ما جرى التوافق عليه شكّل أكثر من 50% من مطالب الأطراف كافة لكن المتبقي هو الأصعب
ومع أن منبع التعنّت الأساسي هو من الرياض وأبو ظبي والدوحة، إلا أن القاهرة، التي اطّلعت على جهود الوساطة الأميركية وما تَحقّق فيها، لم تبدِ ترحيباً بفكرة تقديم تنازلات لقطر، وفق ما تكشفه مصادر مطّلعة، لافتةً إلى أن الإعلام المصري استمرّ في انتقاد قطر حتى خلال إحراز تقدّم في التفاوض، وهو ما قد يدفع نحو سيناريو مصالحة ثلاثية من دون مصر، خاصة أن مطالب الأخيرة مختلفة في تفاصيل كثيرة عن الإماراتية والسعودية، ومن بينها تسليم عدد من المصريين المقيمين على الأراضي القطرية، في وقت تضغط فيه الدوحة بملفّ مئات الآلاف من المصريين الذين يعملون في قطر، والذين لم يتضرّروا كثيراً حتى الآن جرّاء الخلافات. والجدير ذكره، هنا، أنه برغم أن خطوة المقاطعة اتُخذت بإعلان رباعي بين مصر والسعودية والإمارات والبحرين في حزيران/ يونيو 2017، إلّا أن التصعيد القطري - المصري سبق الإعلان المذكور. وتُراهن القاهرة، حالياً، على أبو ظبي في جعل مطالبها جزءاً من المصالحة، وذلك لتجنّب تبعات لعبة الانتقاء التي يرى المصريون أن الدوحة تمارسها، خصوصاً بالنظر إلى وجود مفاوضات سابقة بين القطريين والسعوديين على حدة. ومع أن مصر تبدو مطمئنة إلى أن الأطراف الخليجية الثلاثة لن تقبل مصالحة مجزّأة، إلا أن هذا لا يمنع أن تُجرى المفاوضات بانفراد قبل أن تتحوّل إلى جماعية.
حتى الآن، تحاول واشنطن استئناف التفاوض في أقصر وقت ممكن لضمان إعلان المصالحة قبل الانتخابات الأميركية، لكن العقبات كثيرة. وبحسب المصادر، فإنّ ما جرى التوافق عليه شكّل أكثر من 50% من مطالب الأطراف كافة، لكن المتبقي هو الأصعب، ما يضع الوساطة الأميركية الرابعة على حافة الإخفاق، وليس التعثّر فقط، وهو أمرٌ ربما يُحسم خلال أسبوع.
اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا