■ هل تكتب بالقلم أم على الكيبورد؟
غالباً أكتب بالقلم. وفي ما يتعلق بكتابة الرواية فإنني أكتفي بكتابة الفصل الأول بالقلم ومن ثم أنتقل إلى الكيبورد.

■ كم يقبع العمل الأدبي في مرحلة المسودّة؟
ما بين سنة وسنتين.

■ هل تقوم الكتابة بالنسبة إليك على الحذف والمحو وإعادة الصياغة والبناء؟
من النادر أن أحذف شيئاً، وبطبيعة الحال أنا لستُ ثرثاراً في السرد الروائي، لذلك رواياتي قصيرة قياساً لغيرها من الروايات الطويلة.

■ ما أهمية الجملة الأولى بالنسبة إليك؟
الجملة الأولى بالنسبة إليّ هي بمثابة البوح ومن ثم يأتي السرد وتأتي الأحداث.

■ هل الكتابة عمليّة شاقّة؟
نعم، شاقة جداً، وفي ما مضى كنتُ أكره الكتابة. أخيراً لم أعد أكرهها، ويبدو أنني بدأتُ أحبها، هكذا مثل الحب الذي يحدث في آخر سنوات العمر بين رجل وامرأة، كما المودة.

■ ما المعنى الذي تجده من الكتابة؟
ثمة معانٍ كثيرة، الشعور بالامتنان للكتاب الذين قدموا لنا أشياء جميلة في هذه الحياة، وكذلك مجالسة العقول عن بعد، ما بين الكاتب والقارئ من دون معرفة مسبقة، عندما يكون الكتاب يستحق ثمنه ويستحق فنجان القهوة الذي يرافق قراءته.

■ هل تكتب يوميّاتك؟
لا أفعل ذلك، ولا أحب ذلك.

■ هل يمكن للفكرة أن تتبلور خلال اليوميات لتصبح عملاً أدبيّاً؟
من الممكن ذلك، ولكن على هذه اليوميات أنْ تكون ذات قيمة عالية جداً، فما من إنسان إلّا ولديه يومياته، فنحن أمام مليارات من اليوميات، لذلك المسألة صعبة ما لم تكن تحمل بين طياتها شيئاً يليق بالأدب.

■ ماذا تقول لأبطالك، وماذا يقولون لك؟
أخبرهم كل شيء، و لا أنتظر منهم أنْ يخبروني أي شيء، فهم مأزومون و مهزومون، وليست لديهم القدرة على قول أي شيء. الشيء الوحيد الذي يقدمونه لي هو إتاحة الفرصة لي برؤيتهم وسماع ما يعتريهم من دون حديث.

■ ما هو متنفّسك بعد الكتابة؟
ارتشاف القهوة في الأماكن البعيدة، كما لو أني أجالس نفسي، وأحتفي بها، خفيفاً رشيقاً من دون تفكير…

- أثناء الكتابة:

■ متى تفضّل الكتابة في العتمة أو النور؟
النور للمسودات والعتمة لما أعتمده مما أكتب.

■ أثناء الكتابة، هل يكون فضاؤك الزمني داخلياً أم خارجياً؟
الخارجي للنهار، والداخلي لليل.

■ الموسيقى أم الصمت المطبق؟
الصمت.

■ الكتابة عملية منتظمة أم متقطّعة؟
(بالنسبة إلي) عملية مزاجية.

■ تنتظر الوحي أم تستحضره؟
لا أنتظره ولا أستحضره، إنما هو متراكم، وعندما ينتهي سأعتزل الكتابة، ولستُ مضطراً للوحي ولا لاستحضار ما ليس لدي.

■ ما هو النمط الذي تهوى قراءته؟
الفكر والفلسفة في الروايات والوجدان والموسيقى في الشعر. وما تضمره النفس من وراء الحوارات في المسرح، والتقاء العيون ببعضها في السينما، والخطوط في الفن التشكيلي، وسرعة البديهة داخل منطقة الـ 16 في كرة القدم، وحركة الأصابع أثناء تحريك القطعة في الشطرنج.

■ من أين تجيء الفكرة الأولى؟
من السكينة والضغينة. من العزلة والصمت المطبق داخل النفس. من البوح والصراخ. من اعتلاء التلال والمضي بين الحقول والطرقات. من منادمة النفس والأحاديث معها. من النفس وما يتراكم بها.

■ عدّد خمس روايات تنصح بها؟
أنا لا أحب أنْ أشارك أحداً في ما أحب، ولكني أصاب بالسعادة حين أعلم أننا نشترك في ما نحب من دون أنّ أخبره بذلك...

■ عدّد خمس روايات أثّرت فيك؟
هذا يتعلق بالسؤال السابق، لذلك لا أحب الخوض في ما أحب على منبر عام...

■ شخصيّة روائية تتمنّى أن تكونها؟
سأبتعد عن الرواية وسأختار من المسرح، ربما هاملت، وربما شخصية المدرس في مسرحية «الدرس» ليوجين يونسكو.

■ شخصيّة روائية تتمنّى أن تقتلها؟
كل الشخصيات الركيكة التي جاءت على أيدي كتاب يظنون أن الكتابة بهرجة لأسمائهم على أغلفة الكتاب، هذا بحد ذاته درجة من درجات استفزاز محبي الأدب.

■ إذا كان لا بدّ من كتابة رواية اليوم، عما ستكون؟
تدور حول ممثل، سأبدأ بها قريباً.

■ ما الجملة الأولى التي ستبدأ بها؟
لا أعرف على وجه التحديد، فثمة خيارات كثيرة، وللدقة أحب الاحتفاظ بتلك اللحظة حين أنوي البدء بالكتابة.