لم تعد تقنية الباركود تلبي احتياجات ومتطلبات الشركات من مختلف الأحجام، ما دفع شركات التكنولوجيا والمعلومات الى البحث عن بديل مناسب. وهذا البديل هو تقنية «تحديد الهوية بالموجات اللاسلكية – Radio Frequency Identification» وتعرف اختصاراً بـ RFID.
لسنوات طويلة، تربعت تقنية الباركود على عرش تقنيات ادارة المخزون وعمليات البيع والشراء في الشركات من مختلف أنواعها وأحجامها. إلا ان ثغرة واحدة أساسية كانت تشوب هذه التقنية، وهي عدم قدرتها على ضبط المخزون وأعمال الجرد. تتضح هذه الثغرة جلياً عندما نجد ان العديد من الشركات تستخدم، إضافة الى تقنية الباركود، انظمة حماية وإنذار لضبط مخزونها، كما اننا نجد جميع الشركات تقوم بأعمال جرد مخزونها يدوياً ما يكبّدها وقتاً واموالاً اضافية.
مع التقدم التكنولوجي الكبير الذي شهده العالم، ومع ازدياد سرعة الاعمال والحاجة للوصول الى معلومات بشكل سريع ودقيق، بدأت الشركات تشعر بضعف تقنية الباركود والانظمة العاملة فيها، وبدأت تُطرح تساؤلات كثيرة في مجتمعات الاعمال حول ماهية ومواصفات التقنية التي يمكنها ان تحل مكان الباركود، تغطي جميع ثغراته وبالتكلفة نفسها.
أتى الرد سريعاً على كل تلك التساؤلات، في بداية عام 2000 عندما أنشأ عدد من الشركات العالمية الكبرى بالتعاون في ما بينها مركزاً يدعى «Auto-ID Center» مهمته العمل على تطوير شرائح الكترونية متناهية الصغر لا تحتاج الى مصدر للطاقة يمكن دمجها بالسلع والبضائع، وتعطي الشركات القدرة على إدارة وتتبع وضبط مخزونها واصولها وعملياتها بشكل ممكنن كلياً في وقت قياسي. وهكذا كانت ولادة التقنية الجديدة التي باتت تعرف بتقنية تحديد الهوية بالموجات الراديوية RFID.
منذ عام 2007 باتت العديد من الشركات تعتمد تقنية الـ RFID لادارة اعمالها اليومية من تتبع وادارة اصولها الثابتة لضبط وجرد مخزونها... الخ، حتى ان العديد من الحكومات بدأت بدمج هذه التقنية بجوازات سفرها لتسهيل ادارة اعمال المطارات والسفارات.

لا تزال تقنية RFID مجهولة في العالم العربي وفي لبنان بشكل خاص

على الرغم من القدرات الهائلة لتقنية الـ RFID على معالجة وتسهيل اعمال الشركات، إلا أنها لا تزال غير معروفة جيداً في العالم العربي بشكل عام وفي لبنان بشكل خاص.
فعدد الشركات التي تقدم حلول أعمال تعتمد على تقنية الـ RFID في لبنان لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، كما ان عدد الشركات في لبنان التي تستخدم هذه التقنية لادارة اعمالها في تزايد مستمر. ففي منتصف عام 2015، بلغ عددها 146 شركة في حين لم تكن تتجاوز 100 شركة في بداية السنة نفسها وفقاً لاحصاءات شركة Tragging التي تقدم حلول اعمال للشركات باستخدام تقنية الـ RFID. كما توقعت الشركة، وفقاً لدراسة اعدتها مطلع العام الحالي، ان يصل عدد الشركات التي تستخدم تقنية الـ RFID في لبنان الى 200 شركة في نهاية عام 2015.

لماذا RFID؟

أولاً: انخفاض تكلفة التقنية، فخلال السنوات القليلة الماضية انخفضت كلفة اجهزة ومعدات الـ RFID بحوالى 60%، نتيجة تراجع كلفة الانتاج والمواد الاولية التي تدخل في تصنيعها، ودخول عدد كبير من الشركات العالمية في هذا المجال وعوامل تنافسية اخرى.
ثانياً: الامكانيات الكبيرة لهذه التقنية. فما كان شبه مستحيل في الماضي أصبح واقعاً. على سبيل المثال اصبح في مقدور الشركات جرد مخزونها في أوقات قياسية وبدقة عالية، حيث ان قارئ الـ RFID يمكنه معالجة وقراءة حتى 3000 سلعة في الثانية الواحدة من مسافات تصل الى 5 امتار. كما تمكّن هذه التقنية المستخدم من تعقب أماكن السلع والاصول، ويمكن الافادة منها في مجال الامن والحماية من السرقات والهدر في شركات التجزئة والتوزيع.
ثالثاً: تقليص التكاليف والنفقات، بحيث ان تكاليف التخزين والجرد والهدر ــــ سواء جراء سوء التخزين او السرقات ــــ ينخفض باستخدام تقنية الـ RFID بمعدل 90%، ولم تعد الشركات في حاجة الى فريق جرد وأيام لجرد المستودعات والمخازن.
تبشّر هذه التقنية بنقلة نوعية في عالم الاعمال وفي مجال البرمجة وطرق واساليب الادارة بشكل عام، كما انها خطوة كبيرة سواء للشركات على صعيد رفع مستوى خدماتها وكفاءة ادارة اعمالها، ولعملاء وزبائن الشركات من خلال خلق تجربة فريدة لهم.
(لمزيد من المعلومات
(www.tragging.com
(الأخبار)