أثار نبأ وفاة الرئيس المصري الأسبق، محمد مرسي، يوم أمس، أثناء جلسة محاكمة في القاهرة، موجة من الردود في الدول العربية والعالم. وعلى رغم أن مواقف الحكومات اقتصرت حتى ليل أمس على دولتَي تركيا وقطر فقط، إلا أن عدداً كبيراً من القوى السياسية نعت الرئيس الراحل، وعلى رأسها حركة «حماس» التي نعته ببيان مقتضب وعام، بينما انطوت بيانات القوى الأخرى على اتهامات مباشرة أو مبطنة للسلطات المصرية بالمسؤولية عن موت مرسي.وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أول الذين نعوا الرئيس المصري الراحل، معتبراً أن مرسي «شهيد فقد حياته في سبيل قضية آمن بها». ورأى أردوغان أن «لفظ مرسي المحكوم بالإعدام ظلماً أنفاسه الأخيرة في قاعة المحكمة، دليل بيّن على الاضطهاد الممارَس عليه وعلى الشعب المصري»، مؤكداً «(أننا) لم نجتمع حتى اليوم بقتلة مرسي ولا يمكن أن نلتقيهم أبداً»، في إشارة الى الرئيس المصري الحالي عبد الفتاح السيسي. بالإضافة إلى ذلك، نشرت الخارجية التركية بياناً اعتبرت فيه أن «التاريخ سيذكر الشهيد محمد مرسي على أنه شخصية استثنائية في مسيرة نضال مصر في سبيل الديمقراطية». من جهته، قدّم أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، في تغريدة على موقع «تويتر»، تعازيه لأسرة الرئيس المصري الأسبق و«للشعب المصري الشقيق». أما في واشنطن، فقد بدا لافتاً إحجام المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، مورغان أورتاغوس، عن التعليق على موت مرسي، لدى سؤالها من قِبَل أحد الصحافيين في مقرّ وزارة الخارجية الأميركية في واشنطن، بقولها إن الإدارة الأميركية «ليس لديها تعليق على وفاة محمد مرسي».
على مقلب الحركات والقوى السياسية، وصفت جماعة «الإخوان المسلمين» وفاة مرسي بأنها «جريمة قتل مكتملة الأركان». وجاء في بيان المكتب العام للجماعة: «لقد تعمّد قائد الانقلاب العسكري (السيسي) وأعوانه قتل الرئيس محمد مرسي داخل محبسه بالبطيء على مدار سنوات، فحرموه من الدواء، ومنعوا عنه حقه في العلاج داخل السجن، ومنعوه من زيارةِ ذويه أو محاميه». كما دعت الحركة المصريين إلى تشييع جثمانه في جنازة حاشدة. وفي بيان على موقعها الإلكتروني، طالبت الجماعة «بتقرير طبي من هيئة دولية، وتشكيل لجنة مستقلة للتحقيق، وكشف أسباب الوفاة»، حاضّة على «تنظيم وقفات أمام السفارات المصرية في الخارج». بدورها، نعت حركة «حماس» في قطاع غزة الرئيس المصري الراحل، قائلة في بيان إن «مرسي قدّم مسيرة نضالية طويلة، قضاها في خدمة مصر وشعبها وقضايا الأمة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية على جميع الأصعدة الإقليمية والدولية في سياق المشوار الطويل في الصراع مع العدو الإسرائيلي». وتابعت الحركة أن «مرسي قدم الكثير دفاعاً عن القدس والأقصى منذ كان عضواً في البرلمان المصري»، فيما بدا لافتاً في بيان الحركة غياب أي إشارة اتهام إلى السلطات المصرية الحالية.
أما حركة «النهضة» التونسية فقد قالت إنها «تلقّت ببالغ الحزن والصدمة نبأ وفاة رئيس مصر الأسبق، محمد مرسي، أثناء محاكمته». كما عبرت عن أملها في «أن تكون الحادثة الأليمة مدعاة لوضع حد لمعاناة آلاف المساجين السياسيين في مصر، وإطلاق سراحهم، وفتح حوارات بين مختلف الفرقاء من أجل حياة سياسية ديمقراطية»، في حين حمّلت حركة «الإخوان» في الأردن في بيان «سلطات الانقلاب في مصر مسؤولية استشهاده بعد اعتقاله لمدة 7 أعوام من السجن الانفرادي». كما حمّلت الجماعة «المجتمع الدولي مسؤولية صمته وإقراره لجرائم الانقلاب التي ما كانت لتستمرّ لولا الموقف الدولي المتخاذل».
وعلى الصعيد الحقوقي، اعتبرت منظمة العفو الدولية، في تغريدة على موقع «تويتر»، أن «لدى السلطات في مصر سجلّاً حافلاً في الحجز الانفرادي لفترات طويلة، والتعذيب، وسوء المعاملة، ما يجعل التحقيق في وفاة محمد مرسي مطلباً ملحّاً». كما قالت منظمة «هيومن رايتس ووتش» إن وفاة الرئيس المصري الأسبق، إثر نوبة قلبية خلال جلسة محاكمته في قضية تخابر، «أمر فظيع، لكنها متوقعة تماماً، نظراً إلى فشل الحكومة (المصرية) في توفير الرعاية الطبية الكافية له (مرسي)، أو الزيارات العائلية اللازمة».
(رويترز، الأناضول)