تؤكد عائلة الراهب المشلوح تعرّضه لمعاملة قاسية أثناء وجوده في السجن
وبدا لافتاً أن البابا الذي سارع إلى شلح الراهب من مرتبته بعد الجريمة وإعادته إلى اسمه الأصلي، وائل سعد تواضروس، لم يتمكّن من السيطرة على طريقة التعامل مع حكم الإعدام وتنفيذه، بعدما استضاف مطران البحيرة والمدن الغربية ومعلّم البابا تواضروس، الأنبا باخوميوس، عائلة الراهب المشلوح التي أُبلغت بالخبر بعد تنفيذ حكم الإعدام، فيما جرى تكفين أشعياء المقاري بملابس رهبانية بعد حكم الإعدام، ودفنه على طريقة الرهبان. ويقول مسؤولو الكنيسة القبطية إن تحقيقات تجرى في ما يتعلّق بطريقة تغيير مراسم الجنازة وغيرها من التفاصيل التي جرت من دون موافقة البابا، في حين حضر مندوب الكنيسة قبل تنفيذ الحكم دون أن يعرف هويّة من سينفَّذ في حقّه الحكم، حيث جرت العادة أن يتم الإبلاغ من مأمورية السجن عن تنفيذ الحكم دون الإبلاغ عن الاسم.
ولكن ثمّة تفاصيل لا تزال غامضة في القضيّة التي هزّت الكنيسة القبطية، ولا سيما في ما يتعلّق بانقسام الآراء حول جريمة القتل ودوافعها، إذ يشكّك عدد من الآباء في وقوع الجريمة ضمن المسار الذي حدّدته النيابة بعد ساعات من الحادثة، بينما تؤكد عائلة الراهب المشلوح تعرّضه لمعاملة قاسية أثناء وجوده في السجن، فضلاً عن تكرار رفض طلبات زيارته. ما يقوله رهبان في المنطقة الغربية إن الراهب المشلوح تعرّض للتعذيب من أجل الاعتراف بجريمة لم يرتكبها، بل اضطرّ إلى تمثيلها أمام الكاميرات، وهو ما يربطونه بتراجعه عن الاعترافات التي أدلى بها أمام المحكمة، فيما لا يزال الصمت يسود على المستوى الرسمي داخل الكنيسة التي لم تعلِّق، حتى الآن، على تنفيذ حكم الإعدام، على رغم تزايد الانتقادات من داخلها. وعبّر عدد من الشبان الأقباط عن استيائهم ممّا وصفوه برضوخ البابا لتنفيذ تعليمات الأمن، وطالبوا بإعادة فتح ملف آلية اختيار البابا داخل الكنيسة، فيما لم يُصدِر أيّ من الكهنة أو الأساقفة بيانات رسمية للتعامل مع غضب الشباب الذين رأوا في تنفيذ حكم الإعدام تشويهاً لصورة الكنيسة، حتى إنهم وضعوا الراهب المشلوح في مرتبة الشهداء.
اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا