلكترونية هي الركيزة الأساسية للموقع ونظراً الى أن مستقبل التجارة الحديث يتجه أكثر فأكثر لأن يكون إلكترونياً، فإن القيمين على الموقع حريصون على تشجيع الناس على التعاطي الإلكتروني، لذلك يدعون كل مرتاب الى زيارة الشركة لإطلاعهم على إجراءات الحماية وشرح كيفية العمل.
نجاح الموقع منذ إطلاقه أواخر عام 2010 تبينها الأعداد المتزايدة من مستخدميه الذين يتخطون عشرات الآلاف، الأمر الذي لا يثير الاستغراب إذا علمنا أن الزبون قادر على توفير مبالغ طائلة على محفظته تقارب بشكل إجمالي نصف نفقاته.
التعاطي بين الموقع والشركات والمؤسسات الراغبة يتم بطريقتين. إما أن يبادر الموقع الى التواصل مع بعض الشركات والمؤسسات لعرض التعاون أو أن هذه الأخيرة هي من يتواصل مع الموقع. وفي كلا الحالتين فإن المسؤولين في الموقع يقومون بمعاينة الشركة. المهم في الموضوع والذي يبين مدى حرص الموقع على خدمة زبائنه بأفضل الوسائل ومنحهم تجربة مميزة هو أنه في حال حصول الشركة أو المؤسسة التي تعرض المنتج أو الخدمة على تقييم سلبي بنسبة 3% من قبل الزبائن فإننا نوقف التعاون والتعامل مع المعلن على ما يقول المدير التنفيذي أنطون أبو زيد.

أرباح... واستثمار اجتماعي

يشير أبو زيد الى أن الموقع بدأ بتمويل ذاتي من الشركاء وبعد أربعة أشهر فقط كان يمول نفسه بنفسه موفراً اكتفاء ذاتياً. أما كيفية تحقيقه للأرباح فتستند الى حصوله على عمولة من المعلن مقابل كل زبون، وليس على سعر محدد للإعلان. ويعمد القيمون على الموقع إلى استثمار الأرباح بشكل عملي يضمن استمراريتهم ونجاحهم بدل الوقوع في فخ الإغراء المالي. وفي هذا الشأن يشرح أبو زيد أنه يتم استثمار الأرباح لتطوير وتفعيل النواحي التكنولوجية إضافة الى الاستثمار في الكادر الوظيفي مع التركيز على لعب دور اجتماعي ومحاولة خدمة المجتمع من خلال بعض المشاريع ما يجعل من المسؤولية الاجتماعية في صلب التفكير الاستثماري للموقع.
ويلفت أبو زيد في هذا السياق الى أن الموقع جذب الكثير من المستثمرين الذين أبدوا رغبتهم بالشراكة، وإذ أبدى تقبلاً للفكرة ولمناقشة أي عرض، إلا انه شدد على أنه يفترض أن يكون العرض المقدم ملائماً من الناحية المادية وضمن شروط معينة.
للتجارة الإلكترونية فوائد وحسنات عديدة لكل من التجار والزبائن، أكان من حيث توفير الوقت والجهد على الزبائن وتجنيبهم مشقة التنقل، أو الأسعار المخفضة للمنتجات والخدمات مقارنة بالمتاجر التقليدية، ومنح الشركات قدرة أكبر وأسهل وأشمل لتسويق منتجاتها طيلة أيام الاسبوع وعلى مدار الساعة وغيرها الكثير. بطبيعة الحال لا تخلو اي تجربة من ثغرات معينة، لكن نمو التجارة الإلكترونية وإقبال اللبنانيين المتزايد عليها يؤشران الى أن التجربة ممتعة... وتستحق المحاولة.