بدأت قصة "الاحترار العالمي"، الذي أدّى إلى "التغيّر المناخي" مع بشائر الثورة الصناعية التي قامت على حرق الفحم الحجري لغلي الماء وتشغيل الآلات البخارية. منذ ذلك الحين، لم يتوقف حريق الفحم أبداً، بل تطوّر ودخلت مواد أخرى على عالم الطاقة كالنفط ومشتقاته، التي أطلقت بدورها ملايين الأطنان من غازات الدفيئة إلى الأجواء. حوّلت الغازات الناتجة من الصناعة العالم إلى ما يشبه "الخيمة الزراعية"، حيث تكون الحرارة داخلها أعلى من خارجها.تقوم غازات الدفيئة بامتصاص أشعة الشمس ومنع جزء منها من مغادرة الكوكب، ما يؤدي إلى ارتفاع في حرارة الكوكب وتالياً إطلاق "التغيّر المناخي". قدّر هذا الارتفاع بالحرارة منذ بداية تدوين الأرصاد الجوية للكوكب في القرن الثامن عشر بـ 1.1 درجة مئوية خلال 200 سنة، وسجّل عام 2020 أعلى ارتفاع في درجات الحرارة فوق معدلاتها الطبيعية بـ 1.28 درجة مئوية، وعام 2016 أعلى درجة حرارة للمحيطات بـ 0.79 درجة فوق معدّلاتها. وقد تضاعفت سرعة ارتفاع الحرارة من 0.08 درجة مئوية كل عقد منذ عام 1880، إلى 0.18 درجة لكلّ عقد منذ عام 1981.
قد يعتقد البعض أنّ هذه الأرقام صغيرة، وخجولة، وغير جديرة بكل هذا الضجيج، ولكن الكلام لا يدور عن طقس في منطقة معيّنة، أو شعور بالحر، بل عن ارتفاعات تحدث على مستوى الكوكب بأكمله، وتؤدّي إلى ذوبان الجليد على قطبَي الكرة الأرضية وارتفاع مستوى مياه البحار، ما يدفع باتجاهات أكثر دراماتيكية تشبه تأثير انهيار حجارة الدومينو، كونها ستدفع نحو تسارع إضافي في ارتفاع درجة الحرارة بسبب تسرّب كميات من الغاز الطبيعي المحتجز تحت الجليد نحو الغلاف الجوي ما لم يتم كبح انبعاث غازات الدفيئة.
أما الكوارث الناتجة من كلّ ما سبق والمتعلقة بالجنس البشري فتبدأ بالأعاصير التي ستولّدها المحيطات، والفيضانات، أو مواسم الأمطار القصيرة التي تؤدي إلى موجات جفاف، وما يتبعها من أمراض وأوبئة تصيب البشر والحيوانات والمحاصيل الزراعية، وتنتهي بظهور فيروسات وأمراض "قبل تاريخية" لا نعرف تأثيراتها كانت مدفونة تحت الجليد، وقد بدأ العلماء أخيراً بفحصها وتتبّعها.