يُعزى الصقيع القطبي الذي يجتاح أميركا الشمالية حالياً، عشية عطلة عيد الميلاد، إلى ظاهرة تسمّى «الإعصار المتفجّر» أو «الإعصار القنبلة».
وقالت خدمة الأرصاد الجوية الوطنية الأميركية إن موجة الصقيع الراهنة تحدث «مرة واحدة في كل جيل» ولديها القدرة على أن تصير مميتة.

وحطّمت درجات الحرارة بالفعل أرقاماً قياسية مع انخفاضها إلى 53 درجة مئوية تحت الصفر في غرب كندا وناقص 38 في مينيسوتا وناقص 13 في دالاس.

حتى أن الثلج تساقط في شمال فلوريدا ذات المناخ شبه الاستوائي.

والإعصار القنبلة، هو عاصفة تشتدّ بسرعة وتحدث عندما ينخفض ضغط الهواء بمقدار 20 ملّيبار أو أكثر في غضون 24 ساعة. ويحدث هذا عادةً عندما تصطدم كتلة هوائية دافئة بأخرى باردة، وفقاً للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي.

وفي الوقت الراهن، اصطدم الهواء الآتي من القطب الشمالي بالهواء الاستوائي الآتي من خليج المكسيك، ليشكلّا منخفضاً جلب الأمطار والثلوج.

ويشرح عالم الأرصاد الجوية يان أميس من مؤسّسة الطقس «ويذر إن كو» أن ما يجعل هذه العاصفة غير عادية هو مدى سرعة انخفاض الضغط (40 مليبار في 24 ساعة).

وتسبّبت العاصفة بحدوث «دوّامة قطبية» هي عبارة عن كتلة هوائية شديدة البرودة من القطب الشمالي تتّجه جنوباً نحو خطوط العرض المنخفضة والأكثر دفئاً. وتكون النتيجة انخفاضاً حادّاً في درجات الحرارة. في دنفر، على سبيل المثال، انخفضت درجات الحرارة بمقدار 33 درجة مئوية في غضون سبع ساعات فقط.

وإلى جانب العواصف الثلجية والثلوج، يمكن أن تجعل الرياح الباردة في مناطق مثل السهول الكبرى درجات الحرارة تبدو وكأنّها 55 درجة تحت الصفر.

وحذّرت هيئة الأرصاد الجوية الأميركية من أن مثل هذا الصقيع يمكن أن يؤدّي إلى قضمة الصقيع على الجلد المكشوف في غضون دقائق وانخفاض درجة حرارة الجسم وحتى الموت إذا تمّ التعرّض لهذه الظروف لفترة طويلة.

وأضافت أن هذا يجعل أي سفر أو تنقّل من أي نوع «خطيراً بل مستحيلاً».

وفي نهاية هذا الأسبوع، يتوقّع أن يتحرّك الضغط المنخفض العالق حالياً فوق السهول الكبرى والغرب الأوسط شمالاً نحو كيبيك، ومن المحتمل أن يجلب رياحاً قوية وثلوجاً كثيفة قبل الانتقال إلى شمال شرقي الولايات المتحدة الذي لا يُتوقع أن يتأثّر بشدة، وفق دوشين.