بعد يوم على التصعيد الإثيوبي في ملف «سدّ النهضة»، والتلميح إلى جاهزية أديس أبابا لأيّ عمل عسكري، قبلت القاهرة دعوة وجّهتها واشنطن إلى عقد اجتماع ثلاثي لوزراء خارجية مصر والسودان وإثيوبيا في الولايات المتحدة، وفق ما أعلنت الخارجية المصرية، علماً أن المصريين سعوا منذ أسابيع إلى توسيط الأميركيين في هذا الملف، بعد العجز الذي بدت عليه الدولة المصرية في مواجهة الإصرار الإثيوبي (راجع، «سدّ النهضة»: العجز المصري، العدد 3885).وقالت الخارجية المصرية، في بيان أمس، إن «الدعوة التي قبلتها مصر على الفور (تأتي) اتساقاً مع سياستها الثابتة لتفعيل بنود اتفاق إعلان المبادئ، وثقةً في المساعي الحميدة التي تبذلها الولايات المتحدة»، لكن البيان لم يحدد موعد الاجتماع، ولم يذكر ما إذا كان السودان وإثيوبيا قد قبلا الدعوة الأميركية، في وقت يُنتظر فيه اجتماع الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، مع رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، على هامش القمة الروسية - الأفريقية التي بدأت أعمالها أمس في سوتشي. بدورها، أعلنت روسيا، على لسان مبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ميخائيل بوغدانوف، أنها «مستعدة» للوساطة بين البلدين، موضحة أنه «إذا طلبوا منا، نحن على استعداد. لدينا علاقات ممتازة مع أديس أبابا والقاهرة».
نفت إسرائيل أن تكون قد زوّدت السد بـ«نظم دفاعية»


وكانت مصر أعلنت رفضها تصريحات أحمد بـ«إمكانية خوض حرب» لحماية «النهضة». وقال بيان للخارجية في هذا الشأن إن القاهرة تعرب عن «صدمتها ومتابعتها بقلق بالغ وأسف شديد التصريحات التي نُقلت إعلامياً ومنسوبة إلى رئيس الوزراء آبي أحمد أمام البرلمان الإثيوبي»، معتبراً أنها «إذا ما صحت... فهي تضمنت إشارات سلبية وتلميحات غير مقبولة اتصالاً بكيفية التعامل مع ملف سد النهضة». وفي وقت سابق، نقل إعلامي إثيوبي محلي عن رئيس وزراء بلاده أن «الحرب لا يمكن أن تكون حلاً. إذا لزم الأمر، يمكن لإثيوبيا حشد مليون شخص (للمواجهة). لا يمكن لأي قوة أن تمنع إثيوبيا من بناء السد». وهو ما استغربه البيان المصري «لأنه لم يكن من الملائم الخوض في أطروحات تنطوي على تناول لخيارات عسكرية، خاصة أنه لم تمرّ سوى أيام على حصول رئيس الوزراء الإثيوبي على جائزة نوبل للسلام وحفاوتها بها».
من جهتها، نفت السفارة الإسرائيلية لدى القاهرة قيام تل أبيب بدعم «سد النهضة» بنظم دفاعية، متمنّيةً «أن تُحلّ المسألة بين الجانبين المصري والإثيوبي... لنا علاقات جيدة مع إثيوبيا وعلاقتنا مع مصر على أفضل حال».
(رويترز، أ ف ب، الأناضول)