ما بين الأمل والألم في لبنان... أسلاك شائكة. خيط رفيع يفصل بين هذين العالمين. مطاردة متواصلة، لا منتصر فيها، بل مجرد فوارق زمنية قد تنقص أو تزيد لصالح كل طرف بحسب الظروف. يفترض بالزمن أن يقسم الى ماضٍ وحاضر ومستقبل. أما في لبنان فالزمن متداخل. يرفض الماضي في لبنان أن يقبل بواقعه، يحرمك من نعمة النسيان.

هو كالمنبه الجاهز دائماً لإزعاج الحاضر. لتذكيره أنه قد يعود في أي لحظة أقوى مما كان. ليعود؟ لا بل هو موجود في كل فاصلة، في كل زاوية، تجد مسحته على وجوه الناس، على جدران الأبنية التي خرقها الرصاص، تجده كالظل الذي يرافق كل محاولات الحداثة والتطوير والسياحة.
الحاضر والماضي في لبنان تَوأمان. أما المستقبل فالتائه الأكبر. مسيّر لا مخيّر. يقف منتظراً نتيجة هذا الصراع ولا حول ولا قوة له.
ومع تفاقم عدم الاستقرار في المنطقة، وتكاثر الصراعات، يقف لبنان على أبواب موسم الصيف المقبل بغموض حائراً، ضائعاً، من دون بوصلة ولا خريطة.
كلما زادت حدة التنافس في المنطقة، كلما تقدم الماضي عبر هذا السياج الشائك ليؤرق الحاضر.
وبعد أن كانت حرارة الطقس في الخليج نعمة للبنانيين بما ينتج منها من تدفق للسياح، باتت الرياح الصحراوية تهدد موسم السياحة في لبنان، الذي ينتظر ليرى كيف ستنعكس الأحداث الجارية عليه.
لبنان جاهز. لكن مصيبته الأزلية أن القرار ليس بيده. كالفتاة التي تجهز نفسها للزواج ولكنها تنتظر العريس. هكذا هو واقع لبنان. ولعل لبنان لم يعرف يوماً هذا العريس. لطالما كانت علاقات عابرة، جامحة، لا تخلو من الحب والأشواق لكنها لم تصل يوماً لحد الزواج.
أما بحر لبنان فينتظر متلهفاً أن تعج شواطئه بالناس وهواة السباحة والسهر، وأن تكون اليخوت الراكنة وسيلة للترفيه، لا لنقل أفواج جديدة من الشباب الى الخارج في حال أصابت موسم الصيف انتكاسة.